شهدت محافظة أبين تصاعدًا ملحوظًا في العمليات الإرهابية التي نفذتها الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة، واستهدفت نقاطًا لقوات الحزام الأمني وقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين.
آخر تلك الهجمات الإرهابية نفذها أذناب تنظيم القاعدة واستهدفت نقطة أمنية لقوات الحزام الأمني تابعة لقطاع المحفد.
وفي تصريح لصحيفة الناشيونال الإماراتية - الناطقة باللغة الإنجليزية - أكد الملازم صلاح اليوسفي، نائب ركن التوجيه في قوات الحزام الأمني بأبين، أنه في تمام الساعة العاشرة صباح يوم الأربعاء الماضي هاجمت العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة بقيادة زكي لشعب أمير التنظيم في المحفد الموقع التابع للحزام بمنطقة ضيحمان في المحفد.
وأضاف أن الهجوم أدّى إلى استشهاد اثنين من أفراد الحزام وهما: سالم هادي محمد سعيد، وأحمد سالم سعيد لبغث، وأصاب اثنين من أفراد الحزام، فيما تم أسر اثنين وهما: قيس أحمد عشيش، وحسين عوض الحنشي واقتيادهما إلى جهة غير معلومة.
اليوسفي قال بأن تنظيم القاعدة نفذ الهجوم على جنود الحزام الأمني في ضيحمان بشكل مباغت، حيث وصلت سيارتان نوع شاص وعلى متنها أكثر من 15 من أفراد التنظيم مدججين بمختلف أنواع الأسلحة وأمطروا جنود النقطة بوابل من النيران واستمروا في الاشتباك معهم لفترة قصيرة قبل أن يلوذوا بالفرار باتجاه وادي الخيالة، معقلهم الرئيسي في المحفد، الذي عادوا إليه في الشهرين الأخيرين قادمين من مأرب والبيضاء التي فرّوا إليها بعد تلقيهم ضربات موجعة على أيدي قوات الحزام الأمني والدعم والإسناد في الحملات السابقة منذ 2016.
تحركات مكثفة
نائب ركن التوجيه في قوات الحزام الأمني بأبين أكد في حديثه للناشيونال أن التنظيمات الإرهابية عادت إلى بعض مناطق أبين التي كانت قوات الحزام بقيادة البطل العميد عبداللطيف السيد وقوات الدعم والإسناد بقيادة الشهيد القائد منير اليافعي أبو اليمامة قد طهرتها بشكل كامل من براثن تلك الجماعات الإرهابية المارقة.
أذناب الإرهاب تعود إلى أوكارها السابقة في أبين بتواطؤ من مليشيا الإصلاح
نائب ركن التوجيه المعنوي في قوات الحزام الأمني بأبين الملازم اليوسفي قال في حديثه للناشيونال الإماراتية بأن المئات من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش عادت إلى أوكارها السابقة في وادي الخيالة شرق المحفد ووادي عومران وقرى آل فطحان في مودية. وأفاد اليوسفي بأن تلك العناصر عادت مجددا إلى معاقلها السابقة قادمة من مأرب والبيضاء مستغلة حالة الإرباك الذي أحدثته المواجهات الأخيرة بين قوات المقاومة الجنوبية ومليشيات الإصلاح في شبوة وشقرة بأبين.
وأكد اليوسفي بأن العناصر الإرهابية عادت بقوة خلال الشهرين الماضيين، حيث تشير المعلومات التي تلقتها قوات الحزام الأمني في المحافظة إلى أن تلك العناصر تتحرك بأريحية وبقوة كبيرة وبسيارات وآليات حديثة وبأعداد كبيرة، وهو ما يعكس حجم التنسيق بين تلك العناصر الإرهابية ومليشيات الإصلاح التي تقدمت من اتجاه شبوة إلى شقرة.
اليوسفي قال: "الهجوم الأخير على قوات الحزام يؤكد وبما لا يدع مجالاً للشك مدى التنسيق والتعاون والتخندق في جبهة واحدة بين قوات حزب الإصلاح وعناصر تنظيم القاعدة وباقي الجماعات الإرهابية الأخرى".
تنسيق صريح ولعب على المكشوف
قوات حزب الإصلاح المتدثرة برداء الشرعية المهترئ تستخدم فزاعة القاعدة وداعش لإعادة احتلال الجنوب بعد تحرير أراضيه من قوى الهيمنة في الشمال، فبعد هزيمة الحوثي في 2016 رأت قوى صنعاء بأن الجنوب متجه صوب استعادة دولته الحرة المستقلة، وعلى ضوء ذلك عملت تلك القوى المتمثلة بالإصلاح والحوثي والقاعدة على تقاسم الأدوار لإعادة احتلال الجنوب، واضعة خلافها الداخلي جانبا. وعطفا على ذلك تستخدم مليشيات حزب الإصلاح مسمى القاعدة وداعش لضرب المناطق الجنوبية التي تسيطر عليها القوات الجنوبية المسلحة خصوصا في أبين وعدن، حيث استغلت مليشيات الإصلاح تقدمها إلى شقرة وقامت بتمهيد الطريق لذيول القاعدة وتوفير الممرات الآمنة لهم للعودة إلى معاقلهم السابقة في مودية والمحفد وزنجبار.
إرهاب القاعدة المسيس
من المعلوم بأن جماعة الإخوان في اليمن المتمثلة بحزب الإصلاح أرسلت آلاف المقاتلين في التسعينيات إلى أفغانستان لقتال الروس استجابة لأمريكا، حيث استقطبت الجماعة آلاف العناصر المتشددة وأرسلتهم إلى أفغانستان، ليلتحقوا بالقاعدة العسكرية الأمريكية التي زجت بهم في قتال الروس، ومن تلك القاعدة اشتق مسمى تنظيم القاعدة. وعند عودة تلك العناصر الذين بعثتهم قيادة الإخوان إلى أفغانستان تم ترتيب أوضاعهم في عدن وفُتحت لهم مساجد ومراكز دينية ومنحوا قطع أراضٍ بهدف الحفاظ على تنظيمهم لمواجهة إرادة الجنوبيين، وهو ما يحدث اليوم، حيث حركت قيادة الحزب الإرهابي خلاياها النائمة في أبين وشبوة وعدن لاستهداف الشعب الجنوبي بالعمليات الإرهابية والانتحاريين، حيث كان آخر تلك العمليات استهداف جنود الحزام الأمني بالمحفد الأربعاء الماضي، وقبله قتل القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي بالمحفد ياسر شملق ومرافقه أكرم بن صرعوف في سوق شعبي، وهو ما يؤكد أن تلك العناصر الإرهابية المنضوية تحت مظلة القاعدة وداعش هي في الحقيقة أذناب تابعة لقوى صنعاء وليست عناصر متشددة وإلا لكنا سمعنا عن أي استهداف يطال مليشيات الإصلاح في أبين أو شبوة فهي تدّعي أنها قوات حكومية وتقاتل مع التحالف.
أبين في خطر
القيادي في الحزام الأمني بأبين صلاح اليوسفي لفت، في حديثه لصحيفة الناشيونال الإمارتية الناطقة بالإنجليزية، عقب عملية استهداف جنود نقطة ضيمحان بالمحفد، بأن أبين في خطر في ظل عودة عناصر الإرهاب وتوقف الحملات الأمنية التي كانت تشنها قوات الحزام الأمني بقيادة السيد وقوات الدعم والاسناد بقيادة الشهيد القائد أبي اليمامة.
اليوسفي قال إن قوات الحزام الأمني بأبين بحاجة إلى دعم بالأسلحة الثقيلة والآليات والتدريبات الخاصة لمواصلة دورها في مكافحة الإرهاب.
الإمارات.. وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر
كانت دولة الإمارات العربية المتحدة وجيشها البطل قد أنجزت الكثير في مجال مكافحة الإرهاب جنوب اليمن، حيث استطاعت وفي غضون عامين من تطهير حضرموت وأبين وشبوة وعدن ولحج من العناصر الداعشية وعناصر القاعدة. وبالرغم من استمرار القوات التي بنتها الإمارات في مهامها في مكافحة الإرهاب إلا أن نسف تلك القوات في شبوة واستهداف قوات الحزام بأبين وعدن ومحاولة تدميرها تحت مسمى إخضاعها للحكومة الشرعية سيجهض كل الإنجازات التي حققتها تلك القوات في مكافحة الإرهاب وسيعود الإرهاب إلى محافظات الجنوب مجددًا وبصورة أكبر.