في جبهات الضالع، مدينة الصمود والتصدي والتحدي والانتصار، الممتدة من الأطراف الشرقية لمريس مرورا بمناطق شمالي قعطبة والعود وباب غلق وهجار والفاخر والجب وبتار، عبورا بالحدود الشرقية لمديرية الحشا، وصولا إلى الحدود الغربية لمديرية الأزارق، يتمرس أبطال ومنتسبو القوات الجنوبية في نقاط القتال ومواقع النزال، متسلحين بالإرادة الحديدية والمعنوية العالية.
جبهة الضالع كانت – وما زالت - كما يسميها الكثيرون "فوهة الجنوب البركانية" التي أحرقت مخططات الإخوان، وهزمت جحافل إيران القادمين من كهوف مران.
على غرار ما نسجته مغازل المقاومة الجنوبية الباسلة من ثياب النصر المبين، دأبت القوات الجنوبية الباسلة بمحافظة الضالع على تحقيق انتصارات تاريخية في مختلف الميادين القتالية ومواقع الالتحام المباشر مع قوات العدو الحوثي الغاشم الذي أتى من كهوف صعدة ومران بغية إذلال الجنوبيين واحتلال بلادهم والسيطرة والاستحواذ على ثرواتهم ونهب خيرات ومقدرات وطنهم الجنوبي الرازح تحت الاحتلالات الشمالية المتعاقبة منذ عقود من الزمن.
أروع الملاحم والبطولات
في بداية استطلاعنا الميداني لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" التقينا القائد البطل "علي سعيد صالح المرهبي" الذي استهل حديثه للصحيفة قائلاً: "نحن في المقاومة الجنوبية بمحافظة الضالع جزء لا يتجزأ من قوات المقاومة الجنوبية الباسلة التي سطرت أروع ملاحم الانتصارات البطولية ضد قوات الاحتلال المتعاقبة في الجنوب منذ حرب صيف العام 1994 للميلاد" .
ويضيف القائد "علي سعيد" قائلاً: "مقاومة الجنوب الباسلة لم تتأخر يوماً في الدفاع عن الوطن بل تواجد أبطالنا في كل جبهة ومترس وميدان سواء في جبهة تورصة بالأزارق أو جبهة مريس وحجر وباب غلق وشخب والفاخر وكرش والساحل الغربي ومختلف جبهات القتال التي تخوضها المقاومة الجنوبية ضد قوات العدو الحوثي الغاشم" .
ويختتم القائد "علي سعيد" حديثه بالقول: "نشكر قوات التحالف العربي ممثلةً بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وقوفهم مع المقاومة منذ أول يوم، والشكر وعباراته موصولةً لقياداتنا السياسية والعسكرية ممثلة بهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي وعلى رأسهم الرئيس القائد اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي، ونائبه الأستاذ/ هاني بن بريك، وكل القيادات الجنوبية والشرفاء في هذا الوطن الجنوبي الكبير الممتد من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً" .
مستمرون حتى آخر قطرة من دمائنا
اللقاء الثاني كان مع أحد أبطال المقاومة الأبطال المرابطين في جبهة تورصة الحدودية غربي المديرية الشاب "عبدالله محمود" الذي تحدث إلينا قائلاً: "نحن هنا أبطال المقاومة الجنوبية بمديرية الأزارق وفي جبهة تورصة تحديداً مرابطون في مواقعنا الحدودية منذ اندلاع المواجهات بعد استشهاد القائد البطل/ يوسف أحمد أبو الحارث أواخر شهر إبريل من عامنا الحالي، ومستمرون في التصدي للغزاة من عناصر مليشيات الحوثي حتى آخر قطرة من دمائنا".
ويكمل الشاب "عبدالله" حديثه قائلاً: "ثمة صعوبات ومعوقات تواجهنا هنا في هذه الجبهة أهمها التضاريس الجغرافية الصعبة والبعد الجغرافي، حيث أننا نجد صعوبة في إسعاف الجرحى وكذلك وعورة الطريق وتعرضها للسيول الموسمية، وهناك العديد من الصعوبات الأخرى إلا أن ذلك لن يثنينا عن مواصلة صمودنا ومستمرون في قتال جحافل الغزاة والتصدي لهم حتى آخر قطرة من دمائنا. "
مخطط تدميري قاتل
ضمن اللقاءات التي جمعتنا مع أبطال المقاومة الجنوبية بالأزارق في جبهة تورصة كان لقاؤنا مع قائد اللواء الخامس مقاومة العقيد "محمود البتول" الذي استهل حديثه بالقول: "نحدثكم اليوم عن واحدة من أشرس جبهات القتال وهي جبهة تورصة بالأزارق التي حاولت مليشيات الحوثي السيطرة على مثلث تورصة الطريق المؤدي نحو المسيمير وقاعدة العند تنفيذاً لمخططهم التدميري القاتل، لكن بفضل الله تعالى أفشلنا هذا المخطط وقدمنا في سبيل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى."
ويضيف القائد "البتول" قائلاً: "شهدت جبهة تورصة معارك ضارية بين قواتنا ومسلحي جماعة الحوثي حاولت حينها المليشيات التقدم مستغلة الظروف الصعبة التي كانت تعاني منها المقاومة ولا زالت تعاني منها إلى اليوم، ولكن ثبات أبطالنا نقل ميدان المعركة من الأراضي التابعة لمديرية الأزارق إلى أراضي مديرية ماوية التابعة لتعز".
ويختتم القائد "البتول" حديثه قائلاً: "سوف تتصدى مقاومتنا البطلة لكل المخططات الحوثية وسنُفشل جميع محاولاتهم التدميرية وستكون بنادقنا هنا حجر عثرة أمام كل الغزاة."
ملتقى الأبطال في ضالع الصمود
لقاء آخر جمعنا مع أحد قيادات المقاومة الذين وصلوا إلى الضالع قادمين من مديرية حالمين بردفان القائد "أنور الحالمي" الذي تحدث إلينا قائلاً: "نفتخر اليوم أننا وصلنا هنا لمساندة إخواننا في محافظة الضالع البطلة، ضالع الشهداء والأبطال والرجال الشجعان الذين عرفناهم بشجاعتهم وفدائيتهم النادرة وكرمهم رغم الظروف المعيشية الصعبة في هذه المدينة الباسلة".
ويختتم "أنور الحالمي" حديثه بنبرات فخر وشموخ قائلاً: "عبر صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" نقدم شهادتنا لله ثم للتاريخ بأننا وجدنا في الضالع رجالاً وشباباً يتسابقون نحو متارس الغزاة ومواقعهم بكل شجاعة في سبيل الدفاع عن بلادهم الطيبة ووطنهم الجنوبي".
حراس حدود دولة الجنوب
ضمن سلسلة اللقاءات التي أجريناها مع أبطال المقاومة كان مع البطل "رامي أحمد" الذي تحدث للصحيفة قائلاً: "نحن هنا منذ اندلاع المعارك الأولى في هذه الجبهة الحديدية نقاتل المليشيات الحوثية الغازية ونتصدى لها بكل بسالة وفداء" .
ويختتم "رامي" حديثه قائلاً: "نحن هنا حراس حدود دولة الجنوب القادمة في هذا المنفذ الاستراتيجي في الأراضي التابعة لمديرية قعطبة المحادة للمحافظة التابعة للجمهورية العربية اليمنية ."
ثبات وصمود
على مقربة من مواقع تمركز قوات العدو الحوثي بجبهة الفاخر بالضالع كان لقاؤنا مع القيادي الشاب "خلدون عبدالله" الذي استهل حديثه بالقول: "في جبهة الضالع وجدنا عامل الثبات النوعي والإرادة العالية والعزيمة من أهم عوامل الانتصار لقواتنا الجنوبية الباسلة".
وعلى وقع أشعة الشمس الحارقة اختتم "خلدون" تصريحه قائلاً: "الثبات الذي يتسلح به أبطال مقاومتنا الجنوبية الباسلة في جبهة الضالع سوف يبقى سر تلك البطولات الملحمية لرجالنا والانتصارات التي تحققها قواتنا كل يوم ."
قيادي ميداني: قواتنا على قلب رجل واحد في مواجهة الغزاة
قال أركان حرب الكتيبة الثانية في اللواء الثاني مقاومة العقيد علي عبدول في تصريح خاص لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية": "إن القوات الجنوبية بمختلف تشكيلاتها العسكرية والأمنية تقف اليوم وقفة رجل واحد على مسافة واحدة من التحديات التي تواجه الجنوب، وإن القوات الجنوبية لن تسمح باحتلال أرضها من جديد".
وأضاف العقيد علي عبدول أيضا: "كما أحرقت نيران قواتنا جحافل الحوثيين في وقت سابق وأفشلت مخططات الإرهاب، ستحرق اليوم أي قوة تحاول احتلال الجنوب، ومن الميدان سنتعامل مع أي تحركات مشبوهة للعصابات الإرهابية الخارجة عن النظام و القانون" .
وأكد أيضا على "جاهزية القوات الجنوبية للذود عن حياض الوطن والحفاظ على مكتسبات النصر العظيم الذي روته دماء الشهداء الأبرار في كل الميادين، في شبوة وأبين وحضرموت وسقطرى والمهرة والضالع والصبيحة ويافع وغيرها من مدن ومناطق الجنوب . "
وأشاد أيضا بالجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة الجنوبية ممثلة بالرئيس عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة، مشيرا إلى أن "قوات المقاومة الجنوبية ومختلف التشكيلات العسكرية الجنوبية رهن إشارة القيادة لخوض أي غمار بطولي ستكلله عدالة قضيتنا الوطنية بالنصر بإذن الله تعالى ."
ثورة خالدة
في اللقاء الذي جمعنا معه يتحدث النقيب "كمال صالح علي ناشر" عن تجديد العهد والوفاء لمسيرة الثورة الجنوبية التحررية المباركة التي قادها الأسد الشهيد "علي عبداللاه الخويل" ضد قوات المحتل المتخلف آنذاك حيث يقول: "هنا في جبهة الضالع شهدت الأرض الجنوبية ذات يوم نشوء أول حركة تحررية في تاريخ الجنوب ضد المحتل اليمني عندما حمل الشهيد القائد علي عبداللاه بندقيته ووجهها صوب حيدر وضبعان".
ويؤكد النقيب كمال صالح علي المضي نحو مسيرة التجديد الثوري في الضالع قائلاً: "اليوم العدو آخر والزمان والمكان قد تغير إلا أن الطريق هو طريق واحد الذي سار عليه قائدنا الشهيد علي عبداللاه الخويل ورفاقه الأبطال الذين سطروا الملاحم الثورية في مختلف المراحل ."
التحالف العربي
في آخر لقاءاتنا مع أبطال ومنتسبي المقاومة الجنوبية بالضالع الباسلة كان لقاؤنا مع القيادي البطل "فهمي فاروق خالد" الذي تحدث إلينا قائلاً: "نحن أفراد وقيادة مقاومة الضالع الصمود عبر صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" نقدم خالص الشكر والتقدير وعظيم الامتنان للإخوة الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة على وقوفهم المستمر مع المقاومة الجنوبية في مختلف المراحل والظروف، ونجدد لهم العهد والوفاء بأننا سنبقى الشركاء الحقيقيون في تنفيذ الأهداف الاستراتيجية للتحالف العربي المتمثلة بإنهاء المشروع الانقلابي لجماعة الحوثي الموالية لإيران".