الرئيس الزبيدي: بقاء المليشيات الإخونجية في شبوة لن يطول وسيعود أبناؤها من منتسبي قوات النخبة للأخذ بزمام الأمور في محافظتهم وتأمينها واستكمال تطهيرها من بؤر الإرهاب والتطرف
تعرَّضت محافظة شبوة لسلسلة طويلة من الاعتداءات التي شنّتها المليشيات الإخوانية
العثمان: الهدف من التحركات الإخوانية في شبوة فرض سيطرتهم على المحافظة الساحلية الغنية بثرواتها (النفط والغاز)
د. لقور: العلاقة بين ما يجري من ترتيبات عسكرية تركية في ليبيا وتحركات مليشيات الإخوان المسلمين في شبوة في الجنوب العربي مع تواجد عناصر تركية فيها تتحرك على الأرض لا يمكن بحال من الأحوال فصلها عن بعضها
الربيزي: مازالت مليشيا حزب الإصلاح في شبوة تمارس استفزازات لا أخلاقية ضد قوات التحالف العربي والنخبة الشبوانية
بن فريد ردا على الإخونج في شبوة: حتى الكذب لم يعد يخجلهم! ونذكّر المحافظ بن عديو أن الشهيد سعيد باتاجرة قُتل أمام العالم كله من قبل عصاباتكم ولم تقدر أن تنكر ذلك فيما حبتور قتلته ذات العصابة ولكن في كونتينر
كثرت مخططات الإخونج العبثية ضد أبناء الجنوب، لكن إرادة الجنوبيين الصلبة تقف دائما ضد كل ما يحاك من خطط ومؤامرات.
وتبرهن الوقائع التاريخية على أنَّ أي مخطط إخواني يُحاك ضد الجنوب مصيره الفشل، وذلك بفضل قوات مسلحة باسلة وقيادة سياسية مُحنكة وشعب يلتف حولهما.
ومنذ أن تمّ توقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر من العام الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، استعرت الهجمات الإرهابية التي تشنها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية ضد الجنوب انطلاقا من شبوة، وهي هجمات حاولت في المقام الأول إفشال اتفاق الرياض.
الرئيس يستقبل شيخ مشايح العوالق
وفي خطوة تحصينيه ضد مخططات الأعداء، استقبل الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقر المجلس بالعاصمة عدن، الشيخ أحمد محسن أحمد صالح فريد العولقي، شيخ مشايخ شمل العوالق بمحافظة شبوة.
وخلال اللقاء، ناقش الرئيس الزُبيدي مع الشيخ أحمد العولقي، تطورات الأحداث التي تشهدها محافظة شبوة، وما تمارسه المليشيات الإخوانية من اعتداءات وانتهاكات بحق أبناء شبوة الأحرار، وخاصة الهجوم البربري الذي تنفذه في هذه الأثناء على مطارح قبائل لقموش الأبية.
وأكد الرئيس القائد أن كل تلك الممارسات والانتهاكات، تأتي في السياق الذي تنتهجه تلك المليشيا لمحاولة إخضاع وإذلال أبناء شبوة الأحرار، بعد أن تمكنوا خلال فترة وجيزة من تطهير محافظتهم من أوكار التنظيمات الإرهابية الممولة من جهات ودول يعرفها الجميع، وسعياً منها لوضع العراقيل أمام تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
وطمأن الرئيس الزُبيدي، الشيخ العولقي وكافة أبناء شبوة، بأن بقاء تلك المليشيات في شبوة لن يطول وسيعود أبناؤها من منتسبي قوات النخبة للأخذ بزمام الأمور في محافظتهم وتأمينها واستكمال تطهيرها من بؤر الإرهاب والتطرف.
كما أشاد الرئيس القائد بالجهود الجبارة التي يبذلها الشيخ أحمد العولقي، لحل النزاعات والثارات القبلية في محافظة شبوة، والدور الكبير الذي يضطلع به الوجهاء والشخصيات الاجتماعية في الحفاظ على المكتسبات الوطنية الجنوبية.
ومن جانبه عبّر الشيخ أحمد العولقي، عن سعادته بلقاء الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، وحفاوة الاستقبال التي حظي بها، شاكراً للرئيس القائد اهتمامه البالغ بتطورات الأوضاع في شبوة.
وأكد الشيخ العولقي على أن أبناء شبوة، كانوا ومازالوا وسيظلون السند والعضد للمشروع الجنوبي، الذي يحمله المجلس الانتقالي، والمتمثل في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة، مشيداً بالنجاحات التي حققها المجلس للقضية الجنوبية خارجياً وداخلياً، والتي كان آخرها التوقيع على اتفاق الرياض برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة.
اعتداءات متكررة وخروقات واضحة
وعلى مدار الأسابيع الماضية، تعرَّضت محافظة شبوة لسلسلة طويلة من الاعتداءات التي شنّتها المليشيات الإخوانية، ودفع المواطنون أثمانًا ثقيلة، وآخرهم المواطن يسلم حبتور الذي استشهد جرَّاء التعذيب الذي تعرَّض له في أحد السجون الإخوانية في المحافظة.
وعلى الرغم من فداحة الاعتداءات الإخوانية، إلا أنّها لا يمكن أن تؤثر على سير القضية الجنوبية ولا توجُّه الشعب نحو التحرر واسترداد الدولة وفك الارتباط.
يتفق مع ذلك عضو الجمعية الوطنية الجنوبية الشيخ جمال بن عطاف، الذي يؤكِّد أنّ الإرهاب الذي تمارسه المليشيات الإخوانية لن ينال من عزيمة الشعب الجنوبي.
"بن عطاف" قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "شهداء أبناء الجنوب يسقطون الواحد تلو الآخر في شبوة في ظل حكم جماعة الإخوان لها".
وأضاف: "يظنون أنّهم سيرهبون شعب جرب كل أنواع الحروب والقتل والاعتقال وهزم خصومه وخرجوا من الجنوب أذلة وهم صاغرون".
وتابع: "لن يدوم حكم الإخوان لـ شبوة في ظل وجود التحالف العربي؛ خصوصاً مع توجه قادة الشرعية إلى تركيا".
وتقوم العقلية الإخوانية في أي منطقة تنشط فيها هذه الجماعة الإرهابية، على احتلال هذه المنطقة والنيل من ثرواتها ومقدراتها، وهو ما يدفع ثمنه الجنوب في الوقت الراهن.
ومنذ أن تمّ التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر من العام الماضي، فقد استعرت الاعتداءات الإخوانية ضد الجنوب في محاولة لإفشال الاتفاق، تارةً عبر التصعيد العسكري، وأخرى من خلال افتعال الأزمات الحياتية، وصولًا إلى سرقة مقدرات الجنوب.
استنزاف ثروات شبوة
وفي ذات المحافظة عمدت المليشيات الإخوانية على استنزاف ثرواتها واستفزاز مواطنيها وافتعال الأزمات، ضمن مخطط إخواني عام يهدف في المقام الأول إلى إفشال الاتفاق.
يتفق مع ذلك المحلل السياسي السعودي سامي العثمان الذي استنكر التحركات المشبوهة لمليشيات الإخوان التابعة للشرعية في شبوة، للاستيلاء على ثرواتها.
العثمان قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تشهد شبوة تحركات مشبوهة يقودها الإرهابيون الإخوان.. الهدف منها فرض سيطرتهم على المحافظة الساحلية الغنية بثرواتها النفط والغاز وتهيئة موانئها لاستقبال الدعم العصملي الصهيوني بقيادة ابن الصهاينة أردوغان".
لا يقتصر الأمر على سرقة المقدرات، بل عمدت المليشيات الإخوانية إلى افتعال سلاح الخدمات من أجل استهداف الجنوبيين، والتضييق عليهم، ومس حياتهم اليومية بشكل مباشر.
وفي محافظات الجنوب التي تعاني من هيمنة وسيطرة إخوانية، يعيش المواطنون في ظل غياب خدمات كثيرة، في تعمُّد إخواني من أجل تأزيم الحياة العامة، وقد كان لهذه الحرب الإخوانية بعض الأثر في معاناة الجنوبيين فيما يتعلق بقطاعات مهمة، تتعلق بحياة المواطنين بشكل مباشر، سواء في الغذاء أو المياه أو الكهرباء.
وعلى مدار السنوات الماضية، استغل حزب الإصلاح سيطرته على هذه القطاعات الحكومية من أجل إثارة الكثير من النعرات في الجنوب، عبر آلة فساد بشعة.
وضاعفت مليشيات الإصلاح من وتيرة انتهاكاتها ضد أبناء الجنوب في محافظة شبوة، وذلك بعد أيام قليلة من الإعلان عن وصول عناصر تركية إلى الجنوب، وهو ما يبرهن أن تلك الأعمال تمثل ثمرة التعاون بين الشرعية التي عقدت صفقات علنية وخفية مع أنقرة منذ أن حضرت بعض عناصر مؤتمر كوالامبور.
انتهاكات جسيمة وحماقات
ويرى مراقبون أن الشرعية ستتمادى في ارتكاب الانتهاكات بحق أبناء الجنوب لإنهاء أمل ممكن لتنفيذ بنود اتفاق الرياض على أرض الواقع، إذ أن التعاون مع الجانب التركي يأتي في هذا الإطار الذي يمكّن أنقرة من الدخول إلى الأراضي اليمنية وسط بيئة مليئة بالتوتر والفوضى الأمنية التي تمكّن عناصرها الاستخباراتية من تطبيق مخططاتها.
وتسعى الشرعية لتقديم ما يثبت قدرتها على دعم المؤامرات التركية، وفي المقابل فهي تحاول الابتعاد خطوات أكثر عن التحالف العربي الذي يمارس ضغوطا عليها لتنفيذ اتفاق الرياض على الأرض، وبالتالي فإن استفزاز القوات الجنوبية ومحاولة جرهم إلى مخططات الفوضى تسير في هذا الاتجاه.
وكشف المحلل السياسي الدكتور حسين لقور، علاقة ما يجري من ترتيبات عسكرية تركية في ليبيا، وتحركات مليشيات الإخوان -التابعة لحكومة الشرعية- في الجنوب.
وقال في تغريدة عبر "تويتر": "العلاقة بين ما يجري من ترتيبات عسكرية تركية في ليبيا وتحركات مليشيات الإخوان المسلمين في شبوة في الجنوب العربي مع تواجد عناصر تركية فيها تتحرك على الأرض لا يمكن بحال من الأحوال فصلها عن بعضها".
واختطفت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية ثلاثة من جنود قوات النخبة الشبوانية، ونقلتهم إلى أحد سجونها السرية في مدينة عتق.
وقال مصدر إن مليشيا الإخوان أقدمت على اختطاف الجنود محمد الماجوة النسي وأحمد مقبل النسي وأبو يحيى النسي، عقب خروجهم من معسكر العلم وتوجههم لمنازلهم في مرخة السفلى.
وتواصل مليشيا الإخوان استحداث النقاط العسكرية في محيط معسكر العلم، إلى جانب الترصد لجنود النخبة المتواجدين في المعسكر؛ لاختطافهم وإيداعهم سجونها السرية.
فيما كشف المحلل والناشط السياسي، أحمد الربيزي، عن دور مليشيات الإخوان الإرهابية اللا أخلاقي في استفزاز التحالف العربي والنخبة الشبوانية بمعسكر العلم، مؤكداً أن التحالف حذرها من تلك الحماقات.
وأضاف: "مازالت مليشيا حزب الإصلاح في شبوة تمارس استفزازات لا أخلاقية، ضد قوات التحالف العربي والنخبة الشبوانية في معسكر العلم شمال شرق عتق، من خلال استحداث نقاط أمنية في منطقة رنم". وتابع: "قالت المصادر إن التحالف العربي دعا هذه المليشيا لوقف استفزازاتها فوراً، محذراً من مغبة ارتكابها أي حماقة".
وأكدت مصادر مطلعة أن أطقمًا تابعة لما يسمى بالقوات الخاصة لمليشيا الإخوان التابعة للشرعية في شبوة استحدثت نقاطاً بالقرب من معسكر العلم شرق مدينة عتق.
وقالت المصادر، في تصريحات سابقة، إن تحركات مليشيا الإخوان التابعة للشرعية بالقرب من معسكر العلم الذي تتمركز فيه قوات تابعة للتحالف العربي هدفه إثارة المشاكل.
ولفتت إلى أن مليشيا الإخوان التابعة للشرعية تحاول استباق الأحداث بالتزامن مع ترتيبات لعودة النخبة الشبوانية؛ لتتولى زمام حفظ الأمن في المحافظة.
إنكار للحقائق
وبعد أن انتهت مرحلة قتل المواطنين واعتقالهم، جاء الدور على الإنكار.. فلا يقتصر الغضب الذي أحدثته المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية على بشاعة جريمة مقتل الشاب يسلم حبتور جرّاء التعذيب، لكن الدور جاء الآن على إنكار الواقعة.
الواقعة تعود إلى محافظ شبوة محمد صالح بن عديو، الذي قال إنّ وفاة حبتور كانت طبيعية، وأنّه لم يتعرض لأي تعذيب.
اللجنة الأمنية بمحافظة شبوة عقدت اجتماعًا برئاسة المحافظ محمد صالح بن عديو، وقد تناول واقعة مقتل الشاب يسلم حبتور قبل أيام في أحد السجون الإخوانية.
الاجتماع حاول تبرئة المليشيات الإخوانية من هذه الجريمة الإرهابية، حيث ادعى أنّ الوفاة كانت طبيعية، وزعم أنّ حبتور لم يتعرض لأي تعذيب.
الكذب الإخواني المفضوح حاول تبرئة المليشيات التابعة للشرعية من هذه الجريمة النكراء، التي قوبلت بإدانة كبيرة على مختلف الأصعدة، بعدما تخلّت هذه المليشيات عن أي إنسانية.
الأكاذيب الإخوانية أثارت غضبًا كبيرًا، حيث ردّ رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي في أوروبا أحمد عمر بن فريد، على تصريحات اللجنة التي يترأسها محافظ شبوة الإخواني، بشأن مقتل حبتور.
"بن فريد" قال في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "يقول المحافظ الذي لم يحافظ على شبوة، إن وفاة الشهيد يسلم حبتور كانت طبيعية! وأنه لم يتعرض لأي تعذيب".
وأضاف: "حتى الكذب لم يعد يخجلهم، لكننا نود أن نذكّر المحافظ أن الشهيد سعيد باتاجرة قتل أمام العالم كله من قبل عصاباتكم ولم تقدر أن تنكر ذلك فيما حبتور قتلته ذات العصابة ولكن في كونتينر عذاب".
عضو المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي عبَّر عن غضبه مما حدث، ووصف المليشيات الإخوانية بأنّها أكبر خلية إجرامية في شبوة.
العولقي قال في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "سلطة شبوة تقول إنها اكتشفت خلية إجرامية". مضيفا: "لا خوف من الله ولا خجل من عباده!".
وأضاف: "أعدموا سعيد القميشي وعذّبوا يسلم حبتور وسلموه لأهله جثة هامدة وما زالوا يلاحقون ويعتقلون أبناء شبوة ويعذبونهم ويعاملونهم كفئران تجارب".
واختتم تغريدته بالقول: "أدوات الأحمر ومليشيات الإصلاح أكبر خلية إجرامية بشبوة".
وكانت مليشيا الإخوان، قد اختطفت "حبتور"، وعلي محسن الجعب باعوضة، في جول الريدة، عاصمة مديرية ميفعة، واقتادتهما إلى أحد سجونها السرية.
وتعرَّض حبتور، لمختلف صنوف وأساليب التعذيب الوحشي، بعدما نفى في التحقيقات انتسابه لقوات النخبة الشبوانية، ما دفع المليشيات الإخوانية الإرهابية إلى تعذيبه حتى فارق الحياة.
وشُيِّع جثمان الشهيد حبتور، بمشاركة العشرات من أبناء محافظة شبوة في موكب جنائزي كبير وسط حزن من الحضور، وذلك في مقبرة الحذل بمنطقة الغيل التابعة لمديرية الروضة مسقط رأس الشهيد.
وأظهرت ردود الأفعال الغاضبة على هذه الجريمة الإخوانية أنّ حبتور سيظل حيًّا في ذاكرة الجنوبيين طويلًا، بعدما راح ضحية الاحتلال الإخواني الغاشم لمحافظة شبوة، والاعتداءات المروِّعة التي تشنها هذه المليشيات الإرهابية ضد الجنوبيين على مدار الوقت.
وحق حبتور وغيره من الشهداء الجنوبيين الذين طالتهم يد البطش الإخوانية الغاشمة لا يمكن أن يذهب سدى، وهو ما أكَّدته القيادة السياسية الجنوبية التي تبدي حرصًا كاملًا على توثيق الجرائم الإخوانية ضد الجنوبيين حتى لا تفلت هذه المليشيات من العقاب.