السكن الطلابي الجامعي بمدينة الشعب.. شاهد على فساد رئاسة جامعة عدن

السكن الطلابي الجامعي بمدينة الشعب.. شاهد على فساد رئاسة جامعة عدن

السكن الطلابي الجامعي بمدينة الشعب.. شاهد على فساد رئاسة جامعة عدن
2020-01-08 12:31:23
صوت المقاومة-خاص
صوت المقاومة الجنوبية-إبراهيم البشيري
يعد السكن الجامعي الطلابي في مدينه الشعب الواقع بالقرب من كلية العلوم الإدارية شرق العاصمة واحدًا من أكبر المساكن الطلابية في جامعة عدن، إذ يضم أربع مباني ضخمة تستوعب أكثر من2000 طالب من مختلف المحافظات، إضافة  إلى قاعات ألعاب وملعب كره قدم وآخر كره السلة، ووحده صحية، ومتنفس "حديقة" يوحي بمناظر طبيعية خلابة، وقد تم تأسيسه كضرورة ملحه لردم الفجوة بين الانتقال من مرحله التعليم الثانوي إلى مرحله التعليم الجامعي، ومساعدة الطلاب على الاندماج في مجتمع الجامعة وتهيئه الأجواء الدراسية، وذلك  في عام 1970م بالتزامن مع إنشاء أول نواة لجامعة عدن وهي " كليه التربية ".
وبدلاً من أن يتسم "السكن الطلابي" بالرقي والازدهار ويحظى باهتمام بالغ الشدة من قبل الجهات المختصة وذات العلاقة، والعمل على تطويره ليواكب حاجات واحتياجات الطلاب، فقد حدث العكس، فالسكن الطلابي تحول إلى مغارة تسكنه القوارض والحشرات الزاحفة والقطط، حيث أصبح يفتقر إلى أبسط المقومات الأساسية، فلا ماء ولا كهرباء ولا نظافة، فالمباني متهالكة والخدمات معدومة والنظافة اسم ممنوعًا من الصرف في قانون إدارة السكن.
فساد وإهمال وواقع مزرٍ
 قد يتصور الشخص بأن السكن الجامعي هو ذلك الصرح الجميل - المخصص للكوادر العلمية والطبقة المثقفة - ذات البيئة النقية التي تعطي شعورًا منعشًا للقراءة وأجواء حماسية للتنافس والتعليم، ولكن قد يصاب بالصدمة عند دخوله بوابة السكن فالمكان أشبه بحظيرة حيوانات، أكوام القمامة تنتشر في أرجاء المكان حتى يخال للزائر أن المكان مقلب للنفايات وليس سكنًا لطلاب الجامعة.
أما الحمامات فقد تحوّلت إلى مستنقعات تفيض بما يزكم الأنوف، ناهيك عن تحولها إلى موطن للبعوض أو القوارض التي كانت سببا في انتشار حمى الضنك والملاريا والأمراض الخطيرة، حيث أصيب أكثر من 20 طالبًا بمرض حمى الضنك، منهم طالب فتك به المرض وفارق الحياة، وهذا ما يهدد حياة الطلاب بكارثة صحية.
إن الإهمال الذي يعيشه السكن الطلابي في مدينة الشعب يعبّر عن حالة الفساد الذي يعشعش في أروقة جامعة عدن، فمن غير المعقول أن تلك الغابة الغارقة في مستنقع طفح المجاري والمحاصرة بأكوام القمامة يدعى سكن طلابي لروّاد الجامعة، لا سيما ورئاسة الجامعة تتحصل على ميزانية تشغيلية بمليارات الريالات ناهيك عما تحصله من رسوم التسجيل ورسوم النفقة الخاصة والتعليم الموازي والبرامج التعليمية الخاصة ودعم المنظمات.. فأين يا ترى ذهبت ميزانية الصيانة الدورية للسكن الجامعي؟ 
انفلات واحتجاجات طلابية
بعد الحرب الأخيرة بادر الهلال الأحمر الإماراتي بعملية ترميم السكن الطلابي وتأهيله ليتم افتتاحه في أواخر نوفمبر من العام 2016م، ولكن سرعان ما تدهور السكن الجامعي بسبب عدم وجود صيانة بصورة دورية تعالج المشاكل قبل أن تتفاقم وتستفحل، بل عمّ الانفلات الأمني داخل السكن وشهد عملية سرقة طالت كل مضخات المياه (الدينمات) وكل أغراض عُزب الطلاب من أسطوانات الغاز والمواد الغذائية وتم تحويل أحد مشروع مياه أحد المباني إلى أحد المنازل المجاورة للسكن، ونتيجة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها السكن نظّم المجلس الطلابي بالسكن الجامعي  في 30 سبتمبر من العام المنصرم وقفة احتجاجية سلمية لإسماع أصواتهم وللمطالبة بأبسط الحقوق وتوفير أدنى مقومات البقاء في السكن. 
الطالب "علي سعيد" يقول "إننا لا نستطيع الحصول على كمية قليلة من الماء للوضوء ووصل بنا الحال بأننا لا نجد مكانًا لقضاء الحاجة". ويواصل حديثه بنبرة حزينة "واقعنا مؤلم للغاية لكن لمن نشتكي!"
ويواصل "علي" حديثه قائلا رغم مرور أشهر على خروجنا في وقفات احتجاجية لا يوجد أي تفاعل مع مأساتنا فالفساد أقوى من إرادتنا ولا حياة لمن تنادي، ولا حول ولا قوة لنا الا بالله. 
ومرت الأيام والليالي والأسابيع والأشهر منذ احتجاج الطلاب وكأنهم في زنزانة وسط جزيرة مهجورة لا أحد يسمعهم أو ينظر إلى حالهم، علماً بأن الطلاب قاموا بدفع رسوم لشراء "الدينمات"، وتنظيم حملات ومبادرات لجمع القمامة، ولكن لا تجد من يرفعها ويخرجها إلى المكان المخصص حسب قول الطالب "علي سعيد".
السكن الطلابي ملف في إدراج الانتقالي
تحطمت آمال الطلاب على صخرة تقاعس إدارة السكن، وتقطعت حبال الالتفات إليهم، فاستنجدوا بجهات عدة لإنقاذ واقعهم المتردي والبحث عن جهة تقوم بصيانة السكن، منها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تفاعل بإيجابية مع وضعهم المزري وكلف القيادي بالمجلس د/ عبدالناصر الوالي لجنة للنزول للسكن والاستماع لشكاوي الطلاب والاطلاع على همومهم وذلك بعد لقاء رئيس المجلس الطلابي بالدكتور الوالي. 
بدورها نزلت اللجنة المكلفة من المجلس والتمست حاجة الطلاب، وأعدت تقريرها وإلى اليوم لازال الطلاب ينتظرون أي تحرك من قبل المجلس للنظر في مأساتهم الإنسانية.  
الأمل في البرنامج السعودي لإعادة الإعمار 
ويأمل طلاب السكن الجامعي من أن يكون مبنى السكن ضمن المشاريع التأهيل والصيانة المستهدفة للبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وكذلك ناشدوا رئيس جامعة عدن الدكتور الخضر لصور بأن يضع السكن في قائمة اهتماماته نظراً للفائدة التي تعود على الطلاب خصوصاً من يعيشون ظروفًا مادية صعبة أو يأتون من مناطق بعيدة من عدن.