الضالع.. رهان على الرجال واعتماد على النفس

الضالع.. رهان على الرجال واعتماد على النفس

 الضالع.. رهان على الرجال واعتماد على النفس
2020-04-19 12:46:25
صوت المقاومة/كتب / صبري العريو


في ورقة بيضاء صغيرة، رسم بداخلها جدول بخط يدوي، احتشدت في مربعاته كلمات تدمي العين وتخفق القلب توهج اسم الضالع مجددا في سفر التاريخ، علا نجمها في سماء الجنوب بتضحيات أبطالها واستبسال أسودها في الذود عن حياض أرضهم. في القتال بشراسة في الجبهات وتقديم درس في التكاتف الاجتماعي.
لم يفت في عضد أبناء الضالع خذلان التحالف، لم يكونوا يعولوا أبدا على المملكة العربية السعودية في حربهم المفتوحة مع الحوثيين، والتنظيمات الإرهابية التي تدار من الرياض واسطنبول والدوحة وطهران، وهاهم يردون على قطع السعودية رواتب مقاتليهم في الجبهات وتقليص المؤن الغذائية عنهم بإعداد برنامج توزيع وجبات الإفطار على المرابطين في ساحات العزة والكرامة الجنوبية دفاعاً عن دولتهم وامن المنطقة بعد اشتداد المؤمرات التي تحاك ضدهم من الشرعية بضوء أخضر سعودي مكشوف داخليا وخارجيا.
الاعتماد على النفس هو نهج أبناء الضالع، رهانهم على الرجال الرجال ومن خلفهم مجتمع جبهتة الداخلية موحدة رغم المعاناة التي يجترحوها من غلاء أسعار وانهيار الخدمات الأساسية. الكل في الضالع يدرك بأنهم صمام أمان الجنوب الذي يراد كسره ليكون الطريق مفتوحاً امامهم لإعادة احتلال بلادهم وانقيادهم صاغرين إلى باب اليمن.
يتهافت أبناء الضالع على الجبهات، يتسابقون في دعمها، يتقاطرون لرفدها بكل ما يمتلكونه من أنفس ومال وغداء، بالأمس فقط سير أبناء الحصين قافلة غذائية وذخيرة مقدمة من المواطنين البسطاء للثابتين في الخطوط الأمامية في محـور الضالــع القتالــي.
مهما كانت حدة اشتعال الجبهات في الضالع التي يحاول أزلام إيران اجتيازها لاستعادة كبريائهم الذي مرغ تحت ترابها الجنوبي الطاهر، فأنهم لا ينشغلون عن أي خطر داهم على محيطهم الممتد إلى العاصمة عدن وحين تدق ساعة الصفر يكون المدد هائج كالسيل العرمرم، الذي لا يهدأ إلا بمعانقة قلعة صيرة والالتحام بمن يدهم على الزناد في جبل حديد ومعسكر الشهيد أبو اليمامة.