عقدت اللجنة الاقتصادية العُليا بالمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأربعاء، أول اجتماعاتها بمقرها الجديد في العاصمة عدن، برئاسة رئيس اللجنة ومستشار رئيس المجلس الانتقالي الدكتور عبدالسلام حُميد.
ووقفت اللجنة الاقتصادية العُليا أمام جُملة من الموضوعات المُدرجة في جدول أعمالها، منها إعادة ترتيب وهيكلة اللجنة بما يتناسب مع مهامها الجديدة كلجنة استشارية في الشؤون الاقتصادية لرئاسة المجلس الانتقالي.
وخرج الاجتماع بجملة من القرارات والتوصيات حول ما تم مناقشته، حيث تقرر عقد اجتماع استثنائي نهاية الأسبوع القادم؛ لبحث ودراسة ملفات اقتصادية أخرى ذات أهمية في حياة المجتمع.
ودعت اللجنة الاقتصادية العُليا إلى سرعة تنفيذ اتفاق الرياض، واستشعار المخاطر والتحديات الخطيرة التي يعيشها الشعب جراء فراغ السلطة الحكومية منذ توقيع الاتفاق، مؤكدةً أن تنفيذ الاتفاق من شأنه أن يخلق حالة من الاستقرار السياسي والأمني، ويساعد في تهيئة الظروف لمعالجة التحديات والمعضلات الاقتصادية.
وناقشت مستجدات الوضع الاقتصادي الحالي في الجنوب، مشددةً على أنه يُنذر بكارثة ويهدد بالانهيار الكامل، جراء فراغ السلطة وفشل الحكومات المتعاقبة في معالجة الكثير من الجوانب الاقتصادية، والتي يأتي في مقدمتها تدهور العملة المحلية التي وصلت إلى مستويات غير معهودة.
ونوهت إلى أن هناك جوانب عديدة من أوجه القصور الفشل، أبرزها ضعف التوقف شبه الكامل للدورة النقدية، وعدم القدرة على تعبئة وحشد الموارد المحلية والأجنبية، ما أدى إلى شحة السيولة في خزائن البنك المركزي وتوسع العجز في الميزانية.
وحذرت اللجنة من أن لجوء البنك لطباعة النقود الورقية غير المغطاة، والتي وصلت إلى ما يزيد عن تريليوني ريال، ستقود إلى مزيد من تدهور العملة المحلية ووصولها إلى مستويات أخطر.
وتطرق الاجتماع إلى ملفات أخرى هامة، في مقدمتها ملف الخدمات المترديّة وخاصة خدمات الكهرباء، والمياه، والصحة، والنظافة، وعدم توفر وقود الكهرباء الذي يهدد بخروج المنظومة الكهربائية عن الخدمة بشكل كامل.
وبحثت اللجنة قضية حرمان القطاعات العسكرية والأمنية من مستحقاتهم المالية المشروعة لأشهر مضت، حيث أوصت الوفد المفاوض بالضغط على الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه مستحقات تلك الجهات.
وراجعت أزمة المشتقات النفطية التي تأثرت بقرارت تحرير المشتقات وكانت نتائجها عكسية، بعدما توقف الاستيراد والتوزيع عبر شركة النفط ومصافي عدن لصالح بعض التجار.
وأثنت على الجهود الكبيرة والاستثنائية التي يبذلها أحمد حامد لملس، محافظ العاصمة عدن، للنهوض بأوضاع العاصمة في مختلف الجوانب رغم شحة الامكانيات.
وثمنت اللجنة الاقتصادية العُليا، الجهود الكبيرة التي يبذلها الوفد الجنوبي المفاوض بالعاصمة الرياض، في سبيل إنجاح تنفيذ اتفاق الرياض؛ لتثبيت الاستقرار والسلام، وإعادة ترتيب سلطات الدولة بما يؤمن خدمة الشعب وحل مشكلاته.