كتب / صالح شائف
عند إعلان الوحدة في ٢٢ مايو عام ١٩٩٠م بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية؛ وقيام دولة جديدة أسمها ( الجمهورية اليمنية ) لتحتل على إثر ذلك مقعدها كعضو جديد في هيئة الأمم المتحدة؛ بعد الزوال المفترض والتلقائي للمقعدين السابقين؛ وهو الأمر الطبيعي والمنطقي في هكذا حالات؛ غير أن مقعد الجمهورية العربية اليمنية ( الشمال ) هو الذي أسقط من قائمة عضوية الأمم المتحدة فقط؛ وبقى مقعد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قائماً بسبب عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن والذي أنتخبت له في أكتوبر ٨٩ ولمدة عامين (٩٠ و ٩١) وأحتفظت به حتى ٣١ ديسمبر من عام ١٩٩١م ؛ وهو ما أعتبرته الأمم المتحدة حينها مقعداً للدولة اليمنية الجديدة؛ وهو ما يعني ويؤكد بأن عضوية الجنوب لم تسقط من قائمة الدول الأعضاء رغم آعتباره مقعداً للدولة الجديدة والعضو الجديد في الأمم المتحدة ( الجمهورية اليمنية ) وهو ما أفقدته الصفة التمثيلية التي كان يتمتع بها قبل ذلك !.
وبالنظر لما يعتمل اليوم من نشاط سياسي ودبلوماسي واسع إقليمياً ودولياً بشأن إيقاف الحرب والتمهيد للحل والتسوية السياسية للأزمة اليمنية المركبة؛ والتي ينبغي أن تتصدرها قضية الجنوب؛ لا أن يتم تجاوزها أو تهميشها كما ترغب بعض الأطراف !.
فإننا نضع هذه الحقيقة التي لا يمكن إنكارها أو إعتبارها شيئاً من الماضي أمام النخب السياسية والقانونية والدبلوماسية الجنوبية؛ للوقوف بجدية أمامها والبحث في الأمر ومن كل الزوايا؛ لإثبات الحق الجنوبي التاريخي؛ والذي دخل في وحدة مع دولة أخرى؛ ولم يكن جزءاً منها أو فرعاً لها؛ بل ولم تعد تلك الوحدة قائمة الآن بعد أن أسقطها الطرف الآخر بالحرب وأخضع الجنوب وشعبه للإحتلال المباشر والمكتمل الأركان؛ فإننا نأمل من إثارة هذا الموضوع وفي هذا التوقيت بالذات؛ من جعله وسيلة هامة للإقناع والمحاججة والتبرير المنطقي لطرح إستحقاقات الجنوب على طاولة الحوار من قبل المفاوض الجنوبي وهو يضع على كل من تعنيهم قضية إيقاف الحرب والذهاب إلى التسوية الشاملة؛ وبما يمكن الجنوب من إستعادة دولته وسيادته على أرضه.