يعتبر المناضل عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الأكثر حضورًا وشعبية في الشارع الجنوبي، لما يملكه من تاريخ نضالي ناصع بالبطولات منذ ما قبل الاحتلال الشمالي في حرب صيف94م حتى يومنا هذا.
حقق اللواء عيدروس الزبيدي نجاحات كبيرة للقضية الجنوبية في مسيرته العسكرية والسياسية لم يحققها أحد غيره من القيادات الحراكية منذ انطلاق الحراك الجنوبي في عام 2007 .
شكل اللواء عيدروس الزبيدي حركة "حتم" وبدأ نشاطها في عام 1996م بشكل سري واستمر نشاطه في قيادة الحركة واستهدف في نهاية التسعينات الرئيس علي عبدالله صالح وفشلت العملية في اغتيال صالح، لاحقا أصدر صالح حكما بالإعدام للقائد الزبيدي .
عاد الزبيدي إلى حركة حتم وإلى المواجهة في عام 2011 واستمر في عملياته ضد الاحتلال اليمني وحقق نجاحات كبيرة رغم الأوضاع الصعبة في تلك الفترة.
كسب الزبيدي شعبية في الجنوب عندما انتصر على مليشيات الحوثي في عام 2015م وطهر محافظة الضالع في فترة قليلة وكأول محافظة جنوبية تتحرر من المليشيات الحوثية .
بعد تطهير العاصمة عدن من الحوثيين أصدر الرئيس هادي قرارا بتعيينه محافظا للعاصمة عدن كانت أصعب فترة تمر بها عدن بعد عملية اغتيال المحافظ جعفر محمد سعد في عملية إرهابية تبنّى تنظيم داعش العملية لاحقا.
استطاع الزبيدي إلى جانب مدير الأمن اللواء شلال شائع من تحقيق انتصارات أمنية في العاصمة عدن وتم تطهير العاصمة عدن من العناصر الإرهابية في فترة قليلة.
لم يتنازل الزبيدي عن هدفه وهو استعادة الدولة الجنوبية الذي ناضل لأجله عندما كان محافظا للعاصمة عدن وتعرض لهجوم كبير من حزب الإصلاح، الحزب الذي يتحكم بمفاصل الشرعية بسبب مواقفه الثابتة تجاه الشعب الجنوبي.
استغل الإخوان غياب الخدمات في عدن نظرًا للوضع الذي خرجت منها العاصمة عدن بعد تحريرها من الحوثيين وغياب تام للخدمات وتدمير البنية التحتية للعاصمة عدن جراء الغزو الحوثي.
قرر الزبيدي مواجهة الشرعية بعد الحملات الإعلامية الكبيرة الذي تعرض لها وكان يقودها رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر عام 2017 وأعلن الزبيدي في مؤتمر صحفي عن مواقف الحكومة تجاه السلطة المحلية في عدن وأنها هي من تحاربه لأجل إفشاله وطالب التحالف العربي دعم السلطة المحلية في عدن بعيدا عن الحكومة واتهمها بإفشاله، حيث قامت بقطع كل المخصصات الخاصة بالعاصمة عدن، ومن أبرز الإنجاز من نوعه انتزع منشأة النفط في منطقة حجيف بعد مرور أكثر من 16 عاماً من خصخصتها لمصلحة رجل الأعمال اليمني توفيق عبدالرحيم.
عندما اتضحت نوايا القوى اليمينة، وعلى رأسها حزب الإصلاح تجاه الجنوب، دعا اللواء عيدروس الزبيدي في العاشر من سبتمبر 2016م جميع القوى السياسية والمقاومة في الجنوب إلى سرعة تشكيل كيان سياسي نداً للتيارات السياسية في شمال اليمن.
طالب الزبيدي من الرئيس عبدربه منصور هادي ودول التحالف إلى دعم توجهات الجنوبيين في إعلان كيانهم السياسي في المحافظات المحررة، الذي يعبر عن تطلعاتهم ويمثلهم في الحكومة وفي أي مفاوضات سياسية مستقبلية.
أصدر الرئيس هادي قرارًا بإقالته من منصبه وتعيين عبدالعزيز المفلحي في 27 أبريل عام 2017 بالإضافة إلى إقالة الشيخ هاني بن بريك أحد القيادات البارزة للمقاومة الجنوبية من منصبه وزيرا للدولة.
رفض الجنوبيون هذا القرار وخرجوا إلى الشوارع الجنوبية رفضا للحرب التي تمارسها الشرعية الإخوانية بحق القيادات الجنوبية حيث تعرضوا للإقصاء من مناصبهم .
أعلن الجنوبيون في الرابع من مايو 2017م تفويضهم الرئيس عيدروس الزبيدي بقيادة سفينة الجنوب وإعلان كيان جنوبي حامل سياسي للقضية الجنوبية.
وأعلن الزبيدي إنشاء كيان جنوبي تحت مسمى المجلس الانتقالي الجنوبي وبدا لاحقا بالعمل المؤسسي لصالح القضية الجنوبية في اختيار الكوادر الجنوبية في اللائحة التنظيمية له .
استمر الانتقالي في صراعه مع الحكومة الشرعية في العاصمة عدن، وشهدت العاصمة عدن اشتباكات عنيفة مع قوات الشرعية بعد قصف قوات الشرعية لتظاهرة شعبية لأبناء الجنوب في 28 يناير 2018 وأسقطت قوات المجلس الانتقالي جميع المعسكرات التابعة الحماية الرئاسية ووصلت إلى بوابة معاشيق مقر الحكومة الشرعية وتدخلت المملكة العربية السعودية حين ذاك وأوقفت الانتقالي .
العبث الحكومي تجاه الجنوبيين في عدن لم يتوقف وواصلت الحكومة نهب موارد المحافظات الجنوبية وسخرته في مواجهة الشعب الجنوبي، واستمر الانتقالي بالعمل السياسي في الخارج لصالح القضية الجنوبية وفي الداخل يؤسس جيشا جنوبيا قويا بدعم من الأشقاء وعلى رأسهم دولة الإمارات صاحبة الحضور الأكبر للتحالف في الجنوب.
أعلن محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي، أحد رجال الشرعية، استقالته واتهم رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر بإفشاله، وهو ما يؤكد صحة ما قاله الزبيدي .
تمادت الشرعية في الحرب على الجنوب بعد أن كشفت تحقيقات وقوفها في عملية اغتيال الشهيد منير اليافعي أبو اليمامة في معسكر الجلاء بالعاصمة عدن.
اندلعت ثورة شعبية بعد عملية اغتيال أبو اليمامة وهاجمت قوات الشرعية التظاهرات في كريتر بالقرب من معاشيق، خرج المجلس الانتقالي عبر نائبه هاني بن بريك بإعلان النفير ضد الشرعية ونجحت القوات الجنوبية من إسقاط عدن بيدها في أيام قليلة.
وجهت السعودية دعوة للانتقالي والشرعية إلى الرياض الجلوس والتفاوض بعيدا عن لغة السلاح. رفضت الشرعية وحشدت مليشيات إرهابية وإخوانية وحوثية لغزو ثالث على العاصمة عدن وتمكنت قوات الجنوب من طرد مليشيات الإخوان من مشارف عدن إلى منطقة شقرة .
وافقت الشرعية القبول بدعوة السعودية بالجلوس على طاولة المفاوضات بعد رفضها وتم توقع اتفاق الرياض.
ويعد اتفاق الرياض أحد المكاسب الكبيرة الذي حققها المجلس الانتقالي ويمثل اعترافا رسميا به من قبل التحالف الغربي حليف جنوبي على الأرض، له قضيته التي يناضل لأجلها .
اتفاق الرياض ينص على تقاسم السلطة مع الشرعية الإخوانية ما يعني أن الانتقالي الحاكم الفعلي للمحافظات الجنوبية .
رفضت الشرعية تنفيذ اتفاق الرياض طوال أكثر من سبعة أشهر وتحاول الهروب من التنفيذ لأنه لا ينص في صالحها ويقلص نفوذ الإصلاح الحاكم الفعلي للشرعية .
تعنت الشرعية أجبر الانتقالي الجنوبي إعلان الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية، وهذا الإعلان شكل ضربة قوية للشرعية الإخوانية وطالبت التحالف الغربي الضغط على الانتقالي بالتراجع على القرار الذي اتخذه.
واستمرت الشرعية في هذا التعنت وفجرت الوضع العسكري في أبين وكانت تعتقد بأنها ستحسم المعركة في أبين وعدن في أيام قليلة.
وجه الزبيدي صفعة أخرى للشرعية وأعلن الهجوم على جزيرة سقطرى والسيطرة العاصمة حديبو وأعلن الإدارة الذاتية فيها.
دعا الانتقالي أنصاره في حضرموت والمهرة بعد السيطرة على سقطرى إلى الخروج للضغط على السلطة المحلية في هذه المحافظات لتوفير الخدمات وتمكين الانتقالي الإدارة الذاتية.
توقع مراقبون ومسؤولون في الشرعية سقوط حضرموت والمهرة بيد الانتقالي الجنوبي في الأيام القادمة.
تدخل التحالف بقيادة السعودية يوم الاثنين وأعلن وقف إطلاق النار في أبين، وقبل الطرفان بدعوة التحالف والعودة إلى متابعة تنفيذ اتفاق الرياض وأيضا وقف أي تصعيد من قبل الانتقالي في المحافظات الجنوبية الأخرى ووافق الانتقالي.
بعد ساعات قليلة خرقت قوات الشرعية الهدنة وشنت هجوما هو الأعنف منذ اندلاع المواجهات واستمر أكثر من 12 ساعة.
وقال الصحفي والمحلل السياسي ياسر اليافعي أن الهجوم الذي شنه يوم الاثنين وصباح الثلاثاء هو الأعنف منذ اندلاع المواجهات ونجح الانتقالي في صده.
وأكد اليافعي أن فشل القوات الإخوانية الموالية للشرعية في التقدم منذ أكثر أربعين يوما يضعف موقفها السياسي ويفقدها ورقة التهديد العسكرية والذي كانت ترددها يوميا ساعتين وندخل عدن.
أبرز ما حققه الزبيدي
نجح الزبيدي في تأسيس قوات عسكرية منذ عام 2008 بعد إنشائه لمعسكر تدريبي حقق من خلاله نجاحات عسكرية على الأرض في مختلف المحافظات الجنوبية سواءً ضد الحوثيين أو ضد الإرهاب الإخواني.
نجح رئيس الانتقالي باختيار حليف الاستراتيجي داعم عسكري سواء في جانب العسكري أو الاقتصادي، هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي قدمت الغالي والنفيس للمجلس الانتقالي:
- الانتصارات الكبيرة الذي تحققت على مختلف الجبهات في المحافظات الجنوبية .
- إنهاء دور حزب الإخوان الذي يشكل تهديدا حقيقيا لأمن الجنوب والأمن القومي الجنوبي .
- نجح الزبيدي في إقناع الجانب السعودي دعم الانتقالي الجنوبي كحليف في الجنوب .
- اتفاق الرياض أهم مكسب حققه الزبيدي في قيادة الانتقالي للجنوب ونجح في انتزاع حكم في الجنوب ومناصفة مع الحكومة الشرعية.
- إعلان الإدارة الذاتية للجنوب مكسب كبير حققه الانتقالي بقيادة عيدروس الزبيدي .
- زيارة اللواء عيدروس الزبيدي إلى الدول الكبرى وافتتاح مكاتب للانتقالي الجنوبي.
اللقاءات المتواصلة التي يعقدها مع سفراء الدول الكبرى ومن بينها روسيا والصين واليابان وفرنسا وبريطانيا وأمريكا بالإضافة إلى بعثات أوروبية.
وقال مراقبون سياسيون إن سيطرة الانتقالي الجنوبي بقيادة الزبيدي على سقطرى وقبلها إعلان الإدارة الذاتية يؤكد على عزم الانتقالي انتزاع دولته وإدارتها .
يسير المجلس الانتقالي سياسيا في الطريق الصحيح خصوصا مؤخرا.
يقدم المجلس نفسه (سياسيا) كأنه حكومة لا كأنه مكون او حركة ثورية.
ووصف الصحفي محمد الحنشي أن من يرسم سياسة المجلس الانتقالي هم عباقرة دبلوماسيين أذكياء أزاحوا كل من يقف أمامهم وأظهروا أنفسهم كأبرز مكون يمني حاليا أمام العالم.
وأكد الحنشي الرأي العام العربي وحتى العالمي ودول القرار يرون المجلس هو الحكومة جنوبا وهو الدولة هو من يقدم نفسه شريكا للعالم في محاربة الإرهاب والتطرف وإيران في حين تقدم الشرعية نفسها كمرتزقة وإرهابيين وهذه الحقيقة.
ويحسب هذا النجاح الكبير الذي تحقق للقضية الجنوبية في الداخل والخارج لرئيس المجلس الانتقالي القائد المناضل الذي قهر الاحتلال اليمني سابقا والحوثيين وهزم الإرهاب الإخواني في المحافظات الجنوبية.