رسالة إلى كل المهرولين والسباقين لتفريخ القضية الجنوبية، خذوها نصيحة: مَنْ يحتضنكم ويدفعكم هو نفسه مَن دمَّر الجنوب أرضًا وإنسانًا، بغضِّ النظر إن كان مع مشروعه أو مع غيره، وهو من نكّل بكل جنوبي، واستأثر بكل شيء، وعودته الحالية لاحتضان البعض ليس حبًا فيكم وإنما لقضاء مآرب خاصة، وتشتيت اللُّحمة والنسيج الجنوبي، ولا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين. مَن يعتقد من أبناء الجنوب أن زوال المجلس الانتقالي هو نصر فهو واهم، ونجزم أنه يُدرك ذلك في قَرَارَة نفسه، وإنما فقط حبًا لمصلحة خاصة استأثر بها لنفسه.
المجلس يا قوم أصبح القلعة التي تعثرت عليها قوى صنعاء وأصابها بالصداع المُزْمِن، وكل تلك القوى مُجمعة تدرك أن انتهاء الجنوب وإلى الأبد هو بالخلاص من المجلس الانتقالي الجنوبي؛ لذا نعيد القول بأن الوطن يتسع للكل، والثورة تتطلب التكاتف لأجل الوصول إلى الهدف، ثم تُحَل كل الأمور في إطار البيت الواحد، ومعروف أنه لا يخلو أي عمل من الأخطاء؛ لكن معالجتها لا تكون بالتسرُّع واتخاذ موقف يؤدي للقضاء على القضية برمتها.
وَجَبَ أن نسعى بكل ثقلنا لإنجاح الهدف، وبعدها نطرق باب الحساب والعقاب لكل من أخطأ، صحيحٌ أن هناك من أعمت بصيرتهم الثروة وملذاتها، وعكسوا صورة سيئة من خلال سباقهم في جمع المال، لكن نقولها بكل عز وافتخار، إنها قلة قليلة جدًا لا تكاد تُذكر، ولا تمثل إلا نفسها، وسيأتي اليوم الذي سيُحاسب فيه كل من استخدم سلطته وقوته لحماية مصالح خاصة دنيئة وحقيرة، وسيدفع ثمن اقترافه لذلك.
الوطن للجميع، ولا تجتمع الثروة والثورة، وهي دعوة من القلب للقلب لكل الشرفاء ندعوهم فيها إلى الالتفاف خلف قيادة المجلس الانتقالي، وتوحيد الصف للوصول إلى الهدف السامي الذي ضحى لأجله آلاف الشهداء، وثقوا كل الثقة أن سعة صدر الرئيس القائد عيدروس الزبيدي واسعة جدًا، ويعي ويتابع كل ما يدور؛ وأن لكل حدث حديث، ولكن في الوقت والزمان المناسب، فلكل أجل كتاب، ولكل مقام مقال، ولكل زمان دولة ورجال، وبالله التوفيق.