طالب باحث وخبير نفطي جنوبي من ابناء عدن من الحكومة ووزارة النفط والسلطة المحلية في عدن بالإشراف المباشر على تنفيذ كافة الأعمال المتبقية والضرورية اللازمة لاعادة تشغيل المصفاة بشكل اسرع ، وتحديد موعد لبدء التشغيل ، كون اي تأخير في التشغيل يعني معه استمرار معاناة أبناء الجنوب وعدن من الانقطاعات المتواصلة بالكهرباء واستمرار ارتفاع أسعار المشتقات النفطية المستوردة من الخارج ، واستمرار تدهور أصول وممتلكات شركة مصافي عدن واستنزاف خزينة الدولة من العملة الصعبة .
وقال الخبير النفطي الدكتور علي المسبحي في سياق حديث صحفي له : " يتفق الجميع بأن تشغيل شركة مصافي عدن هو المنقذ الوحيد لكل أزمات مدينة عدن بما في ذلك تخفيض أسعار المشتقات النفطية وتوفيرها للسوق المحلية باستمرار وتوفير الوقود اللازم لمحطات توليد الكهرباء بشكل مستمر دون إنقطاع ، بينما إستمرار توقف المصفاة لأكثر من سبع سنوات يعني إستمرار لمعاناة أبناء الجنوب عامة وأبناء عدن خاصة ، ومما لاشك فيه أن مخرجات مصافي عدن من المشتقات النفطية كانت تمثل المخزون الاستراتيجي لوقود الكهرباء طوال للعقود الماضية ، ولكن بعد حرب عام 2015م وتوقف المصفاة عن العمل أصبح استيراد وقود الكهرباء يشكل مشكلة كبيرة يستنزف اموالاً مالية ضخمة من العملة الصعبة " .
وأضاف بالقول : " بل ان ما يزيد الطين بله هو تخلي الدولة عن استيراد المشتقات النفطية للكهرباء وللسوق المحلية ، بعد أن كانت شركة مصافي عدن هي من تقوم بعملية الاستيراد ، وتركت المجال مفتوح للقطاع الخاص في التحكم بهذه السلعة الحيوية والتي كانت محرمة عليهم استيرادها قبل الحرب إبان النظام السابق ، وهو الأمر الذي جعل تكلفة الاستيراد مضاعفة كونه تضاف إليها العمولات والأرباح والرسوم الجمركية والضريبية مما جعل عملية استيراد المشتقات النفطية للسوق المحلية والكهرباء أكثر كلفة " .
واوضح الباحث د. المسبحي بانه وبدلا من استيراد وقود الكهرباء عبر شركة مصافي عدن بكميات كبيرة تكفي لفترات طويلة وبتكلفة اقل ولكون لديها سعة تخزينية كبيرة أكثر من 500 ألف طن متري ، أصبح الآن الشراء من التجار بكميات قليلة ولفترة بسيطة وبتكلفة أكبر ، الامر الذي بات يضاعف من معاناة الناس بسبب إنقطاع الكهرباء في ظل حالة الطقس والبحث عن وقود بشكل مستمر ، وارتفاع أسعار المشتقات النفطية الموردة للسوق المحلية.
وأشار الباحث ايضاً الى أن مشكلة توقف مصافي عدن عن العمل تتمثل في محاولة إنجاز محطة كهرباء صغيرة بحجم 15 ميجاوات ، وهو ماقال بانه أمر يبعث على الاستغراب في كيفية مرور نحو سبع سنوات على توقف المصفاة والى اليوم مع عدم إنجاز هذه المحطة الكهربائية الصغيرة ، فضلا عن البحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذا التأخير ؟؟
ليختتم الدكتور المسبحي حديثه قائلا : " وعلى الرغم من تكليف الدكتور / سعيد الشماسي نائب وزير النفط للقيام بأعمال المدير التنفيذي لشركة مصافي عدن في 14/ مارس/2021 م - إلا انه والى اليوم لم تتضح الصورة الكاملة ولم يتم الإعلان عن موعد البدء في تشغيل المصفاة ، وهو الأمر الذي يضع علامة استفهام وأكثر من سؤال عن موقع الخلل بعد ان تم تغير قيادة المصفاة السابقة والتي لطالما كان يشار إليها بأصابع الاتهام بأنها هي من تقف خلف تأخير تشغيل المصفاة بشكل متعمد ؟؟! ".