تتصاعد احتجاجات العسكريين الجنوبيين المعتصمين أمام بوابة التحالف العربي بالعاصمة عدن، حيث بدأ المعتصمون مرحلة تصعيد جديدة تمثلت بإغلاق منافذ عدد من المنشآت الحيوية منها موانئ عدن.
"الأمناء" التقت نائب رئيس الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي العميد الركن/ صالح القاضي، وأجرت معه حوارا صحفيا شفافا سلطت من خلاله الضوء على آخر مستجدات التصعيد.. فإلى نص الحوار:
• سيادة العميد عرفنا عن نفسك؟
- العميد الركن صالح محسن القاضي، نائب رئيس الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي.
• هل لك أن تطلع القارئ الكريم على آخر مستجدات التصعيد العسكري الذي بدأته الهيئة؟
- طبعا مثلما يعرف الجميع نحن في تصعيد متواصل منذ العام 2016م، في ظل هذا المعمعان مع حكومة الشرعية الفاشلة, وخروجنا إلى مخيم الاعتصام ليس للنزهة وإنما خرجنا لأجل حقوق مكفولة قانونا ودستورا لا يستطيع كائنٌ من كان القفز عليها أو مصادرتها مهما كان، وسننتزعها ما دمنا على قيد الحياة، ولن يضيع حق وراءه مطالب، والخطوة التصعيدية التي أقدمنا عليها مؤخرا أتت كنتاج للظلم الجائر والتعسف والتهميش المستمر, نتيجة عدم الإنصات إلى صوت العدل والحق، ونتيجة للباطل الذي يمارس علينا منذ 1994م، وحتى اليوم.
• ما أسباب هذا التجاهل من وجهة نظرك؟
- إن هذه السلطة لا تريد لهذا الجيش العظيم - الذي له صولات وجولات ومواقف مشرفة على مستوى الوطن العربي - أن يبقى، ولهذا هم يكرسون كل جهودهم للتخلص منه، ولكن نحن نقول لهم: خسئتم طالما والجنوب ينتج ولديه ثروات سيأكل ويشرب منها.
• سيادة العميد هل هذا الجيش لا زال قادرا على انتزاع حقوقه بسواعد منتسبيه؟
- بكل تأكيد، والجميع يعرف جيدا كيف أشعل هذا الجيش جذوة الثورة منذ 1994م وحتى اليوم، ومثلما بدأنا اعتصامنا الحالي في (5-7) سلميا أؤكد لكل من يتساهل بأننا لن نظل مكتوفي الأيدي، وسنقدم على خيارات صعبة، وسيتحملون تبعاتها، ولن نكون نحن مسؤولون عليها، وهذا خيارهم, فهم بهذا التجاهل والمماطلة والتسويف يدفعوننا إلى خيارين إما أن نيأس ونعود إلى بيوتنا أو نذهب إلى خيارات التصعيد، لكن البعض يقول: "إنكم لستم جادين في حسم الأمور وإنما اعتصامكم هذا للضغط" ونقول: مثلما بدأنا التصعيد في 2006م وحسمناها وأجبرنا نظام عفاش أن ينصت إلى مطالبنا وتجاوب معها بل وذهبنا إلى أبعد من ذلك حيث حولنا مطالبنا الحقوقية إلى قضية سياسية للمطالبة بالاستقلال واستعادة الدولة، واليوم نحن أكثر قدرة على تحقيق النصر الكبير.
• هل الجيش السابق لا زال متماسكا بالقدر الذي يمكنه من فرض مطالب منتسبيه؟
- طبعا وبكل تأكيد، فمع التهميش والتجاهل والإقصاء والقهر الذي نلاقيه اليوم سيشتد هذا الجيش ويتماسك وسيعود لانتزاع حقوقه بسواعد أبنائه, ويجب أن يفهموا هذا الكلام.
• هل استكملتم بناء الهيكل التنظيمي للهيئة العسكرية العليا في جميع محافظات الجنوب؟
- الهيكل التنظيمي للهيئة استكمل في معظم المحافظات، وبدأنا بناء الهيكل التنظيمي في المديريات، ولم يتبقَ إلا حضرموت والمهرة، تأخر بناء الهيكل التنظيمي فيها لأسباب معينة.
• سيادة العميد بعد ثلاثة أيام من التصعيد تمثل بإغلاق بوابات الموانئ بعدن.. هل هناك أي تجاوب مع مطالبكم؟
- نوعا ما بدأت بادرة تجاوب، وزيارة الوكيل الزامكي إلى مخيم الاعتصام جزء من ذلك، وكذلك طلب المحافظ للجلوس مع رئاسة الهيئة يوم الاثنين (المنصرم), إن شاء الله بادرة نتمنى أن تكون خطوة على طريق الحل.
• هل هناك مطالب أخرى تتبنونها غير مطالب المطالب الحقوقية؟
- مطالبنا حقوقية شملتها قائمة الـ16 مطلبا التي أصدرناها في بداية الاعتصام، ومطلبنا العام هو إزالة الفاسدين من مرافق الدولة في العاصمة عدن لكي تبدأ عملية بناء حقيقية للعاصمة.
• هل لديكم خطة للتدخل في هذا الجانب؟
- نحن رفعنا شعارًا كبيرًا في هذا الموضوع وهو مطلب شعب بأكمله، وقد طرحناه في كل اللقاءات التي تمت من قبل مع بن دغر ومعين عبد الملك والخنبشي واللواء عيدروس الزبيدي، فقد طالبناهم بتنظيف عدن من الشوائب والسلوكيات الدخيلة التي طرأت عليها منذ 2015م.
• لماذا غاب الجيش الجنوبي السابق في مرحلة بناء الجيش الجنوبي الجديد الذي ولد من رحم المقاومة الجنوبية؟ ولماذا لم نشاهد كوادر الجيش الجنوبي السابق في معسكرات الجيش الجديد إلا فيما ندر؟
- الكوادر موجودة ومؤهلة في كل التخصصات، ولكن هناك أطراف لا تريد هذا الجيش أن يقوم بدوره، ولكن نحن لن نعترض على بناء جيش من الدماء الجديدة من الشباب المقاوم لكن نطالب أن يبنى هذا الجيش الجنوبي الشاب بشكل علمي وعلى أساس وطني، ونحن جاهزون بخبراتنا ومؤهلاتنا لإعداد هذا الجيش الجديد الذي هو من أبنائنا.
• هل قامت الهيئة بحصر للكوادر في الجيش الجنوبي السابق؟
- نعم الهيئة لديها كل المعلومات عن كوادر الجيش السابق.
• سيادة العميد، في عيد الجيش الجنوبي قبل أيام حاولنا نبش تاريخ هذا الجيش الذي كان يحتل المكانة الرابعة بين الجيوش العربية، لكننا اكتشفنا أن المعلومات الموثقة عن تاريخ هذا الجيش شحيحة للغاية.. لماذا طمس تاريخ هذا الجيش؟
- هذا الجيش موجود ولن يستطيع أن يمحو تاريخه أحد، إلا أن النظام العفاشي حاول بكل جهد أن يطمس تاريخ هذا الجيش منذ 22 مايو 1990م.
• برأيك لماذا دول التحالف العربي تتجاهل مطالبكم؟
- هذا هو المعيب في التحالف العربي، حين يتنكر للتضحيات والدماء التي اختلطت مع دمائهم منذ انطلاق عاصفة الحزم, كنا نتوقع بأن يكون التحالف أول الواقفين مع مطالبنا وأن تكون المناطق المحررة هي النموذج، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، بل ما لسمناه هو التهميش والتجاهل والضغط علينا، ولهذا نطالبهم بأن يعيدوا مراجعة حساباتهم فيما يخص التعامل مع جيش الجنوب وشعب الجنوب الحليف الوفي لعاصفة الحزم والعزم والأمل ومثلما نحن نضحي اليوم إلى جانبهم في الحد الجنوبي للمملكة نطالبهم الوقف إلى جانبنا في الحد الجنوبي العربي.
• ما رسالتكم الأخيرة في هذا الحوار؟
- رسالتي أولاً للتحالف العربي هي أن يعيد حساباته مع الجنوب وجيشه وشعبه، ورسالتي لرفاق السلاح المعتصمين هي أن تصمدوا في مواقعكم فبحضوركم وتواجدكم وإصراراكم ستفرضون مطالبكم, ورسالتي إلى المجلس الانتقالي الجنوبي هو أن لا ينسوا آباءهم وإخوانهم من كوادر الجيش السابق, يجب إشراك الكوادر والخبرات للاستفادة منها في بناء الجيش الجنوبي السابق, أرجو أن لا يتم إقصاء هذا الكوادر والتعامل معها بنفس أسلوب النظام السابق كوادر لا زال لديهم المقدرة على العطاء والعمل.
