أكد اللواء أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، رئيس الإدارة الذاتية للجنوب، المضي في تطبيق الرقابة على المؤسسات في إطار الإدارة الذاتية بأسلوب علمي وعلى أسس إصلاح منظومة الدولة ومؤسساتها، مبيناً أن ذلك سيتم عبر دراسات تم تقديمها مسبقاَ لتنفيذها خلال المرحلة القادمة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعالية تدشين عمل لجان الرقابة التي شكلتها الإدارة الذاتية للجنوب، اليوم الأحد في العاصمة عدن، برعاية الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وتحت شعار " الإدارة الذاتية للجنوب لمكافحة الفساد وتحسين الأداء"، بحضور الأستاذ فضل محمد الجعدي، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، والمحامية نيران سوقي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، نائب رئيس الجمعية الوطنية للشؤون القانونية، والعميد ناصر السعدي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، والدكتور أنيس لقمان، نائب رئيس الجمعية الوطنية.
وفي كلمته التي استهلها بطلب الوقوف دقيقة حدادٍ على أرواح شهداء الجنوب والذين كان آخرهم الشهيد يُسري الحوشبي، والترحيب بأعضاء هيئة رئاسة المجلس ورؤساء لجان الجمعية الوطنية وأعضاء النقابات العمالية وممثلي منظمات المجتمع المدني، وأعضاء الجمعية الوطنية المتواجدين في العاصمة عدن، قدم اللواء بن بريك التحايا باسم رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الرئيس عيدروس الزُبيدي، لكل من ساهم في إعداد اللوائح الداخلية للإدارة الذاتية والرقابة على مؤسسات الدولة في محافظات الجنوب.
وأضاف رئيس الإدارة الذاتية قائلاً :" إننا اليوم نمر بمرحلة عصيبة نواجه فيها كل صنوف التآمر والحقد على شعب الجنوب بشكل عام وسكان عدن بشكل خاص"، مؤكداً بأن قرار هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان حالة الطوارئ والإدارة الذاتية للجنوب لم يكن مزاجياً، بل جاء في أيام صعبة كادت فيها الدولة أن تنهار وتذهب في مهب الريح.
ونوّه اللواء بن بريك "كنا نشاهد حلقات الفوضى والإرهاب والنهب والفساد الذي يجتاح الجنوب والعاصمة عدن من قوى إرهابية وبلاطجة تجمعوا لنهب وسرقة المؤسسات والبنوك وتكوين عصابات في الأحياء السكنية، وذلك ضمن مخطط كامل مُعد سلفاً، لكن تم إفشال هذا المخطط بقرار الإدارة الذاتية الذي كان صداه قوياً وهزّ مضاجع تلك القوى الإرهابية والدول الداعمة لها.
وأكد اللواء بن بريك "جئنا للملمة جراح عدن والعمل على مساعدتها بعد ما واجهته من كوارث الأمطار والسيول والأمراض والتي لم تلتفت أو تقدم الحكومة لها شيئا في وقتها، لكن كان هناك رجال وشباب ونساء وقفوا خلفنا وعملنا كلنا معا لرفع المعاناة بكل الوسائل، وتابعنا قوى التخريب والإرهاب في عدن والمحافظات الأخرى، ستظل تلك الذكريات حتى نزيلها، وكانت أول خطوة لذلك هي تدشين لجان الرقابة والتي ضمت أعضاءً من الجمعية الوطنية والإدارة الذاتية والنقابات العمالية ومنظمات المجتمع المدني والنساء والشباب.
وأشار اللواء بن بريك إلى أن "مجموعة الفساد والحاقدين يدعون لإلغاء الادارة الذاتية مقابل تنفيذهم لاتفاق الرياض، كونهم يعلمون مدى تأثير الإدارة الذاتية على مصالحهم الشخصية، ويريدونها دولة مؤسسات الفساد، فهؤلاء يتواجدون في الفنادق خارج الوطن على حساب المواطن، ولو كنا مثلهم لكنا هناك معهم في الخارج، لكننا لسنا مثلهم، فنحن نقاتل وندافع عن أرضنا من أجل الأمن والاستقرار، ولهذا نحن موجودون هنا.
وبيّن اللواء بن بريك "أن الإدارة الذاتية لم تأتِ لإحلال شخص مكان شخص آخر، لذا نقول للمسئولين والفاسدين أن عليهم اصلاح عملهم مالم سنقوم نحن بإصلاحه بطريقتنا، ونقول للبلاطجة سنجدكم ونحاسبكم فلم يعد هناك مجال للبلطجة في إطار الإدارة الذاتية، ولم يعد هناك مجال للفساد، ولا مجال لإضاعة أموال الشعب أو لتخريب مصالح الناس في الإدارة الذاتية".
كما أكد اللواء بن بريك أن النقابات هي الأساس وهي قوة الدولة وعيونها، ولكن عليهم الابتعاد عن المماحكات، فهم سيكونون جزءً من منظومة الدولة، وأن المنظومة الفاسدة في إطار الوحدة دمرت وسائل الحياة، لهذا لابد من وضع أُسس للخروج من المآسي التي يعيشها شعب الجنوب خاصة في الخدمات كالكهرباء.
واختتم اللواء بن بريك كلمته بتطمين شعبنا "إننا سائرون إلى قيام دولة قوية ومؤسسات خالية من الفساد"، مؤكداً بقوله "من يريد إصلاح نفسه وإصلاح الدولة سنشد على يده، فنحن نريد مستقبل ودولة حديثة لجنوبنا، ولا نكن العداء لإخوتنا الشماليين ولكن لهم كلمتهم ولنا كلمتنا".
وكان الأستاذ فضل محمد الجعدي مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، قد ألقى كلمة، تمنى فيها ان تقوم الرقابة بدورها على أكمل وجه في التعامل مع منظومة الفساد التي زُرعت منذ سنوات لغرض تخريب البنية التحتية والمجتمعية للجنوب، مشدداً على أن أمامها نشاط وجهد يجب أن يبذل لتحقيق الأهداف المرجوة منها.
وأكد الجعدي أن قيادة المجلس الانتقالي لا تتهاون مع كل من يسعى لتخريب عدن والجنوب، فهي تريد وطن نكون فيه جميعاً آمنين مطمئنين، ونتخلص من مرض العنف ونتوجه للسلام، والتقدم والازدهار.
وكان تدشين عمل لجان الرقابة في الإدارة الذاتية، قد افتتح بآي من الذكر الحكيم، ثم الاستماع إلى النشيد الوطني الجنوبي، كما تخلله عدة كلمات ألقيت من لجان الرقابة قدمها سامي خيران رئيس لجان الرقابة، وكلمة المرأة قدمتها الأستاذة اشتياق محمد سعد، رئيس دائرة المرأة والطفل في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس، وكلمة الشباب ألقاها مؤمن السقاف رئيس دائرة الشباب والطلاب في الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس.