يعيش المتقاعدون العسكريون - مَن تم إقصاؤهم قسريا بعد حرب صيف 94 وإحالتهم للتقاعد المبكر دون تسوية معاشاتهم ورتبهم العسكرية نظير خدماتهم وتضحياتهم الجسيمة في ميادين الشرف والبطولة - ظروفًا معيشة واقتصادية صعبة، يعانون خلالها الأمرين برواتب ضئيلة وحقيرة لا تسمن ولا تغني من جوع، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية رغم الوعود التي قطعت من سابق واللجان التي شكلت في معالجه أوضاعهم.
وضع لا يُحتمل
وقال بليل منصور محمد، مساعد أول بحري: "تم إحالتنا قسريا في عام2001م براتب نستحي أن نذكره (27000 ريال). المرة الأولى وُعِدنا في عام2014م حسب توجيهات الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى رئيس الوزراء د.أحمد عبيد بن دغر لتسوية أوضاع المتقاعدين العسكريين الذي تم تقاعدهم قسريًا في فترات متباعدة، وقد شاركت بالعديد من الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات في العاصمة عدن للمطالبة بتسوية أوضاع المتقاعدين الذين حُرموا من حقوقهم المشروعة طيلة عقود من الزمن، ونطالب الحكومة الشرعية بالإسراع بالمعالجة.. الوضع لا يُحتمل".
وعود مطاطية
وأضاف المساعد أول المشرقي سالم رزيق (أب لـ 8 أبناء): "أصبح الراتب الذي نتقاضاه في هذه الأيام لا يكفي لتغطية نفقات الخضروات والسمك فما بالك بباقي متطلبات الحياة الأخرى من راشن ولوازم أخرى تفوق سقف الراتب الشهري الذي نحصل عليه من الدولة بـ29ألف ريال بعد خدمة 30 سنة!".
وأضاف المشرقي: "عندما تطل علينا مواسم الأعياد والمدارس نشعر حينها بعجز شديد في توفيرها، وشُكلت لجان رئاسية وقضائية لمعالجه المتقاعدين العسكريين وقدمنا ملفات وعملوا حلولًا ومعالجات لبعض الضباط وكانت باقي الدفع سوف تنزل تباعا لولا حرب الحوثي على العاصمة عدن في عام 2015، وتم تنظيم وقفات خلال الفترة الأخيرة، وعملوا تصعيدًا في عدن ووعدهم التحالف العربي بحل مشكلة مستحقات وتسوية رتبهم العسكرية، وعلى الحكومة الحالية تحريك قضية المتقاعدين بأسرع وقت ممكن؛ لأنهم يمرون بمرحلة يأس وإحباط، ويضطر البعض في معظم الحالات إلى رهن دفتر المعاش عند الوكالات لحاجته للمال".
حكومة بلا ضمير
وأشار الملازم ثاني حسن يسلم صالح بالقول: "خدمنا في السلك العسكري في عهد الرئيس السابق سالم ربيع علي، وتم إحالتنا للتقاعد القسري بعد صيف حرب 94 براتب ضئيل جدا، وهذا قمة الظلم والإقصاء الذي يتعرض له أبناء الجنوب طيلة العقود الماضية من التهميش والتجاهل".
وأضاف حسن: "تم إنزال أسمائنا ضمن المرشحين للرتب العسكرية والعودة إلى العمل، ولكن كلها وعود هواء وسراب وإلى الآن لم نحصل على شيء، لا ترقية ولا راتبًا نحسّن به المستوى المعيشي لأسرنا. وبعض الضباط يستلمون أربعين ألف لا تجيب كيس أرز مع موجة الارتفاعات والزيادات؛ لأن كبار التجار يتعاملون بالعملة الصعبة والريال السعودي. ونطالب حكومة الشرعية بسرعه تسوية أوضاعنا ورتبنا العسكرية التي حرمنا منها، إذا كانت تشعر بهذا الشعب".
وعود كاذبة
وأشار المساعد اول أحمد عمر صالح بالقول: "نحن ضمن الضباط المتقاعدين قسريا، ويوجد لدي أسرة كبيرة، ونتحصل على راتب حقير لا يساوي شيئًا مع موجة الطلوع وليست النزول، أسعار في السلع والمواد الاستهلاكية المختلفة الذي يتم استيرادها بالعملة الصعبة والريال السعودي مقابل انهيار العملة الوطنية في عملية البيع والشراء، وهذا يضر بالمواطن ومستوى دخله وخصوصا شريحة المتقاعدين العسكريين الذين يعانون الأمرين لضعف رواتبهم، والحكومة تقف موقف المتفرج أمام هذه المعاناة الذي يعيشها المتقاعد ويتجرع مرارتها، ومن معهم وساطات وعلاقات قوية مشت أمورهم وحصل على ما يريد من تسويات ورتب عسكرية بدون تعب أو جهد، ومن هو بلا وساطة له الله! والدولة لم تقدر جهودنا وخدماتنا طيلة السنوات الماضية في الميدان.. مع أننا قدمنا العديد من الملفات للجان الرئاسية إلا أن وعودها ذهبت أدراج الرياح".
لا يغطي المصاريف اليومية!
وعبر الملازم ثاني علي حيدرة مقبل قائلاً: "تقاعدنا عن العمل في عام96، أي بعد الحرب بسنتين، ومنذ ذلك الحين لم يتم معالجة أوضاعنا المعيشية وتسوية رتبنا العسكرية، وأُرهقنا من كثرة المتابعة والجري عند اللجان الوزارية والرئاسية، حيث وصل البعض منا إلى مرحلة يأس وإحباط بينما البعض الآخر بحثوا عن وساطات للوصول إلى غايتهم بطريقة خاصة وهم جالسين في البيوت ونحن صابرون على الله".
وأضاف: "نناشد رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقيادة الأركان العامة بسرعة معالجة أوضاع المتقاعدين العسكريين في الجنوب الذين حُرموا من مستحقاتهم لسنوات وتقدير جهودهم في أصعب الأيام وأصبح الراتب الذين يتقاضونه لا يغطي النفقات الصرفية اليومية".
معاناة لا تنتهي
ومن جانبه قال المساعد أول علي القدمي: "مشكلة المتقاعدين قسريا من أصعب المشاكل وأعقدها على مستوى محافظات الجنوب؛ لأن الرتب والتسويات أخذها الضباط والجنود الشماليون الذين يحصلون على ما يريدون بلا تعب ولا عناء، وعلى مدى الحكومات المتعاقبة عانى أفراد وصف وضباط الجيش الجنوبي من التهميش والإقصاء في المراحل الماضية، ومع الغلاء الفاحش أصبح الكثير يعيشون أوضاعًا مأساوية في الأيام العادية، فكيف في مواسم رمضان والأعياد؟ ناهيك على طلبات المنزل الكثيرة والمتعددة التي تصيب الواحد بالجنون! وقمنا بتنفيذ العديد من الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بحقوقنا المسلوبة التي كفلها لنا الدستور والقانون".