لا يخفى على أحد ما تمر به البلد كافة من مصائب وبلايا ومحن أنهكت الحرث والنسل وتقطعت بسببها كل أواصر المحبة والسلام والوئام حتى بين أفراد الأسرة الواحدة ناهيك عن المجتمع ككل.
كل ذلك أوجد في عقول الكثير فراغاً من الأمل والتفائل بل والثقة بالآخر وذلك عبر مراحل سابقة غُيِّب فيها صوت الحق وعلى فيها الظلم والإقصاء والتهميش الممنهج الذي طال المغلوبين الذين لا نصير لهم من سطوة جبابرة الأنظمة الاستبدادية السابقة.
وبسبب كل ذلك تولدت قناعات وأفكار لدى العامة أن لا أمل ولا مخرج من أوضاعنا هذه مع استحالة وجود الخيرية في مجتمعنا.
للأسف أن طغى هذا التفكير على عقول أغلب شرائح المجتمع حتى أفقدته القدرة على التخلص من آثار تلك القناعات.
إن الإحباط واليأس والقنوط ثلاثي قاتل يقضي على كل ما هو جميل ومشرق في الحياة ويحول دون فرص بناء العقل والوعي، فلا تجد سوى عقول خاملة قد تبلدت بسبب ما أُفرِغ فيها من طاقات سلبية جعلتها أشبه بدمية يُنفخ فيها لتتحرك ثم يلهو بها الأطفال حيناً من الزمن ثم تُرمى.
وإن ما يمكن فعله إزاء كل ما سبق يتطلب منا تحطيم كل أشكال الإحباط واليأس والقنوط والعمل على بث روح الأمل والتفائل بين أوساط المجتمع، فالعسر يعقبه يسرين ذلك في كتاب رب العزة جلَّ في علاه، ولن يغلب عسر يسرين، ولابد من إشاعة روح الألفة والتسامح وتقبل الآخر بعيداً عن التعصب المقيت وحب الأنانية الضيقة.
إن التركة ثقيلة والعمل على محاربة هذه الأفكار يتطلب جهد أكبر ومدروس لتغيير هذه الأفكار واستبدالها بأفكار إيجابية من شأنها أن تنمي العقول وتلملم شتات ما بعثرته تلك السنوات العجاف.