سيترُك رحيل الإعلامي القدير أحمد عُمر بن سلمان فراغًا كبيرًا في الوسط الإعلامي..كيف لا وهو الذي أمتعنا لأكثر من (30) عامًا بأسلوبه المميز الأخاذ سواء في برنامجه الاذاعي (العِلم والإنسان)، ربما يفتقده الكثير من أقرانه، في شرح وتبسيط المعلومة العِلمية التي يصعب على البعض فهمها، فتجده يُفكك المعلومات العلمية الجافة ليصنع منها قطعة حلوى..سهلة المضغ.. حلوة المذاق، بل وأحيانًا يُحيلها إلى مادة مسلية يروح بها عن نفس المستمع، محدثًا في الوقت ذاته توازنًا عقليًا وروحيًا.
وجد _صاحب برنامج (كلمتين) في إذاعة عدن في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي_
طريقه إلى نفوس مستمعيه لثراء معرفته وعلمهِ الغزير ولعذوبة صوته..فعندما تسمعه يتحدث عن الطبيعة..يُخيل لك كأنك تراها أمامك تتحرك.. سواء ببراكينها وهي تقذف الحِمم، أو عن الزلازل فتشعر كأن الأرض انشقت تحت قدميك.
بن سلمان حكيم هذا الزمان التقيته ذات يوم صدفة قبل نحو (30) عامًا وهو في طريقة إلى مبنى إذاعة عدن. فعرفته بنفسي انني من اشد المعجبين ببرنامجه الشائق (كلمتين).. وأنني زميل ابنه محمد/ صاحب الذكاء الفطري في ثانوية عبود..فرحب وابتسم ابتسامة مازلت محفورة في ذاكرتي إلى اليوم..ثم وسألته عن جديده اليوم في برنامج (كلمتين) ..فقال تتابعه؟
قلت له دائمًا..ابتسم وقال عن همومكم طلاب الثانوية.
ودعته وانا سعيد بأنني التقيت علم من أعلام الإعلام اليمني.
وبوداعه أمس الأول الدنيا الفانية..وانتقاله إلى الرفيق الأعلى..سنظل نبحث عن البديل له..ليملئ الفراغ الذي تركه بن سلمان.