*في ظل تفشي الموجة الثانية لوباء كورونا كوفيد 19 وتزايد أعداد المصابين وحالات الوفيات اليومية في مجتمعنا وبشكل ملفت ينبغي أن يكون حاضراً في أذهان جميع أفراد المجتمع الوعي بخطورة هذا الوباء وضرورة الالتزام بكافة التعليمات والارشادات من قبل الجميع، إلا أننا وللأسف الشديد نجد حالة من الاستهتار وغياب الوعي لدى غالبية الناس، وعدم اتباع وسائل وقواعد التباعد الاجتماعي، والوقاية من انتشار هذا الوباء، أن منحنى الانتشار الوبائي لفيروس كورونا الموجة الثانية يأخذ شكلاً أخر من السرعة والانتشار في مجتمعنا، في ظل وضع صحي غير مطمئن، وضعف دور السلطات والجهات المعنية وما يثير الاستغراب هو عدم اكتراث عامة الناس لتطبيق الإرشادات الوقائية الصحية الموصى بها للحد من تنامي هذه الجائحة، فلا زالت شوارعنا واسواقنا العامة وبالأخص أسواق القات تكتض يومياً بالمواطنين من دون أخذ أدنى وسائل الحيطة والحذر للوقاية من انتشار هذا المرض الخبيث، وهنا ومن منطلق الحرص على سلامة المواطنين وصحتهم وصحة المجتمع، وليس من منطلق تخويفهم وإثارة الذعر فيهم ننصح الجميع بتجنب أماكن الازدحام والتجمعات في الأسواق والأماكن العامة والتقيد باجرءات الوقاية في إبقاء مسافة لا تقل عن متر ونصف المتر بين الأشخاص ووضع الكمامات، والالتزام بكافة التعليمات والارشادات الوقائية فإن ذلك لن يكلفهم شيئاً. وعلى السلطات والجهات المسؤولة في وزارة الصحة وفروع مكاتب الصحة بالمحافظات ولجان مكافحة كورونا والفرق التوعوية والإعلامية وكل الجهات المعنية تفعيل دورها والقيام بواجبها ومسؤولياتها تجاه المواطنين، وعلى الجهات الأمنية تنفيذ أي تدابير احترازية توصي بها الجهات المسؤولة ، إلا أن المسؤولية والرهان الكبير يقع على وعي المجتمع ومدى استعداده وتفاعله في إتباع الخطوات الاحترازية والوقائية لتجاوز هذه المحنة والحد من انتشارها، وقد أثبتت العديد من التجارب في دول العالم إلى أن الوعي المجتمعي مثل حجر الأساس في مواجهة كورونا ومحاصرتها واحتواء انتشارها، لأنه مهما كانت طبيعة الإجراءات الوقائية والخطوات الاحترازية المتبعة، فإنها تظل عديمة الجدوى بدون الالتزام الكامل والطوعي بها من قبل أفراد المجتمع*