في ظل استمرار مليشيات حزب الإصلاح في مناطق شرق أبين في تعنتها من خلال رفضها سحب جحافلها وعودتها من حيث أتت، ومع تواصل خطر مليشيات الحوثي التي تخوض حربًا شرسة مع قوات المقاومة الجنوبية في جبهة ثرة وفي ظل تصاعد وتيرة العمليات الإرهابية للقاعدة في مناطق المحفد ومودية تظل أبين في خطر محدق لا سيما والأعداء الثلاثة يقاتلون في بوتقة واحدة وتحت مظلة واحدة هدفها الأول والأخير هو عودة هيمنة قوى الشمال على الجنوب وإطالة عمر الاحتلال أطول فترة ممكنة.
مليشيات الإصلاح أهداف بعيدة المدى
من يعتقد أن هدف مليشيات الإصلاح التي تقدمت من مأرب والجوف باتجاه شبوة وأبين مجرد التقدم صوب عدن فهو لا يفهم قواعد اللعبة، فالمعطيات على الأرض تقول إن تقدم مليشيات الإرهاب الإخونجي إلى مناطق شقرة يأتي في إطار أطماع قوى الشمال في إيجاد موطئ قدم لها في أبين، وبالذات مناطق شرق أبين، لكونها مناطق تحوي كميات هائلة من مخزون النفط، فبحسب دراسة جيولوجية نشترها أحد المواقع الاقتصادية العالمية، أكدت الدراسة أن مناطق شرق أبين وخليج عدن غنية بالنفط والغاز وتحوي مخزوناً هائلاً من احتياطي النفط في الوطن العربي، وهو ما جعل مليشيات الإصلاح تثبت وجودها في تلك المناطق، ولذات السبب عمد تجار الحرب في اليمن منذ وقت مبكر على تحويل أبين إلى مرتع للإرهاب حتى لا تحجب الرؤية على القوى الجنوبية لإدراك ما تخزنه أرضهم من استثمارات واعدة.
ثرة جبهة ملتهبة مجددا
مليشيات الحوثي في مكيراس تمثل خطرًا آخر لا يقل تأثيرا عن مليشيات الإصلاح في شقرة وقرن الكلاسي، فالحوثيون والإصلاح متفقون على الهجوم باتجاه عدن من أكثر من محور، وما تجدد المعارك المحتدمة في جبهة ثرة إلا دليل على التناغم بين المليشيات بشقيها الحوثي والإصلاح واتفاقهما على إعادة احتلال الجنوب وإخضاعه لسيطرة الشمال مرة أخرى.
في جبهة ثرة قال قائد جبهة ثرة، شمال غربي محافظة أبين، العميد طه حسين: "تتواصل المعارك على صفيح ساخن، في الوقت الذي كثفت فيه المليشيات الحوثية هجماتها الصاروخية على مناطق متفرقة في لودر، حيث استهدفت مساء الثلاثاء الماضي معسكرًا للواء المجد بصاروخين قاصف 2 تسبب الهجوم في استشهاد جنديين على الأقل وجرح 13 آخرين".
الهجوم الصاروخي أعقبه مواجهات بالأسلحة الثقيلة في جبهة ثرة، حيث أكد القيادي في جبهة ثرة العميد "طه حسين" إن جماعة الحوثي تواصل قصف مواقع القوات الجنوبية على مدى الأسبوعين الماضيين.
وأضاف العميد حسين، في حديث لوسائل الاعلام، أن الوضع الميداني في الجبهة لم يتغير بتاتاً، فكل محاولات مليشيات الحوثيين للتقدم تحت غطاء القصف المدفعي وقذائف الهاون يتم صدها بقصف مماثل.
وأشار إلى ورود معلومات عن تعزيز الحوثيين لمواقعهم في الجبهة بإمداد بشري وعسكري، وهو ما يُفسر استمرار القصف ومحاولات التقدم لليوم الخامس على التوالي.
و"ثرة" هي نقيل يربط محافظة أبين بمحافظة البيضاء، ويتمثل بسلسلة جبلية وعرة، وطريق للسيارات هو الأخطر نظراً لكثرة المنعطفات وقربها من بعض، وقد شُيد لأول مرة إبان الاحتلال البريطاني، لتعقبه أعمال تطوير وتأهيل لكنها لم تستطع كسر صعوبة تضاريس المكان، وهي أسباب تُعقد سير المعارك هناك.
القاعدة تساند أخواتها بتصعيد غير مسبوق
عناصر تنظيم القاعدة كعادتها تتحرك بقوة كلما كان تنظيم الإصلاح في خطر أو وضع صعب جنوبا، فعلى مدى الشهرين الماضيين كثفت عناصر القاعدة من عملياتها الإرهابية التي تستهدف بشكل خاص قوات الحزام الأمني في أبين، حيث شهدت المحفد أكثر من 6 عمليات إرهابية خلال أقل من شهر تنوعت بين اغتيالات لقيادات
