عاود طيران التحالف العربي، مساء الأربعاء والخميس الماضيين، التحليق في سماء جبهات الضالع، حيث شهدت الجبهة تحليقًا مستمرًا لمقاتلات التحالف العربي في قطاع الجُبّ ـ صُبيرة ـ حبيل يحيى ـ بتار غرب مديريَّة قعطبة شمالي محافظة الضالع.
وقال سكان محليون لـ«لصحيفة صوت المقاومة الجنوبية» إنَّ أجواء هذه البلدات شهدت تحليقاً مستمراً لطيران التحالف في أجواء تلك المناطق والتي ينشط على مشارفها مسلحو الحوثي بكثرة بعد وصول تعزيزات كبيرة في الأيّام الماضية مكوّنة من أسلحة ثقيلة تمَّ نقلها من جبهة نهم ومفرق الجوف ـ مأرب باتّجاه جبهات شمال وغرب محافظة الضالع في الوقت الذي أطلقت المليشيات الحوثية العشرات من طائرات الدرون في سماء المحافظة عقب تكبدها خسائر كبيرة في آخر المواجهات والمعارك.
وقال مصدر عسكري في جبهة الضالع لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" إن أكثر من عشرين طائرة مسيرة أطلقتها المليشيات الحوثية، مساء الأربعاء، لتحلق بأنحاء متفرقة في سماء محافظة الضالع، بعد أن تكبدت المليشيات الحوثية خسائر كبيرة في الأرواح خلال الساعات الماضية أثناء المواجهات المحتدمة مع أبطال القوات الجنوبية والقوات المشتركة في جبهات شمال الضالع.
تواصل المواجهات في بتار وسط تقدم للقوات الجنوبية صوب الحشا
وشهدت خلال ذلك جبهات شمال الضالع مواجهات وإطلاق نار متبادل بالأسلحة المتوسطة والثقيلة وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف المليشيات الحوثية.
وقال المتحدث باسم محور الضالع القتالي النقيب فؤاد جباري في تصريح لـ"صوت المقاومة الجنوبية": "خاضت وحدات من القوَّات المسلّحة الجنوبيَّة اشتباكات متواصلة بمختلف أنواع الأسلحة في قطاع حَجْر - بتار شمال غرب محافظة الضالع يومي الأربعاء والخميس، حيث تمَّ صدّ أكثر من هجوم لمليشيا الحوثي الإرهابيَّة باتجّاه بلدات بتار وقُليعة والحَرَّة شرق مديريَّة الحشا، واستطاعت قواتنا الجنوبيَّة تكبيد مليشيا الحوثي خسائر كبيرة بالأرواح وكسر الهجوم الواسع الذي شنَّته من عدة اتّجاهات".
وكانت القوات الجنوبية المسلحة قد أفشلت هجوماً كبيراً على جبهة حجر بتار وتسللاً على معسكر الجب الاستراتيجي ليل الثلاثاء/الأربعاء الماضيين.
إلى ذلك قال مصدر قيادي جنوبي أورده المركز الإعلامي للجبهة "إن معركة صمود الجبال التي أطلقتها القوات الجنوبية في يونيو الماضي قد حققت 70% من أهدافها الاستراتيجية، فيما سيتم مواصلة الزخم العسكري لتحقيق بقية الأهداف في الأيام القليلة القادمة، حسب إحاطة المصدر".
وأضاف المصدر: "إن وحدات القوات الجنوبية المسلحة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على سلسلة جبال العود و"الحشا وناصة كبرى الأهداف الاستراتيجية المشتركة للمعركة".
انقسامات حادة في صفوف المليشيات مع اقتراب القوات الجنوبية من معاقلهم
أفادت مصادر مطلعة لـ«المركز الإعلامي لمحور الضالع القتالي» بأنّ خلافات وانقسامات كبيرة وقعت داخل قيادة الجماعة الحُوثية المدعومة إيرانيَّاً في بلاد العود العليا جنوبي محافظة إب مساء يوم الأحد وصلت إلى اشتباكات مسلّحة أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى.
وأضافت المصادر أن الخلافات في مناطق العود جنوب محافظة إب القريبة من جبهات شمال مديريَّة قعطبة قد عصفت بصراعٍ بين الأجنحة داخل مليشيات الحوثي تطور إلى اشتباكاتٍ مسلّحة، عكس حجم الخلافات التي تعاني منها المليشيات الحُوثية، نتيجة الصّراع بين قياداتها العسكريَّة والسياسيَّة المصنفة بـ"القناديل والزنابيل".
وأكّـد سُكّان محليون ومصادر مطّلعة أن اشتباكات مسلّحة اندلعت بين جماعة يقودها المدعو أبو قيس المراني من محافظة صعدة وأخرى بقيادة المدعو علي الشامي المكنى بـ"أبي سفيان"، من مديريَّة السدة بمحافطة إب.
لافتة إلى أنَّ الخلافات تكاثرت بشكل ملحُوظ في الفترة الأخيرة بين قيادات الحركة الحُوثية المدعومة إيرانيَّاً نتيجة للانكسارات والضربات القوية التي تلقتها كتائب الحسين الحُوثية في جبهات شمال محافظة الضالع على يدِ أبطال القوَّات المُسَلَّحَة الجنُوبيَّة والقوَّات المشتركة التي يقودها العميد ركن مظلي/ هادي أحمد العولقي.
وقال فؤاد جباري، المتحدث الرسمي باسم محور الضالع العسكري: "إنَّ هذه المواجهات المُسَلّحَة تأتي بعد أقل من أشهر قليلة من مواجهات سابقة بذات المكان بين قيادات وفصائل حوثية تسببت بمواجهات مسلّحة وأدَّت إلى سقوط قتلى وجرحى بسبب خلافات على جمع إتاوات وجبايات ومبالغ مالية مضاعفة من شريحة كبيرة من التجار والمزارعين والموظفين كمجهود حربي لدعم قواتهم في مختلف جبهات شمال وغرب محافظة الضالع".
وأضاف: "كلما تلقت المليشيات الحُوثية ضربات موجعة من القوَّات الجنُوبيَّة والقوَّات المشتركة ظهرت خلافاتها إلى السطح؛ وهذه المرّة جاءت بالتزامن مع الخسائر المتواصلة التي تتكبَّدها مليشيا الحوثي في جبهات شمال وغرب الضالع".
وأشار إلى أنَّ هذه التطورات والأحداث المتسارعة داخل صفوف المليشيات الحُوثية جاءت بعد أيّام قليلة من تلقي الجماعة الموالية لإيران لسلسلة من أقسى الضربات لمقاتلات التحالف العربي لمواقع وتجمعات عسكرية لها في بلاد العود شمال قعطبة بعد أشهر من التوقف في جبهات الضالع الأكثر اشتعالاً.
ومن الجدير بالذكر أنَّ مليشيا الحُوثي المدعومة من إيران تعيش أزمة داخلية هي الأكبر منذُ سنوات، وذلك بفعل اتساع فجوة الخلافات بين قياداتها من الصّفِ الأول، وانتقال الصّراع بين أجنحتها المختلفة إلى العلن، ربما سيؤدي إلى عواقب وخيمة في قادم الأيّام.