في الوقت الذي لا زال اتفاق الرياض في حالة موت سريري، بعد إصرار حكومة حزب الإصلاح على إجهاض تنفيذه وقتله في المهد، تستمر مليشيات الإخوان المسلمين في تنفيذ مخططاتها التآمرية على الجنوب، حيث تواصل قيادة المليشيات الموالية للجنرال العجوز علي محسن الأحمر في تحشيدها صوب مناطق الجنوب في شبوة وحضرموت وأبين، وتواصل بناء قواتها في تعز وعلى الحدود الشمالية لمحافظة لحج الجنوبية وتعزيزها بالسلاح والعتاد استعدادًا لمؤامرة جديدة تم الاتفاق عليها مع الحوثيين وبإشراف ودعم من تركيا وقطر.
تحركات مكشوفة
مليشيات حزب الإصلاح الإرهابي استغلت حالة الجمود التي تعتري مساعي تنفيذ اتفاق الرياض وتواصل الدفع بقوات ضخمة من مأرب والجوف إلى شبوة وأبين، حيث دفعت قيادة المليشيات باللواء 161 المرابط في الجوف إلى عتق، وهو لواء يضم قوة كبيرة من عناصر الإخوان المسلمين المؤدلجين الذين يدينون بالولاء المطلق للحزب وقيادته، وجلهم من طلاب جامعة الإيمان وضباط الفرقة الأولى مدرع.
تحشيد متواصل
إلى جانب الدفع بقوات جديدة إلى شبوة وأبين تستمر مليشيات حزب الإصلاح الإرهابي بتحشيد عناصرها المسنودين بعناصر القاعدة وداعش من مأرب والجوف والبيضاء إضافة إلى تجميع عناصر الإرهاب في تعز في معسكر "يفرس" الذي يقوده الإخونجي حمود المخلافي، حيث أفادت مصادر عسكرية خاصة لـصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" أن عناصر تنظيم داعش التي كانت تقاتل إلى جانب القوات الموالية لحزب الإصلاح في تعز اختفت في الأشهر الأخيرة لتظهر مؤخرا ضمن الحشد المليشاوي الذي يقوده حمود المخلافي في منطقة يفرس.
المصادر أكدت أن الكثير من عناصر القاعدة وداعش يتواجدون ضمن مليشيات معسكر المخلافي ومن ضمن تلك الجماعات:
1- جماعة شباب دولة الخلافة الإسلامية بقيادة عبدالمؤمن الزيلعي.
2- كتائب حسم وتسمى أيضاً جماعة حسن – بقيادة عمار الجندبي.
3- جماعة أسود السنة بقيادة ناجي محمد الكولي.
4- جماعة الذئاب المتوحشة بقيادة الحسين بن علي.
5- جماعة إمارة الشريعة بقيادة بلال علي محمد الوافي.
6- لواء القعقاع وموقعه في مدينة تعز.
7- لواء الطلاب – في تعز.
8- لواء الصعاليك بقيادة ماجد مهيوب الشرعبي.
9- لواء عصبة الحق – جماعة منشقة من لواء أبي العباس.
10- كتيبة أبي الوليد.
11- كتائب الكوثر بقيادة وليد الرغيف.
12- مجموعة الملثمين (المقنعين).
سلاح نوعي يصل لمليشيات الإصلاح في شقرة
ضمن التحركات المريبة التي تقوم بها مليشيات حزب الإصلاح مستغلة حالة الركود السياسي في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق الرياض دفع قيادة المليشيات بآليات عسكرية وأسلحة نوعية إلى عناصرها المتواجدة في شقرة، حيث أفاد مصدر في محافظة أبين أن عناصر مليشيات الإخوان تسلمت أسلحة جديدة وصلت خلال أيام الأسبوع الماضي، منها أسلحة رشاشة حديثة، ونواظير ليلية، ومدافع ذاتية الحركة، وصواريخ جراد. وقال المصدر إن أحد أصدقائه الموالين لمليشيات الإصلاح أخبره بأنهم تحصلوا على قطع سلاح كلاشنكوف وكميات كبيرة من الذخائر صُرفت لكل القوة المتواجدة هناك، وقال المصدر بأن صديقه أخبره بأن كمية سلاح كبيرة وصلت إلى شقرة قادمة من عتق تم نقلها على متن باصات وسيارات مموهة بعضها تم إدخالها من شبوة عبر شاصات تحمل "خلايا نحل" للتمويه.
27 طقمًا للواء "الجبولي" الموالي للإصلاح في طور الباحة
ضمن الاستعدادات والتحركات التي تقوم بها مليشيات الإصلاح استعدادا لمحاولة اجتياح جديدة للجنوب وصل 27 طقما قتاليا مدججا بأسلحة متوسطة منها دوشكا روسي ومدافع بي عشرة وشيلكا 23 دعمًا للواء الرابع مشاة جبلي بقيادة الإخونجي أبو بكر الجبولي التابع لمحور تعز، والذي يتمركز في مديريات طور الباحة والمقاطرة والشمايتين بين محافظتي لحج وتعز.
مصادر عسكرية موثوقة في الصبيحة أكدت لصحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" أن الأطقم والأسلحة الجديدة وصلت من تعز كدعم من قوات الإصلاح في محور تعز لتجهيز اللواء الذي سيكون دوره محاصرة قاعدة العند وقطع خط سيلة بلة، جنبا إلى جنب مع الخلايا الإرهابية التي يتم تجنيدها وتدريبها في معسكر "يفرس" بتعز الذي يشرف عليه الإصلاحي حمود المخلافي وتموله قطر. ويأتي ذلك كجزء من المخطط الذي تعمل عليه مليشيات الإصلاح التي تسعى إلى اجتياح الجنوب بقوة كبيرة كمحاولة أخيرة لفرض واقع مغاير لاتفاق الرياض.
تحركات سياسية موازية
كإجراء موازٍ للتحركات العسكرية التي تعمل عليها مليشيات الإصلاح استعدادًا لتنفيذ مخططها لاجتياح الجنوب والقضاء على اتفاق الرياض تواصل حكومة الإصلاح مساعيها لحرف مسار التحالف وتدفع بالأمور نحو تدويل الأزمة في البلد من خلال تحركات مشبوهة لعدد من وزراء الإصلاح والموالين لهم في الحكومة، حيث شهد الشهر الجاري زيارات متكررة لوزراء في حكومة ما يعرف بالشرعية التي يسيطر عليها الإصلاح إلى أنقرة، حيث التقوا بمسؤولين أتراك وقطريين.
تلك التحركات الحثيثة التي تقوم بها حكومة حزب الإصلاح تحاول أن تسابق الزمن لإعلان دخول تركيا وقطر رسميا على خط الأزمة، حيث تسعى قيادة الإخوان المسلمين المسيطرين على الشرعية إلى حرف مسار شرعية الرئيس هادي صوب تركيا لتوجيه طعنة غادرة للسعودية التي تقود تحالف دعم الشرعية في اليمن.
ومن ضمن تلك التحركات كشفت مصادر استخباراتية أن وزير الداخلية الهارب أحمد الميسري أصدر توجيهات سمحت لـ3 دبلوماسيين أتراك بزيارة المهرة الأسبوع الماضي. المصادر رجحت لقاء الدبلوماسيين الثلاثة بالميسري وصديقه صالح الجبواني وعدد من قيادة حزب الإصلاح الذين قدموا من مأرب.
انتظار وترقّب
لا يبدو أن دول التحالف العربي بقيادة السعودية غافلة عن تحركات أذناب الإصلاح الساعية لإفشال اتفاق الرياض والدفع باتجاه مواجهات جديدة في الجنوب، لكن المتابع لردة فعل قيادة التحالف يستغرب الصمت الرهيب الذي تلتزمه قيادة المملكة إزاء التحركات المريبة لوزراء في الشرعية إلى تركيا، ناهيك عن علم قيادة التحالف بعدن لعملية التحشيد المتواصلة التي تقوم بها مليشيات الإصلاح وآخرها الدفع بلواء كامل من الجوف إلى عتق.
وبالرغم من انعدام الرؤية والحيرة الكبيرة التي تعتري البعض من توجهات قيادة التحالف وغض طرفها عن تحركات قيادة الإصلاح وعملائها في الشرعية الرامية لإفشال اتفاق الرياض، إلا أن مصادر خليجية مقربة من دوائر صنع القرار تؤكد أن قيادة المملكة تخوض منعطفا صعبا، إذ تحاول جاهدة ترويض حزب الإصلاح للتوقيع على اتفاق الرياض وإلزام مليشياته بتنفيذه، حيث غردت الكاتبة الخليجية نورا المطيري يوم الخميس الماضي قائلة: "لا أستبعد أن نسمع قريبا خبر توقيع الإصلاح اليمني على تنفيذ اتفاق الرياض، ويتبعه مباشرة صرف الرواتب وحل الحكومة اليمنية وتعيين حكومة جديدة مناصفة بين الشمال والجنوب".
وأضافت: "إذا لم يحدث ذلك، فمن المتوقع أن يتحرك المجلس الانتقالي خطوة كبيرة باتجاه فك الارتباط بعد اجتماع سيجري في الكويت".