للعازفين على وتر المناطقية

للعازفين على وتر المناطقية

للعازفين على وتر المناطقية
2021-05-07 01:14:11
صوت المقاومة الجنوبية / خاص

كتب / د. عبدالله المعسلة

تكرر كثيرا مؤخراً العزف على وتر المناطقية وأن المجلس الانتقالي مجلس مناطقي وغيره من الكلام الذي يدور حول المناطقية النتنة التي يرفضها شعب الجنوب بالكامل وقضى عليها بمشروع التصالح والتسامح الذي انطلق من جمعية ردفان الخيرية في 2006 لكن كان لابد أن اذكر بعض الشواهد التي تدحظ هذا النفس المناطقي الذي يتفوه به البعض من بني جلدتنا وأقول في هذا المقام :  

عندما انطلق الحراك الجنوبي في 2007 برز اسم العميد ناصر النوبة كأحد مؤسسي الحراك الجنوبي وذاع صيت الرجل في كل الجنوب وأصبح الرجل يحظى باحترام على مستوى الجنوب وكان حينها إذا دعا لمظاهرة في الجنوب يخرج له عشرات الآلاف من الناس نتيجة لثقة الناس به وحرصه على الجنوب وقضيته ولكن عندما ذهب الرجل إلى صنعاء وترك الناس وخان مبادئه اهتزت ثقة الناس به بل إن الناس نسيته بالخالص حتى ظهر مؤخرا في شبوة يدعو الناس للخروج إلى مظاهرة تأييدا لمشروع الستة أقاليم فخرج له 16 نفر عشرة منهم فرقة التنظيم للمظاهرة. الناس كانت تثق في الرجل وتحمله على أكتافها ليس حبا في شخصيته ولكن حبا لمبادئه وللمشروع الجنوبي الذي يحمله ولكن عندما انتهت المبادئ انتهى الرجل بالضرورة.

مثل آخر الشيخ طارق الفضلي عندما أعلن وقوفه مع الحراك الجنوبي اجتمع حوله الناس من كل الجنوب وتكتض أبين بمئات الآلاف من البشر في المظاهرات التي كان يدعو لها ولم يقل الناس حينها هذا من أبين لن نحضر أو نتنازل له أن يقودنا ولكن عندما بدأت ثقة الناس تهتز في الرجل نتيجة اهتزاز مبادئه أصبح اليوم في عداد المنسيين.

أحمد الميسري بعد عودته من صنعاء وكثير من القيادات الجنوبية في 2014 التي هربت من صنعاء أعلن بوضوح أننا حسمنا أمرنا في الجنوب طالما والحوثي بسط سيطرته على الشمال وان الوحدة انتهت وكان لهذه الكلمات صدى لدى شعب الجنوب وأصبح الرجل حديث الناس في الشارع الجنوبي ولكن للأسف سرعان ما انقلب الرجل على مبادئه وذهب مجددا إلى بيت الطاعة الزيدي عن طريق بوابة علي محسن ولو أنه تمسك بنفس المبادئ التي أعلنها في 2014 لكان له شأن في الجنوب اليوم ولكن نسي مبادئه فأصبح من المنسيين.

العميد عبدالله الناخبي رحمه الله كان يجتمع حوله الناس بالالاف عندما كان متمسك بمبادئه وكان أحد مؤسسي الحراك الجنوبي ولكن عندما ذهب إلى صنعاء وترك مبادئه وأصبح من أنصار الوحدة تركته الناس ونسيته.

ما تم ذكره هي نماذج وهناك آخرين أيضا ولكن نستنتج أن قضية الجنوب قضية حق وتستمد قوتها من الله تعالى لأن الله هو الحق وكل من تسلق على ظهرها وظن أنه ذكي سيفضحه الله لانها قضية شعب قتل وجاع وتشرد وذاق اصناف العذاب في سبيل نجاحها. فكل من ينفخ ويعزف على وتر المناطقية هم شلة فقدت مصالحها وتعرف أن نجاح المشروع الجنوبي نهاية لهم ولذلك دخلوا من موضوع المناطقية.

 المجلس الانتقالي لم يمنع أحد من الانضمام إليه صغيرا كان أو كبيراً ومن أي بقعة من الجنوب وترى الناس في المشروع الذي يحمله أمل في أن يصل إلى الهدف الذي ناظل من أجله الناس كثيرا. تمسكنا بالانتقالي ليس حبا في أشخاصه ولكن في المشروع الذي يحمله وإذا تخلى قيادته عن مبادئهم فستتخلى عنهم الناس وستتركهم كما تركت الذين من قبلهم. 

مايجري الان هو صراع مشاريع، فهناك مشروعان يتصارعان على الساحة الجنوبية، مشروع انبطاحي مستعد أصحابه أن يحكمهم الزيدي بغض النظر عن لونه سواء كان إصلاحي أو مؤتمري أو حوثي أو خليط من هذه الثلاثة.وهذا النوع من الجنوبيين يرون في المشروع الجنوبي نهاية لمصالحهم ويغلفونه بغلاف المناطقية على أمل أن ينجح ويتم دفع مئات الملايين في سبيل إنجاح هذا المشروع المسخ وحتما لن ينجح مشروعهم لأنه مستمد قوته من الفساد والباطل ولايمكن لمشروع أساسه الفساد والإفساد والباطل أن ينجح، ومشروع آخر يدعو أصحابه إلى التحرر وإقامة دولة جنوبية مستقلة على حدود 21 مايو 90. وهذا المشروع مستمد قوته من الحق ومن صيروة التاريخ وحتما سينجح.