المقدم معين عمر سعيد الصبيحي: قواتنا ستتصدى بكل حزم للمليشيات الإخوانية في حال فكرت بالدخول إلى أراضي الصبيحة
"وافي الغبس" قائد جبهة حيفان حذَّر مليشيا الإخوان الإرهابية من محاولاتهم الزج بمناطق الصبيحة وتحويلها إلى مستنقع للإرهاب تحت عباءة الشرعية
القيادة الجنوبية تشدد على الالتزام الكامل بالتنفيذ السليم لاتفاق الرياض وتؤكد في الوقت نفسه أنّ قواتها المسلحة ستظل في كامل جاهزيتها القتالية
لا زال حزب الإصلاح الإخونجي يصر على إشعال الحرب في الجنوب بدسائسه ومؤامراته الخبيثة وخططه الماكرة.
خطة إخوانية جديدة تُنفِّذها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية ضد الجنوب، عندما أقدمت على استهداف منطقة الصبيحة، وهو مخططٌ قوبل بتحذير جنوبي صارم.
الصبيحة تنتفض
وشهد الأسبوع المنصرم حشدًا لأبناء الصبيحة تلبيةً لدعوة القائد العام لقوات الحزام الأمني بالصبيحة العميد وضاح عمر سعيد الصبيحي، من أجل الحفاظ على محافظة لحج وعدن من مليشيا حزب الإصلاح الذين قدِموا من محافظة مأرب، التي باتت على وشك أن تسلم للحوثي.
من جانبه، أكّد قائد كتيبة القوة الضاربة في الحزام الأمني بالصبيحة المقدم معين عمر سعيد الصبيحي أنّ قواته ستتصدى بكل حزم للمليشيات الإخوانية في حال فكرت بالدخول إلى أراضي الصبيحة.
وأضاف في بيان له: "مسلحو الإصلاح لن يمروا ومحرم عليهم دخول الصبيحة إلا على جثثنا.. القوات الضاربة مسنودة بقوات الحزام الأمني الصبيحة على أتم الاستعداد لمواجهة مسلحي الإصلاح".
وحذَّرت كتيبة القوة الضاربة أبناء الشمال المغرر بهم من الانجرار وراء مغريات حزب الإصلاح والزج بهم في معارك عبثية، مشيرةً إلى أنَّ حزب الإصلاح والحوثي وجهان لعملة واحدة.
وفي تأكيد عسكري جنوبي على استعداد القوات المسلحة للتصدي للأعداء، أكّد وافي الغبس - قائد جبهة حيفان عيريم - استعداد جنوده للرد على أي تحركات تستهدف الجنوب سواء من مليشيا الحوثي أو من مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية.
الغبس حذَّر مليشيا الإخوان الإرهابية من محاولاتهم الزج بمناطق الصبيحة وتحويلها إلى مستنقع للإرهاب تحت عباءة الشرعية، وأشار إلى أنّ المليشيات الإخوانية لا يشغلها جبهات القتال التي تتواجد فيها الحوثي، مؤكدًا أنّ ما يهمها فقط هو الجنوب.
وطوال الفترة الماضية، قدّمت القوات المسلحة الجنوبية كثيرًا من الأعمال البطولية في التصدي للمليشيات الحوثية وكذا المليشيات الإخوانية، مُسطّرة دروسًا عظيمة في الدفاع عن الوطن.
تنسيق حوثي إخونجي
وشهدت الأسابيع الماضية توسعًا في التنسيق بين المليشيات الإخوانية و"شقيقتها" الحوثية ضد الجنوب، وهي فصائل معادية تكالبت ضد الجنوب من أجل السيطرة على مقدراته والنيل من أمنه واستقراره.
ويبدو أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تصاعدًا في الإرهاب الإخواني ضد الجنوب، لا سيّما بعدما تسبّب حزب الإصلاح المخترق لحكومة الشرعية في عرقلة تنفيذ بنود اتفاق الرياض الذي انقضت مهلته الزمنية قبل نحو أسبوع.
مرحلة جديدة
وفيما أدّى المجلس الانتقالي الجنوبي ما عليه من التزامات من أجل إنجاح اتفاق الرياض نظرًا لأهميته الكبيرة في ضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ القيادة الجنوبية بات عليها الاستعداد لمرحلة جديدة من العداء الإخواني ضد الجنوب.
وأصبح من الضروري على القيادة الجنوبية الاستعداد على مختلف الأصعدة لاعتداءات مسلحة ربما تستعر بشكل أكبر ضد الجنوب من قِبل المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية في المرحلة المقبلة.
في الوقت نفسه، سيظل الجنوب عند حسن الظن به من التزام كامل بنهج السلام والسير وفقًا لرؤية استراتيجية تقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي ضد المشروع الحوثي الإيراني، والتصدي لكافة التنظيمات المتطرفة.
تلاعب بالاتفاق
وواصل حزب الإصلاح الإخواني، المخترق لحكومة الشرعية، تنفيذ مخططه الإرهابي الذي يستهدف النيل من الجنوب وعاصمته عدن، وذلك عبر التلاعب باتفاق الرياض وتفسير بنوده بالخطأ وبشكل متعمد.
ففي الأيام الماضية، حاول حزب الإصلاح الإخواني الزج بقوات عسكرية إلى قلب العاصمة عدن، مستغلًا الشق العسكري من اتفاق الرياض، ويتخذ من تفسيرات مغلوطة لبنود الاتفاق حججًا لتحقيق مخططه الخبيث ضد الجنوب.
وفيما انقضت المدة الزمنية لتنفيذ اتفاق الرياض في الخامس من فبراير الجاري، فإنّ حزب الإصلاح الإخواني يحاول الدفع بعناصر إرهابية على أسس عقائدية صوب العاصمة عدن لا تمت بصلة لقوات الحماية الرئاسية، فيما يتعلق بإعادة انتشار القوات العسكرية وطبيعة الوحدات التابعة لحكومة الشرعية.
وفيما تبدي القيادة الجنوبية التزامًا كاملًا ببنود اتفاق الرياض، فإنّ حزب الإصلاح الإخواني يحاول انتقاء ما يناسبه من بنود في الاتفاق وعرقلة البنود الأخرى التي تفرض عليه تقديم تنازلات على الأرض.
رفض سحب الميليشيات
في هذا السياق أيضًا، كشفت مصادر مطلعة أنّ المليشيات الإخوانية ترفض سحب قواتها من محافظتي أبين وشبوة وإعادتها إلى معسكراتها الأصلية في مأرب، كما ينص اتفاق الرياض، وتتشبث بالفقرات التي تنص على إعادة انتشار لواء عسكري من قوات الحماية الرئاسية في العاصمة عدن.
في المقابل، أبدى المجلس الانتقالي الجنوبي مرونةً في تنفيذ كافة بنود اتفاق الرياض، بالشكل الذي ينسجم مع جوهر الاتفاق الذي رعته السعودية، فيما يسعى حزب الإصلاح لتحويل الاتفاق إلى حصان طروادة لإعادة تصدير مليشياته إلى عدن والمحافظات الجنوبية والسعي في الوقت ذاته لتفكيك قوات الحزام الأمني والنخب التي لعبت الدور الأبرز في تحرير المحافظات الجنوبية من المليشيات الحوثية وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش.
إجمالًا، فقد استمرت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، على مدى أكثر من ثلاثة أشهر، ارتكاب مختلف صنوف الاعتداءات التي تنتهك بنود اتفاق الرياض، المُوقّع في الخامس من نوفمبر الماضي، وعرقلت تنفيذ أي بند من بنود الاتفاق، لا سيّما تعيين محافظين جدد للعاصمة عدن والضالع وأبين وشبوة، بالإضافة إلى الاستمرار في التحركات العسكرية التي تستهدف الجنوب في المقام الأول؛ وذلك خلافًا لما ينص عليه الاتفاق.
مؤامرة فاشلة
وفي الوقت الذي انتهت فيه المدة الزمنية لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، كانت المؤامرة الإخوانية الخبيثة ضد الجنوب تتضح أكثر عبر تحرك عسكري شيطاني عند نقطة العلم.
ففي محاولة هدفت إلى الالتفاف على مضمون اتفاق الرياض وجدوله الزمني، حاولت وحدة عسكرية تابعة لمليشيا الإخوان الإرهابية - يقودها موالٍ لتنظيم القاعدة الإرهابي، يدعى أبو العابد - دخول العاصمة عدن، عبر نقطة العلم.
المؤامرة الإخوانية أُجهضت في مهدها عندما أُجبرت هذه المليشيات الإرهابية للعودة مرة أخرى، حتى تمّ إبعادها عن العاصمة عدن بتدخل مباشر وصريح من قِبل قيادة التحالف العربي.
لم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل تقدّم رئيس فريق حكومة الشرعية في لجنة متابعة تنفيذ اتفاق الرياض بالاستقالة من منصبه، في خطوة أرجعتها مصادر مطلعة إلى فشله في فرض أجندة إخوانية على مضمون الاتفاق.
المجلس الانتقالي الجنوبي رفض هذه المحاولة الإخوانية المفضوحة للالتفاف على مضمون اتفاق الرياض وبنوده، وأشاد بموقف الأشقاء في التحالف العربي، مؤكدًا إعادة تلك الآليات لمواقعها السابقة بعد حالة من التوتر غير المبرر.
وفيما شدّدت القيادة الجنوبية على الالتزام الكامل بالتنفيذ السليم لاتفاق الرياض، لكنّها أكّدت في الوقت نفسه أنّ قواتها المسلحة ستظل في كامل جاهزيتها القتالية.
كل هذه التطورات التي تسارعت في الساعات الماضية، حملت الكثير من الدلالات لعل أكثرها وضوحًا أنّ المؤامرة الإخوانية ضد الجنوب لم تنتهِي بعد، وأنّ هذه المليشيات التابعة لحكومة الشرعية ستظل تُقدِم على الخطوات التي تعمل من خلالها على استهداف الجنوب والنيل من أمنه واستقراره ومصادرة حق شعبه في تحديد مصيره.