لم يحدث في أي بلد في العالم أن تقوم الدولة بدعم الانقلاب عليها والحفاظ عليه ليظل باقياً إلا في اليمن.
فمن ينظر لتوجه وسعي الدولة الشرعية منذ بداية الحرب على الحوثي ، سيجد انها تسعى وفق خطوات هدفها الحفاظ على الحوثي وبقاءه قوياً ، وفق رؤية تجد ان بقاءها مرهون ببقاءالحوثي ، لأنه اذا انتهى الحوثي انتهت فرصة حكم وسيطرة العصابة داخل الشرعية والتي ترى ان بقاء الحوثي واستمرار الحرب يصب في صالحها ويخدمها ويتيح لها مزيداً من الوقت لتنهب وتفسد وتبني ثروات.
ولذا فإن فساد الشرعية وفشلها هو مخطط مدروس ومتعمد من قبلها تهدف من خلاله للحفاظ على الحوثي والذي يعتبر حفاظ على بقاء فساد الشرعية وسيطرة اخطبوطها على الدولة في المناطق المحررة.
فيما يتعلق بالجانب الاداري فقد عملت الشرعية وفق توجه اقصاءي واحتكاري وجعلت المناصب المهمة والاغلبية محصورة بين الشللية والحزب المتحالفان على ازاحة واقصاء وتهميش الاطراف الاخرى.
وفيما يتعلق بالجانب السياسي فقد انتهجت الشرعية سياسة مماثلة لسياسة الحوثي وهي سياسية التجويع لتطبيق قاعدة الغني يزداد غناءً والفقير يزداد فقراً.
وايضاً عملت الشرعية على افشال دورها السياسي الخارجي لتتيح المجال لنجاح الحوثي سياسياً.
عملت الشرعية على محاربة كل وطني من إعلامي او سياسي او اداري ضد الحوثي واتخذت اسلوب تطفيشه وغلق الباب في وجهه لتجعل الأمر محصور على الشللية والحزب الوحيد .
فسعت لاعاقة توحيد جميع الاطراف ضد الحوثي ووضعت حاجز بين الشللية وبين البقية ، وهي بهذا الاسلوب تضمن الحفاظ على الحوثي من حيث قيامها بالاقصاء والتهميش والتطفيش انها تدفع بكارهي الحوثي وباغضوه يالعودة نحوه او ايقاف عملهم ودورهم ضد الحوثي ، كما تعمل عبر تحالف الشللية والحزب الوحيد داخلها لخدمة الحوثي.
فيما يتعلق بالجانب الإعلامي فقد قامت الشرعية بإنشاء إعلام اهلي على حساب تحطيم الإعلام الرسمي واضعافه.
وجعل ذلك الإعلام محصور بالشللية والحزب الوحيد ومهمته أثارة الخلافات بين الاطراف المناهضة للحوثي ومهاجمة التحالف ، كما سخرته للدفاع عن الفاسدين وعدم نشر الفساد ليصبح من يريد ان يكشف الفساد داخل الشرعية محارب من النشر ، بل حصنوا الفاسدين بعدم الحديث عن الشخصنة ، واعتبروا من ينتقد أي فاسد بل شنوا عليه زوبعة بأنه حوثي ، رغم انهم هو الذين يخدمون الحوثي ، اما ينتقد الفساد داخل الشرعية ويرفضه فهذا من صميم محاربة الحوثي.
فيما يتعلق بالجانب العسكري فقد وسعت الشرعية عملية الفساد داخل الجيش من اسماء وهمية ومصادرة الأسلحة لحوزة طرف معين.
كما اعاقت تقدم التحرير نحو صنعاء من خلال التراجع للخلف في جبهات نهم ، واعاقة تحرير الحديدة باتفاق السويد ، وتجميد استكمال تحرير تعز والتقدم نحو إب ، واصبح هم الشرعية السيطرة على المناطق المحررة لا تحرير المناطق التي لم تتحرر ، لتتخذ من موقعها في مأرب توجهاً نحو حضرموت والمهرة المحررة بدلاً من البيضاء وذمار وصنعاء التي لم تتحرر ، ومن تعز التوجه نحو السيطرة على المخاء ولحج وعدن المحررة بدلاً من تحرير الحوبان وإب.
واعتبرت بقية الاطراف المناهضة للحوثي كأعداء لها تحاربهم واتخذت الحوثي صديق حميم تحافظ عليه.
فيما يتعلق بالتحالف العربي ، فإن الشرعية استخدمت طريقة تبتز التحالف وتحارب التحالف وتشكك بالتحالف.
تبتز التحالف مادياً عبر الدعم المادي الذي يقدمه وعسكرياً عبر الأسلحة.
تحارب التحالف من خلال اظهاره بأنه محتل لتدعي الاحتلال السعودي للمهرة والاحتلال الإماراتي للساحل وسوقطره وهي بهذه الطريقة تريد صرف النظر عن الاحتلال الإيراني لصنعاء وتعيق تحقيق اهداف التحالف في اليمن وتضغط عليه لتلبية رغبة عصابة الشلة والحزب الوحيد داخل الشرعية وتمكينهم وتسليمهم كل المناطق المحررة وهذه التلبية والتمكين يمكن تلك العصابة بما يخدم الحوثي أكثر ويوسع فسادها أكثر.
التشكيك بالتحالف من خلال ما تعمله الشرعية من خدمة وحفاظ على الحوثي في ظل بقاء التحالف داعما لتلك العصابة داخل ً الشرعية ومسانداً لها ، يتولد الشكوك بأنها تحالف وتوحد بين التحالف وتلك العصابة والحوثي ضد بقية الاطراف ، أي ان ما تقوم به الشرعية من خدمة وحفاظ على الحوثي ناتج عن رضاء التحالف ومساندته لها.