كتب/ فؤاد قائد جباري
لم يسبق وقد اجمع شعب الجنوب على شخصية بعينها في تاريخه سوى شخصية الرئيس الشهيد "سالمين" فيما مضى و الرئيس القائد "الزُبيدي" في المرحلة الآنية مع اختلاف ظروف كل مرحلة، بحيث تعتبر هذه المرحلة هي الأخطر من ناحية التأثير على وعي وإدراك العامة لوجود اعداء كثر يعملون ليل نهار، مستخدمين أحقر الأساليب للنيل منا كشعب ومن قيادتنا ، ولديهم من المقومات ما يمكنهم من شيطنة أي شخصية ولو كان ملاك منزل أبرزها الإعلام الذي يمتاز بقدرته الفائقة على تغيير الصورة الذهنية واستبدالها بأخرى على مستوى الأفراد والشعوب، وقد بات الرئيس الزُبيدي ديدنهم الهستيري التي ما تفتأ مطابخهم الإعلامية تهاجمه ولن ترد انفاسها حتى اللحظة في شن حملات التشويه ضده .. و مع هذا يزداد شعب الجنوب إجماعاً عليه وتمسكاً به وتزداد ثقته فيه أكثر وأكر باعتباره القائد المُخلِص و المُخَّلِص.
في الحقيقة كنا نثق و نؤمن ونراهن على نجاح "الزُبيدي" في قيادة المقاومة الجنوبية بداية إعادة تأسيس القوات المسلحة الجنوبية لما يتمتع به من صفات الرجل من قدرات عسكرية واسعة اكتسبها لنفسه ميدانياً، إضافة إلى ثبات المبدأ والأيمان بالهدف والسعي الدؤوب والجدي لتحقيقه والذي جعل كل رفقائه وأفراده يقاتلون إلى جانبه بكل اخلاص وشجاعة مستمدين قوتهم ومعنوياتهم منه، ولكن حين دخل مضمار "فن الممكن" توجسنا وأصابتنا المخاوف من أنه قد يخفق لأسباب كثيرة أبرزها أنها تجربة جديدة بالنسبة له وأيضاً اقتحم هذا الحقل في أصعب وأحلك مرحلة أعيت بتعقيداتها المجتمع الدولي، إلى جانب أن الخصوم والأعداء يتفوقون علينا بأمور كثيرة وقد ارتبطت مصالحهم بمصالح اطراف إقليمية ودولية باتت هي من تتحكم بالمشهد العام ككل.
لكن الرجل فاجأ الجميع أولهم نحن كشعب، ثم فاجأ الخصوم والأصدقاء بقدراته الفائقة على خوض المعترك السياسي، وكما نجح في قيادة المعارك الميدانية، هاهو يحقق نجاحات مماثلة في المسار السياسي الذي أبدى فيه حنكة براعة وكياسة ومرونة كبيرة، عرفه وفطن دهاليزه وبات من دهاته، وأصبح لاعب محترف وسط هذا المضمار يحسب له الخصوم والأعداء ألف حساب بدل أن كانوا ينظرون اليه كباقي القيادات الجنوبية السابقة التي عُرفت باخفاقاتها نتيجة عاطفية قراراتها ومواقفها.
لقد بات "الزُبيدي" مصدر قلق حقيقي وفعلي يقض مضاجع قوى الشمال بمختلف مكوناتها وحتى الأطراف الخارجية التي تقف خلف كلاً منها، وأضحى رقم صعب في المعادلة اليمنية في ازمتها الحالية الشاملة لا يستطيع احد تجاوزه .. ونحن هنا عندما نتحدث عن "الزبيدي" نتحدث أيضاً عن مشروع و قضية شعب الجنوب التي تحَمّلها على عاتقة، والتي باتت تناقش في اروقة ومكاتب صناع القرار الدولي،، وقد صدق حين قال ” نملك الإمكانيات لفرض واقع مغاير، غير اننا نمضي بكم في مسار آمن“.