*التسويات والحلول المرتقبة وقرار الإرادة الوطنية الجنوبية !*

*التسويات والحلول المرتقبة وقرار الإرادة الوطنية الجنوبية !*

*التسويات والحلول المرتقبة وقرار الإرادة الوطنية الجنوبية !*
0000-00-00 00:00:00
صوت المقاومة الجنوبية/خاص

كتب/ صالح شائف 

أياً كانت الحلول المرتقبة بشأن الأوضاع في اليمن التي ستلي عملية وقف إطلاق النار الذي نأمل أن يكون دائماً وشاملا؛ فلن تكون ممراً آمناً لتسوية سياسية حقيقية دائمة وعادلة وشاملة؛ مالم تحل قضية شعب الجنوب وعلى أسس متينة وثابتة؛ وبما يضمن فعلياً حقه في تقرير مصيره بنفسه؛ وإستعادة دولته الوطنية المستقلة وسيادته على أرضه؛ مالم يقرر خلاف ذلك وبكامل حريته وإرادته؛ فهو صاحب الحق الأول والأخير في هكذا قرار؛ وبعيداً عن أي شكل من أشكال الضغوط المباشرة وغير المباشرة؛ أو المساومات التكتيكية والتدليس والوعود المرحلة الخادعة؛ أو فرض أية حلول بالقوة عليه؛ أو بغيرها وأياً كان شكلها أو مصدرها؛ حتى ولو غلفت بألوان زاهية وعناوين براقة ماكرة.

لأن من يبحث عن حلول غير الحل الذي يرتضيه الشعب الجنوبي؛ إنما هو بذلك يضع نفسه في مواجهة مفتوحة مع الجنوب وشعبه؛ ويقلص من فرص السلام والتعايش الأخوي الدائم مع الشعب في الشمال؛ السلام الذي يستجيب وينسجم مع الظروف والوقائع التاريخية القائمة؛ وتتحقق معه وبه المنافع المتبادلة والمصالح المشتركة على سعتها وتنوعها؛ وهي الأبقى والأجدر بالحفاظ عليها والدفاع عنها مستقبلاً؛ وتبنى على أسس سليمة وصحيحة من التعاون الأخوي المثمر بين الدولتين والشعبين الشقيقين؛ إذا ما كان ذلك هو قرار الجنوب؛ وهو الثابت عليه حتى الآن ولا مجال للتشكيك بخياره هذا؛ فقد دفع الثمن غالياً من أجل ذلك وبقناعة راسخة وثابتة؛ ويستحيل أن يفرط بتضحياته أو أن يقدمها قرباناً لأية تسويات تنتقص من خياره وقراره الوطني؛ أو أن يتنازل عن مشروعه هذا تلبية لرغبة هذا الطرف أو ذاك إقليمياً كان أم دولياً أو الأثنين معاً؛ ولن يقدمه هدية لحل أزمة الأطراف المتصارعة على السلطة ولمن سيحكمه منها غداً من صنعاء !!

فإرادة الناس الوطنية في الجنوب غير قابلة للإنكسار؛ ولن تكون مجالاً للمساومات الرخيصة؛ ولا مادة للبيع والشراء كما قد يتوهم البعض ذلك؛ وعلى الجميع أن يدرك هذه الحقيقة تماماً؛ وعلى القوى الجنوبية المختلفة التي تؤمن حقاً وفعلاً بمشروع الجنوب الوطني؛ أن تستوعب المخاطر المحيطة بالجنوب وبمصادرها وبعناوينها ومشاريعها المتعددة؛ وهو الأمر الذي ينبغي أن يدركه أيضاً وبعمق كل من ستوكل لهم مهمة التفاوض بإسم الجنوب وشعبه؛ وحمل هذه الأمانة التاريخية بشرف وإقتدار؛ وأن تعكس تركيبة الوفد التفاوضي الطابع الوطني الشامل؛ وبما يضمن القدر الأكبر من الإجماع الوطني المعبر عن إرادة ابناء الجنوب وتطلعاتهم المشروعة؛ ويصون ويحمي تضحياتهم وينتصر لمستقبلهم وتاريخهم المشترك.