سكان عدن يتجاوزن مخاوف كورونا ويحيون طقوس رمضان (تقرير خاص)

سكان عدن يتجاوزن مخاوف كورونا ويحيون طقوس رمضان (تقرير خاص)

 سكان عدن يتجاوزن مخاوف كورونا ويحيون طقوس رمضان (تقرير خاص)
2020-04-24 16:47:18
صوت المقاومة/تقرير/فاطمة العبادي


اعتاد المسلمين في شهر رمضان المبارك على التقرب الى الله في المساجد, والمشاركة الجماعية في الإفطار والسحور, أما في هذا العام فقد اختلف الأمر كليا في البلدان العربية, العديد من الطقوس الرمضانية ألغيت وأغلقت الكثير من المساجد والأسواق الشعبية والمراكز العامة وغابت الكثير من التجهيزات الرمضانية .

وبالرغم من مخاوف الناس حول تفشي وباء كورونا ألا أن الأمر في العاصمة عدن يختلف كثيرا, فقد أصر الكثير من الناس إقامة الطقوس الرمضانية,, مثل تعليق الزينة وشراء حاجيات رمضان, والترحيب في الشوارع, ألا أن كل تلك التجهيزات تقام بطابع مختلف ووسط تخوف من الفيروس, ناهيك عن المتاعب الأخرى التي تراكمت خلال الأيام الماضية منها الامطار وانقطاع الماء والكهرباء وانتشار الأمراض. 

مجمعات خاوية:
أغلقت معظم المراكز والمجمعات في العاصمة عدن منذ حوالي شهرين, الأمر الذي كسر فرحة الأهالي بقدوم الشهر الفضيل خاصة وان معظمهم اعتاد على شراء حاجيات رمضان من المراكز التي تقدم عروضا حصرية وتخفيضات, وبالرغم من أن الأسواق الشعبية لاتزال مفتوحة, ألا أن الكثير من العروض الرمضانية غابت في البقالات الصغيرة, واكتفى المواطنين بشراء المواد الضرورية التي لا غنا عنها في كل منزل.
وقبيل بضعة أيام من الآن اكتظت البقالات بعشرات الزبائن وأوشكت المواد الغذائية والاستهلاكية عن النفاذ في الأسواق, وذلك بعد سماع إعلان أول حالة مصابة بفايروس كورونا .

زينة رمضان:
عند تجولك في مديريات العاصمة عدن وتنقلك بين الحواري والأزقة تجد عددا منها مزينا بالاضاءات الملونة والزخارف الورقية والفوانيس بينما شوارع وأحياء أخرى لم تعلق فانوسا, الأمر يرجع إلى نفسية المواطنين وتخوف البعض من تعليق الزينة .

هلا سالم, مواطنة في عدن قالت إنها اكتفت بتزيين منزلها هذا العام كما تفعل كل عام "لقد قمت في هذا العام بتزيين منزلي من الداخل بالأضواء والفوانيس الرمضانية والملصقات الجدارية ولم أشارك بتزيين الشارع كما نفعل في كل عام, لقد أحسست هذه المرة أن الفرحة مقصورة في أرجاء المنزل وحرصا منا على عدم الخروج والتزيين الداخلي بدلا من الخارجي".

التعبد الفردي:
"رب ضارة نافعة" هكذا قال, احمد سالم, احد المواطنين في عدن "في كل عام انشغل كثيرا بسبب عملي في المحل التجاري ولا أجد وقتا كافيا للتعبد والتقرب إلى الله في الشهر الفضيل خاصة في أيام العشر الأخيرة, في هذا العام بكل تأكيد سوف تتقلص ساعات العمل بسبب حظر التجول وساجد وقتا كافيا للتعبد حتى وان كان فرديا في المنزل ".

ارتفاع الأسعار: 

ترتفع ميزانية الأسر في شهر رمضان أكثر من باقي أيام السنة وذلك لشراء الكثير من الحاجيات بقصد تنوع الأصناف الغذائية على السفرة الرمضانية, هذا العام لم يكن كباقي الأعوام السابقة وذلك للارتفاع المبالغ بأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية , أيضا الكثير من الأسر في عدن قللت بشكل كبير في حاجيات الشهر تخوفا من الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي الذي يفسد المواد الغذائية, وتقول المواطنة, كيان شجون, "أجواء رمضان اختلفت كثيرا هذا العام ليس فقط بسبب الخوف من كورونا بل بسبب ارتفاع الأسعار وخاصة المواد الغذائية, الكثير من الناس اكتفوا بشراء الحاجيات الأساسية الشهرية كالدقيق والأرز والسكر والزيت, وقل الإقبال على المنتجات الأخرى كالجيلي والدريم ويب والكاسترد , ذلك بالإضافة إلى الحظر المفروض على عدن, الذي كسر فرحة الاحتفال بالشهر الفضيل, ألا إننا لم نستسلم للمخاوف وعلقنا الزينة بأبسط الإمكانيات في عدد من الشوارع والأحياء".

ليس ارتفاع الأسعار وحدة من يقف أمام سكان عدن بل الكهرباء تشكل التعب الأكبر للمواطنين وقالت سعاد علي "في هذا الوقت من كل عام أقوم بفرزنة بعض الأغذية لكي يتسهل طبخها في رمضان, واضع أكياسا من "السمبوسة" الملفوفة والمحشية وأيضا أقراص "البيتزا ميني" وأكياس صغيرة "للباجية" المطحونة,كما اصنع الحلويات الكافية للشهر واضعها في أوعية خاصة مثل البقلاوة والبسبوسة والحلاوة وغيرها, في هذا العام لم أضع شيا خوفا من انقطاع التيار الكهربائي". 


تقليص الزيارات:
تغيرت الجداول الزمنية الخاصة بالزيارات والتجول في عدن وبدلا فتح الشوارع والمجلات حتى ساعة متأخرة في الليل ,يرن "ونان" الحظر عند الساعة الثامنة مساء, لتخلوا بعدها الأسواق والشوارع.

واعتادت الأسر العدنية تبادل الزيارات في شهر رمضان, بعد الإفطار والتجمع الرجالي في "المقاهي" الشعبية أو المطاعم أو على قارعة الطريق, أما في رمضان هذا العام سيتم تقليص أوقات الزيارات النسائية والرجالية وسيسهر الجميع في منازلهم بدلا من الشارع .

ترحيب الأطفال :
في المحافظة الأكثر قربا من عدن لم يختلف الوضع كثيرا, فلا زينة تبهج الناس ولا عادات أحييت بالشهر الفضيل سوء العادة الطفولية الوحيدة وهي "الترحيب" , أطفال محافظة لحج ابتهجوا بقدوم شهر رمضان المبارك بطريقتهم التقليدية القديمة, ولم يوقفوها هذا العام.

وفي الأيام الماضية جاب الأطفال شوارع وأحياء محافظة لحج, مرددين بعلو الصوت "مرحب مرحب يا رمضان شهر الفضيلة وشهر الصيام" مرددين تلك العبارة في معظم أوقات اليوم في الصباح وبعد الظهيرة وعند الغروب .