منذ تم تعيين السيد معين عبدالملك رئيساً لمجلس الوزراء عوضاً عن د. احمد عبيد بن دغر ، ونحن كنا نتأمل فيه خيراً وننظر له بصفته المنقذ والشخص الذي بيده إرجاع الأمل للناس و انتزاع البلاد من حالة التدهور والانفلات والانقسام التي عاشتها لسنوات، الا أنه وإلى يومنا هذا لم نلمس له أي قرار أو مشروع او حتى تصريح يعبر عنه كرئيس للوزراء ، بل على العكس اثبت لنا انه أيقونة مثالية للمسؤول الفاشل الذي لا يكترث او يهتم لمسؤولياته تجاه منصبه وشعبه وربه .
ولكل من يشكك في كلامي، عليه ان ينزل اليوم الى شوارع عدن وليشاهد بأم عينه "رجال ونساء وأطفال وشيوخ" كلهم يقفون بإنكسار رؤوسهم تدق في الأرض، يشحتون ويتسولون قيمة الرغيف والدواء، وهذا بعد ان انقطعت رواتبهم اكثر من ثمانية أشهر، وبعد أن أنهار الريال اليمني أمام الدولار وتجاوز 1500 في مناطق الشرعية، وأسعار المواد الغذائية في كل يوم تزاد و اصبحت أكبر من قدرة المواطن على تحملها، والحكومة في صمتها مستمره، ولا حياة لمن تنادي.
منذ أيام شاهدت في المواقع قرارا جديدا لرئيس مجلس الوزراء، فسارعت لفتح الخبر وقراءته وكلي أمل الحكومة أخيرا ستخرج عن صمتها وتضع حداً لمعانة المواطنين، إلا أنها كانت الصدمة ؛ وكان القرار ينص على "تحديد حرم ميناء عدن من أراضي المنطقة الحرة"، وهنا وقفت بتعجب! هل وصلنا لهذه الدرجة من المثالية وانعدام الأزمات؟! هل فعلاً الحكومة لم تجد شيئا امامها اي مشكلة لتصدر فيها قرارا ، او أنها مغيبه عن اخبار البلاد الاقتصادية، حقا انني أتعجب منهم عوضا عن يصدروا قرارات محموله بحلول تفيد هذا الشعب، قاموا بالتركيز على الأراضي ، وهذا يؤكد لنا عدم مسؤوليتهم وكفاءتهم لتولي هموم هذا الشعب .
واخيرا .. يكفي هذا الشعب ما قاساه من هموم وأوجاع وكوارث مدمرة عصفة به طوال سبع سنوات، كونوا اصحاب مسؤولية، وارحموا شعب وضع كل آماله وثقته فيكم، ولتجعلوا أولوياتكم هي المواطن والوطن، وصدقوني هذا الشعب مكافح وصبور، كل ما يريده هي ابسط الخدمات الاساسية ليعيش فقط، يكفينا ما وصلنا له.