محمد أبو زهور يكتب عن الافعى اليسارية المجلجلة ضد السعودية في الرياض

محمد أبو زهور يكتب عن الافعى اليسارية المجلجلة ضد السعودية في الرياض

محمد أبو زهور يكتب عن الافعى اليسارية المجلجلة ضد السعودية في الرياض
2020-05-02 22:43:54
صوت المقاومة الجنوبية/خاص
"عرف عبد الملك المخلافي يساريّاً رديكاليّاً متمرّداً على الركود والجمود معاً، مقدّساً للمبادئ الناصرية ومتمسّكاً بالقومية العربية"، في اليمن كان معارضا ورجل سلطة ، ناصري قيادي اثناء حكم الناصريين وبعثي في قوة البعثيين واشتراكي مع الاشتراكيين في الحكم ، وحين هضم صالح كل خصومه بعد القضاء على الحزب الاشتراكي اليمني في حرب اجتياح الجنوب 1994م عاد المخلافي من سوريا الى صنعاء  واستقبلته درجة وزير في سلطة الرئيس صالح، مع ذلك ظل شاغرا صفته القيادية في التنظيم الوحدوي الناصري 
سبعة وخمسون عاما قضاها المخلافي منظرا للمناهضين للوصاية الخارجية والمؤيدين لتحرّر الشعوب من قبضة الأنظمة المستبدّة ولا نظام مستبد كان في نصع تحريض المخلافي سوى المملكة العربية السعودية، لم يكن للمخلافي خطاب ينغمس من خلاله الى قلوب الجماهير سوى رجعية المملكة وخطرها على اليمن.
تشبّع بالشعارات القومية وأشبع بها الناس وخاض معترك السياسة بقوة وكانت خطاباته العدائية للسعودية مصدر سطوع نجمه على الصعيد العربي القومي، هو الذي وجد فيه صدام حسين يمن القومية الثائرة على المملكة العربية السعودية ووجد فيه معمر القذافي قائد الثورة العربية المستمرة على الرجعية في الجزيرة العربية، هو نفسه الذي إستضافه حافظ الاسد في سوريا لخمس سنوات قضاها بوصفه رئيس لجنة العلاقات الخارجية للتنظيم الناصري قطر اليمن وبإعتباره العميل الأول لكل خصوم السعوديه .
 السعوديه وليس إسرائيل كانت الخصم اللدود والوحيد في المنطقة للدكتور اليساري الناصري البعثي عبدالملك المخلافي ، اكد ذلك في خطاباته وكتاباته طيلة مسيرته السياسية التي تبلغ الخمسين عاما،  كان يحرص على التذكير بأن (السعوديه هي من تآمرت لقتل الشهيد إبراهيم الحمدي  وقضت على أحلام اليمنيين لبناء الدوله المدنيه الحديثه دوله النظام و القانون وهي في مهدها ، السعوديه.. هي سبب الرجعيه و أنهيار المشروع القومي العربي في المنطقه ،
السعوديه ..هي سبب كل الكوارث التي تحصل اليوم للأمه العربيه و الأسلاميه )
الان .. يمكن القول لقد نجح المخلافي في مجاوزة تراكمات الماضي الخصيم للمملكة ، لكن لا اعتقد ان قلبه طهور من ذات الماضي اللئيم وإن نسيت المملكة عداءه لها وإتهامها بالوقوف وراء كل جرم أُقترف بحق اليمن واليمنين بدئا باغتيال الرئيس "الناصري"، إبراهيم الحمدي .
ليس للحرب هذه التي تدور رحاها في اليمن منذ اكثر خمس سنوات اي تحول سوى تحوّل عبدالملك المخلافي الى حليف مع الرياض وفي الرياض حل اكثر من حرضنا على المملكة الشقيقة ضيفا عزيزا مكرما متبوئا مناصب سيادية في الحكومة الشرعية وربما له صوت مسموع عند صناع القرار في المملكة وله ايضا صوت الهمس العائد برجع اثر ضد المملكة، وموقفه الهامس سيبقى وهو الاساس ، الرجل تربى وربى اجيال على مقولته الشهيرة  "اليمن لا يمكن أن يكون سعيداً وسعوديّاً في آن واحد" 
من النتائج المثمرة لبيان المجلس الانتقالي الجنوبي الذي اعلن فيه المجلس الادارة الذاتية للجنوب ضهور الافعى اليسارية القومية المجلجلة ضد المملكة العربية السعودية -عبدالملك المخلافي- تهدد شعب الجنوب محاولة عبثا دس سمها بين المجلس الانتقالي والحلفاء الاشقاء في التحالف العربي .. 
المخلافي حين كان وزيرا للخارجية في الحكومة الشرعية على  منع  نقل وعودة السفارات والمنضمات والشركات الاجنبية الى عدن باعتبارها عاصمة مؤقته وقال في مقابلة تلفزيونية ما معناة: لا نسمح باسقرار عدن وتحولها الى عاصمة حتى لا ينفصل الجنوبيين.
من عدن عاصمة الحنوب نتوجه الى قيادة المملكة العربية السعودية بطلب واحد .. إسألوا عبدالملك المخلافي لماذا إستحالت فراسته السياسية اليسارية طيلة عقود ان يكون اليمن سعيدا وسعوديا في آن واحد؟ وكيف تراجع فجأة عن حتميته هذه ؟ ما المتغير غير عطايا المال الوفير .
د محمد ابو زهور