منذ اشهر عديدة شهدت اقسام العناية الباطنية واقسام الرقود المختلفة للامراض الباطنيه تزايد في عدد الحالات التي تعاني من التهابات رئوية شديدة واستدعت لخضوع المرضى للتنفس الاصطناعي وتزامن ذلك بزيادة في معدلات الوفيات الناتجة من تلك الالتهابات الرئوية وشمل ذلك حالات امراض القلب ومرضى الفشل الكلوي والامراض المزمنة الاخرى مما خلق صعوبة في معرفة التشخيص الحقيقي لوجود مرض وباء كورونا ساعد في ذلك عدم وجود الفحوصات المخبرية اللازمه لتشخيص المرض وغياب صناع القرار في الجانب الصحي عن المشهد بالاضافة الى الروتين الممل والبطيء للاجراءات التدخلية من منظمة الصحة العالمية في اليمن.
بعد ان توفر جهاز فحص الPCR كان هناك الكثير من الحالات المصابة بالوباء وكانت نتائج الفحص السلبية في الاسابيع الاولى لكل الحالات التي خضعت للفحص والتي كانت مشتبهة كثيرا بالعلامات والاعراض الخاصة بمرض كورونا المستجد عاملا مساعد في عدم المقدرة على الوصول الى التشخيص الصحيح ومعرفة وجود انتشار الوباء وقد يعزى ذلك الى اخطاء في طريقة اخذ وحفظ العينات بالاضافه الى عدم وجود خبره كافيه بتقنية الفحص بالPCR في عدن.
استشعارآ للمسؤلية تم اتخاذ العديد من التدابير الطبية في مستشفى الجمهورية وفق خطة تم تنفيذ معظم بنودها على ارض الواقع وكان منها افتتاح قسم للعزل وعيادة لفرز الحالات مما ساعد كثيرآ في تخفيف معاناة كثير من المرضى حيث استقبل المستشفى خلال الاسبوع الحالي 24حاله ينطبق عليها تماما التعريف القياسي لمرض كورونا المستجد من خلال الاعراض السريرية ولم يتم توفير الفحص اللازم لمعظم هذه الحالات من قبل الجهات المسؤولة الا بتاريخ 3مايو
بينما بلغ عدد اجمالي الحالات المرقدة في قسم العزل الى تاريخ 4مايو ١١ حاله خضعت خمس حالات منها لفحص الPCR والتي كانت ايجابية بمجملها.
وقد تم احالة ثلاث حالات من الحالات المؤكد اصابتها الى مركز الامل برغبة اهل المرضى.
وتوفت اربع حالات من الحالات المعزولة(حالة وفيات واحده لمريض شاب 28عام يعاني من المرض المنغولي او الداون سايندروم من الحالات الايجابية وثلاث حالات لم يتم تأكيد اصابتها) بينما لازالت اربع حالات تخضع للعلاج بالمركز منها حالة تخضع للتنفس الاصطناعي.
عدد الحالات التي توفت عند وصولها او بعد وصولها بساعات الى المستشفى خمس حالات منها حالتين تم تاكيد اصابتها بالفحص المخبري ليبلغ اجمالي عدد الحالات التي توفت في المستشفى لدينا تسع حالات (ثلاث حالات تم تأكيد اصابتها بفيروس كورونا المستجد) وكان العامل الرئيسي في عدم خضوع الحالات الاخرى للفحص هو عدم وصول او تأخر وصول فريق الترصد المسؤول عن اخذ العينات اللازمة للفحص او رفض الاهل لبقاء قريبهم المتوفي حتى وصول فريق الاستجابة المسؤول عن اخذ العينات.
كان هناك العديد من المشاهدات الملحوظة في المستشفى خلال الايام الماضية منها كان الموقف الانساني المشرف والرائع للطاقم التمريضي بالمستشفى اكان في الحوادث او اقسام الرقود والعمليات بالرغم من نقص في بعض وسائل السلامة المهنية ((والتي بحت اصواتنا منذ اشهر ونحن ننادي الجهات المسؤوله بضرورة توفيرها)) وبرغم عدم استلام رواتبهم للشهر الماضي وحوافزهم الماليه للشهرين الماضيين الا انهم تطوعوا لنداء الواجب في مساعدة المرضى المحتاجين للرعايه الطبيه وكذلك لاننسى طاقم قسم العزل وعيادة الفرز والدور الرائع والانساني للدكتور شفيق صقران والدكتور امين قاسم والاخ فاروق قايد والدكتور محمود الكاش والدكتور محمد الشعيبي والدكتوره منيه والدكتوره سميه والدكتور محسن القميشي.
قال تعالى-قَالَ سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ۚ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَن رَّحِمَ ۚ (هود 43)
د طارق مزيده
استشاري الجراحه العامه وجراحة الاوعية الدموية
نائب مدير مستشفى الجمهورية التعليمي.عدن