سقوط جبهة نهم في أيدي الحوثيين يكشف حقيقة جيش المقدشي ويعري تحالفات الإصلاح

سقوط جبهة نهم في أيدي الحوثيين يكشف حقيقة جيش المقدشي ويعري تحالفات الإصلاح

سقوط جبهة نهم في أيدي الحوثيين يكشف حقيقة جيش المقدشي ويعري تحالفات الإصلاح
2020-01-25 16:12:32
صوت المقاومة/خاص-مارب
تمكنت المليشيات الحوثية، شرق العاصمة اليمنية صنعاء، من السيطرة على جبهة نهم فجر أمس الجمعة، بعد انسحاب قوات الشرعية التي ينتمي أغلبها إلى حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
وزير الدفاع اليمني الإخونجي محمد علي المقدشي اعترف بانسحاب قواته من جبهة نهم، لكنّه زعم أنّ الانسحاب كان لأهداف تكتيكية لبعض الوحدات العسكرية من بعض المواقع.
وأضاف، خلال اجتماع لقيادات بقوات الشرعية في محافظة مأرب، أنّه يجرى حاليًّا إعادة ترتيب للقوات المنسحبة لعودتها إلى أداء مهامها وواجباتها القتالية.
اللافت أنّ انسحاب الشرعية من نهم جاء بعد أيام من ترديد نغمات مغايرة من قِبل أبواق إعلامية إخوانية ادعت أنّ قواتها استطاعت تحقيق تقدم على الحوثيين، إلا أنّ ذلك كان على ما يبدو خطة من قِبل الشرعية، للتغطية على فشلها العسكري الهائل الذي تجلّى في الهجوم على أحد المعسكرات في محافظة مأرب الذي خلَّف مئات القتلى والجرحى.
يبرهن هذا الواقع أنّ حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا لا تقوم خطتها على استعادة صنعاء من قبضة الحوثيين، لكنّ هدفها الأول والأخير هو النيل من الجنوب وأمنه واستقراره والسيطرة على مقدراته.
وعلى مدار السنوات الخمس الماضية، رفعت حكومة الشرعية شعارات زائفة زعمت أنّها تستهدف محاربة الحوثيين واسترداد الأراضي التي احتلتها المليشيات، وقد حصلت هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا على دعم هائل من قِبل التحالف العربي من أجل هذا الغرض.
لكن الحكومة في المقابل، مارست خيانةً فجّة للتحالف، وارتمت في أحضان المليشيات الحوثية، وأصبح هدفها هو النيل من الجنوب والسيطرة على مقدراته.
يتفق مع ذلك المحلل العسكري العميد خالد النسي الذي يقول: "خمس سنوات رافعين شعار (قادمون يا صنعاء) خمس سنوات ينهبون الدعم المادي والعسكري الذي تقدمه دول التحالف وفِي الأخير فشلوا في جبهة بسيطة مثل نهم".
ويضيف في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "بعد هذا الفشل على ماذا تراهن دول التحالف؟ هذا إذا كان فشلًا، وإذا كانت مؤامرة فسيصبح الحوثي في مأرب وهم في شبوة، وسيصبح الجنوبيون أمام أمر واقع".
مواجهات نهم تكشف توافق الإصلاح مع الحوثيين 
سقوط جبهة نهم بيد الحوثيين كشف المستور وأظهر حجم التوافقات بين الإصلاح ومليشيات الحوثي، حيث قال القيادي فيها محمد البخيتي إن السيطرة على جبهة نهم لم تكن خيارهم إلا أن الإصلاح نقض الهدنة غير المعلنة بينهم.
وكتب البخيتي منشورًا في صفحته على الفيس بوك دعا فيه من أسماهم المخدوعين والمغرر بهم في مأرب والجوف للعودة إلى صنعاء معلنًا العفو عنهم فهم مخدوعون - حسب قوله.
وقال البخيتي في منشوره: "إلى الإخوة في حزب الإصلاح: نحن لا ننكر عداء واستهداف النظام الإماراتي والسعودي لكم لكونكم يمنيين وإسلاميين، ولكنكم استغليتم مخاوفهم غير الواقعية من أنصار الله واستدعيتم تدخلهم العسكري لضرب هذا بهذا كي تخرجوا منها سالمين".
وأضاف: "مشكلتكم أن مجال التكتيكات لديكم باتت تتجاوز مجال الاستراتيجيات لذلك ضحيتم بمشروعكم لصالح تكتيكات خاسرة كان آخرها نقض الهدنة". 
وكانت المليشيات الحوثية قد شنت هجوما معاكسا في جبهة نهم تمكنت من خلاله من السيطرة على نقيل فرضة نهم وجبل المنار ونقيل بن غيلان والتباب السود بعد قطع خط إمداد رئيسي لمليشيات الإصلاح في منطقة الكسارة تحت نقيل بن غيلان.
وأتى التقدم الحوثي الكبير شرق صنعاء غداة ترويج إعلامي واسع لمليشيا الإصلاح تحدثت فيها عن انتصارات كاسحة جعلت المتابع يتوقع سقوط صنعاء في غضون يومين، حيث أوردت قنوات حزب الإصلاح في تغطيتها الإخبارية المصاحبة للمواجهات أخبارا تتحدث عن تقدم ما أسمته الجيش الوطني إلى تخوم بني حشيش 34 كم شمال صنعاء.
وكان مسؤول رفيع المستوى في حكومة الإصلاح قد لمح في تغريدة له على تويتر إلى سقوط جبهة نهم في أيدي الحوثيين.
وقال الدكتور صالح سميع محافظ محافظة المحويت في تغريدته التي نشرها مساء الجمعة: "خسارة معركة هنا أو هناك لا تعني خسارة الحرب، فالمعارك سجال يوم لك ويوم عليك، والعبرة بمن سيتبسّم في النهاية ومن سيبكي ندماً وخزياً".
 قوات الإصلاح انهارت في أول مواجهة 
مصادر ميدانية في شمال اليمن أكدت أن التقدم الذي أحرزته مليشيات الحوثي في نهم أتى بعد أن انهارت مليشيات الإصلاح في أول مواجهة، وقالت المصادر أن الخلافات عصفت بقوات الإصلاح حيث تبادلت فصائل في تلك القوات الاتهامات بعد مقتل زيد الشومي قائد اللواء 203 في جيش مأرب بعد وصوله للجبهة بساعة، حيث اتهم أركان اللواء قيادات في جيش علي محسن الأحمر بتصفيته لكونه يعارض توجهات الإصلاح وتواطؤه مع الحوثيين وفق إملاءات تركيا وقطر.
انقسام جيش مأرب إلى فريقين 
وكانت مجاميع من ألوية المنطقة العسكرية الثالثة بمأرب قد طالبت قيادة المنطقة بضرورة إسناد الخطوط الأمامية للجبهة في أسرع وقت إلا أن قيادة المنطقة وقيادة وزارة الدفاع ظلت تماطل حتى وقع الفأس بالرأس.
وأظهرت مواجهات نهم وجود فريقين في قوات الإصلاح بمأرب وهم فريق يعادي التحالف ويحاول إعاقة أي تقدم للجيش وفق إملاءات تركيا وقطر وفريق آخر داعم للشرعية ولديه رغبة للتقدم ولكنه فريق لا يمتلك القرار.
انسحاب غير مبرر
وأتى التقدم الحوثي في نهم بعد انسحاب قوات الإصلاح من الجبهة وترك مواقعها مفتوحة أمام المليشيات التي استماتت في التقدم رغم كثافة الإسناد الجوي من طيران التحالف، محللون عسكريون وصفوا انسحاب مليشيات الإصلاح بـ(غير المبرر) معتبرين ما حصل خيانة وطعنة جديدة في خاصرة التحالف.
وزير دفاع حكومة الشرعية محمد المقدشي ظهر مؤخرا في اجتماع عقده ظهر أمس الجمعة مع قائد قوات التحالف في مأرب، وقال إن الانسحاب تكتيكي، لكن حديثه المتأخر كان مثيرًا للسخرية في أوساط الشارع اليمني الذي تساءل عن أي تكتيك يتحدث المقدشي وقد سقطت الجبهة بالكامل وأصبح الحوثيون يسيطرون على مفرق مأرب-صعدة-الجوف ويقتربون من مأرب؟!