قرارات الشرعية الدولية واعلان دول التحالف العربي وانطلاق عاصفة الحزم ، كلها نصت على عودة النظام الشرعي برئاسة الرئيس الشرعي “هادي” وحكومته الرسمية ومؤسساتها الادارية والمدنية والعسكرية والامنية الشرعية.
ومضت ست سنوات من الحرب العبثية والنظام الشرعي والتحالف العربي ظلوا يبنوا مؤسسات غير شرعية .. ودفع الناس الغلابة الثمن غاليا ؟!
لهذا خسروا تأييد المجتمع الدولي بفشلهم عسكريا في العودة إلى صنعاء بالحرب والقوة .. ما دفع المجتمع الدولي الى تغيير مواقفه وتأييده لمبادرة السيد جريفت المسماة بـ (الاعلان المشترك) الذي تراجع فيها عن وصفه السابق لكل من النظام الشرعي والمتمردين الحوثيين .. بوصفه الجديد لهم بـ (طرفي النزاع) مساويا بين الجلاد والضحية.
وهدد مؤخرا الطرفين كما وصفتهم مبادرته الدولية الاخيرة أن رفضوا التوقيع عليها.. بالعودة الى مجلس الأمن الدولي لفرضها على الطرفين او فرض عقوبات دولية لاستخدام القوة الدولية لفرضها دوليا ؟!
ما وضع الشرعية والتحالف العربي والحوثيين في وضع لا يحسدون عليه .. فأما ان يقبلوا بالمشروع الدولي الجديد (الاعلان المشترك) وابعاده الخفية .. او اعتراف المجتمع الدولي بالحوثيين كسلطة الامر الواقع .. كما المحت الى مفوضيك الاتحاد الاوروبي الاسبوع الماضي .. او الدخول في مواجهة غير محمودة مع المجتمع الدولي قد تفضي الى تقسيم اليمن دوليا .. الذي لا يزال طبقا للقرارات الاممية السابقة تحت الوصاية الدولية ؟!
وأن كان يرى البعض من الجنوبيين أن السيد جريفت و (اعلانه المشترك) قد تجاهل القضية الجنوبية تماما والمجلس الانتقالي الجنوبي تحديدا .. في مبادرته الاخيرة التي بدأت مؤشرات رفضها شبه معلنة من قبل الطرفين (الشرعية والحوثيين) حسب التوصيف الدولي الجديد لكل منهما, وعدم مشاركتهم ، اي الجنوبيين ، كطرف ثاني او ثالث في الاطلاع والتفاوض والتوقيع عليها.
لكنها مؤشر خير على القضية الجنوبية بسقوط المشروع الاقليمي واطماعه الخفية المتخفية بجلباب عاصفة الحزم وعباءة أكذوبة عودة النظام الشرعي الى صنعاء .. وبروز المشروع الدولي الاقوى باعادة تقسيم المنطقة و(بسايكس بيكو) جديد .. وشرق اوسط جديد .. تكون اسرائيل فيه سنتر المعادلة في خارطته الجديدة ، وسيكون الجنوب حاضرا بقوة في اجندته المتوقعة , أن احسن الجنوبيين التعامل معها وانتهاز اللحظة السانحة ، فالجنوب قادم في كلا الحالتين ، لا محالة ؟!