شهدت العاصمة عدن حملة أمنية واسعة استهدفت منع حمل السلاح وحظر الدراجات النارية والمركبات غير المرخصة وغير المرقمة، حيث كانت قوات طوارئ أمن عدن ومراكز الشرطة وقوات العاصفة والدعم والإسناد والحزام الأمني قد نفذت انتشارا أمنيا موسعا ابتداءً من صباح الأحد الماضي، شمل غالب أحياء وشوارع مديريات العاصمة عدن بغية حفظ الأمن والقضاء على ظاهرة حمل السلاح ومنع حيازته خارج إطار القانون وحظر تجول الدراجات النارية التي استغلتها الجماعات الإرهابية في تنفيذ عملياتها الإجرامية.
ومع بدء تنفيذ الخطة الأمنية احتجزت القوة المشتركة المكونة من شرطة العريش وقوات القطاع الشرقي التابع للحزام الأمني بمديرية خورمكسر العشرات من الدراجات النارية غير المرقمة تم احتجازها تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق أصحابها المخالفين.
كما انتشرت قوات طوارئ أمن عدن وقوات العاصفة والحزام الأمني قطاع المنصورة وبالتعاون مع مراكز الشرط وإدارة شرطة المرور في عدد من الجولات في شوارع مديريات الشيخ عثمان ودار سعد والمنصورة، وتمكنت هي الأخرى من ضبط عدد كبير من الدراجات النارية وعدد من السيارات الغير مرقمة والسلاح الغير مرخص كان بحوزة عدد من الأشخاص بدون تصاريح رسمية.
فيما نفذت قوة مشتركة من شرطة البريقة وقوات اللواء الأول دعم وإسناد حملة أمنية مماثلة في شوارع المديرية والنقاط الأمنية، ونفذت عملية انتشار واسعة في طرقات المدينة وأبلغت أصحاب المحال التجارية بضرورة تركيب كاميرات مراقبة على المحلات، وضبط أيضا العشرات من الدراجات النارية المخالفة.
النقيب: الأجهزة الأمنية ستتعامل مع المخالفين بكل حزم
وفي ذات السياق أكد المتحدث الرسمي باسم إدارة أمن عدن النقيب عبدالرحمن النقيب، أن إدارة أمن عدن وأجهزتها الأمنية إلى جانب ألوية الدعم والإسناد والحزام الأمني وكتائب حزم وقوات العاصفة وستتعامل بكل حزم مع كل من يحمل الأسلحة بطريقة غير قانونية وبدون ترخيص رسمي، وسوف تستمر في تطبيق الخطة الأمنية على المخالفين وستقوم بمصادرة الأسلحة التي سيتم ضبطها عبر الإجراءات القانونية المعهودة.
ودعا النقيب المواطنين بالعاصمة عدن إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإسهام في إنجاح الحملة الأمنية باعتبارها أحد أهم ركائز تعزيز الأمن والاستقرار في العاصمة عدن.
إدارة المرور بالعاصمة عدن تطلق حملة حجز السيارات غير المرقمة
من جهتها أطلقت شرطة السير بالعاصمة عدن حملة موازية هدفت إلى حجز المركبات غير المرخصة وغير المرقمة حيث دشن العقيد/ جمال ديان مدير عام شرطة السير بعدن، والنقيب/ كرم المشرقي قائد القطاع الثامن حزام أمني الشيخ عثمان، والأخ/ فهيم عوض عباد رئيس لجنة الخدمات م/الشيخ عثمان، صباح الأربعاء، حملة احتجاز المركبات غير المرقمة ابتداءً من مديرية الشيخ عثمان لتشمل مديريات عدن، وتهدف الحملة إلى فرض النظام والقانون وإلزام سائقي المركبات والسيارات بعمل الإجراءات اللازمة لترقيم المركبات المختلفة.
وخلال التدشين للحملة أكد العقيد جمال ديان، مدير عام شرطة السير عدن، بأن الحملة ابتدأ تدشينها في مديرية الشيخ عثمان والذي تأتي بتوجيهات اللواء شلال علي شائع مدير عام أمن عدن بتنفيذ حملة لاحتجاز المركبات غير المرقمة والتي لقيت ارتياحًا واسعًا بين المواطنين وسائقي السيارات والتي كانت نتائجها إيجابية بإقبال شديد من المواطنين لترقيم المركبات، داعيا الجميع إلى تكثيف جهودهم لتنظيف محافظة عدن من الشوائب الغريبة والدخيلة على المحافظة.
حملة أمنية لتنظيم شوارع صيرة
إلى ذلك نفذت القوات الأمنية حملة أمنية يوم الأربعاء الماضي استهدفت الفرشات والبسطات وتنظيم الفرزات في مديرية صيرة بالعاصمة عدن.
وقامت الحملة بنقل كافة الفرشات من أسواق مدينة كريتر ونقلها إلى سوق السيلة، نظرًا لما تسببه تلك الفرشات من تضييق للشوارع وإحداث زحمة خانقة في المدينة.
وقامت بتنظيم فرزات الأجرة والباصات وألزمت مالكيها بالتقييد بالمواقع الذي تم تخصيصها، حيث تم نقل فرزة الأجرة إلى السيلة، حيث وتم تخصيص فرزة (صيرة - العيدروس) عند مجمع الخليج مول وفرزة الميدان.
وقامت القوات الأمنية أيضا بتطبيق نظام منع الدراجات النارية والسيارات الغير مرقمة لأجل الحفاظ على الأمن والسكينة ولتطبيق القرار الصادر بهذا الخصوص من قياده الدعم والإسناد ليشمل كل مديريات عدن.
وكانت الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن قد ضبطت المئات من المركبات والدراجات النارية الغير مرقمة في عموم مديريات العاصمة عدن، وذلك وفقا لتوجيهات مدير أمن عدن اللواء الركن/ شلال علي شائع لتنفيذ مراحل الخطة الأمنية الهادفة إلى تأمين العاصمة وضواحيها.
ارتياح شعبي للحملة ومطالبات باستمرارها
ولاقت الحملة الأمنية التي انطلقت على نطاق واسع في العاصمة عدن واستهدفت إنهاء مظاهر حمل السلاح غير المرخص وحظر الدراجات النارية وحجز السيارات والمركبات غير المرخصة ارتياحًا شعبيًا واسعًا في أوساط الناس في العاصمة عدن الذين طالبوا باستمرار الحملة لترسيخ مداميك النظام والقانون واستتباب الأمن في العاصمة عدن بعد سلسلة الاغتيالات التي طالت العديد من القيادات الأمنية.
صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" رصدت آراء المواطنين تجاه الحملة، البداية كانت مع الأخ حسين الحريري عضو لجنة المسابقات في الاتحاد اليمني لكرة القدم، حيث قال: "هذه الحملة لها أهمية بالغة في تثبيت الأمن والاستقرار في عدن كون الدراجات النارية تستخدم العمليات إرهابية واغتيال الكوادر الأمنية، كما تستخدم لعمليات التقطعات والسرقة، ونتمنى من قيادة الأمن أن تستمر في الحملة وأن تضرب بيد من حديد كل من يخالف الحملة". ثم يردف الحريري قائلا: "من المفترض أن تقام هذه الحملة في وقت مبكر، كونها ذات أهمية كبيرة، فعدن أصبحت غابة وقرية في وجود الدراجات النارية، كما تشكل إرباكًا للمشهد المروري في عدن، ناهيك عن عمليات السرقة والاغتيالات التي تستخدم بها الدراجات النارية، ولكن أن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي إطلاقا. نتمنى استمرار الحملة ويتم تثبيت الأمن، ونتمنى عودة الوجه الحضاري لعدن".
خطوة جبارة
تقول الأخت ربا الهدار، ناشطة اجتماعية: "الحملة الأمنية حملة ممتازة وخطوة جيدة نحو الاستقرار واستتباب الأمن في عدن، فهي تسهم في الحد من الجريمة من خلال ضبط الدراجات النارية التي عادة ما تستخدم في الاغتيالات وعمليات التقطع والسرقة بالإضافة إلى ضبط السيارات غير المرقمة".
ويقول المواطن أحمد نعمان: "الحملة خطوة جيدة باتجاه الطريق الصحيح في ضبط الأمن واستقرار المدينة، فقد عانت مدينة عدن من ويلات الحرب قبل التحرير وبعد التحرير ومازالت مدينة مفخخة بالأحداث الدامية والاشتباكات المسلحة حتى أصبح المواطن يخاف مغادرة منزله ويعود جثة هامدة جراء انتشار السلاح وانتشار الدراجات النارية، فعدن أصبحت ساحة للاقتتال فنحن مع هذه الخطوة الأمنية ونتمنى استمرارها".
لا جدوى من الحملة ما لم تستمر
يرى المواطن مسعود محمد عدم جدوى الحملة في حال عدم استمراريتها قائلا: " لا جدوى من هذه الحملات الأمنية في حال انقطاعها فهذه الحملات لا بد أن تستمر وأن تصبح ضمن أعمال الأمن وأولوياته الرئيسية في مهامه الأمنية، فيكفينا اقتتالًا وتفجيرًا، وعلينا أن نولي هذه المدينة اهتمامًا أكبر لما لها من أهمية عظمى".
حملة طال انتظارها
يقول الأخ ميعاد علي: "نرحب بهذه الحملة التي طالما انتظرناها، فهي خطوة فاعلة في القضاء على الخلايا الإرهابية والحفاظ على المظهر الجمالي والحضاري للمدينة من خلال تنظيم سير الدراجات النارية ومنع ظاهرة حمل السلاح التي أربكت الحركة المرورية في المدينة".
الحملة يجب أن تستمر
بينما يقول العم محمد حيدرة: "لقد أُغرقت المدينة بالفوضى، ليست فقط الدراجات النارية أيضا بالأسلحة والمجاميع المسلحة المتعددة والتي لا نعلم لأي لواء ينتمون، فالحملة لابد أن تكتمل أركانها لتتضمن أيضا الأسلحة وكذا اللباس العسكري بالإضافة إلى المركبات غير المرقمة وإيقاف السيارات ذات العاكس وتنظيم توافد النازحين ومراقبة تحركاتهم وذلك كله سيسهم في استتباب الأمن وعلى هذه الحملات أن لا تكون حملات موسمية لدر الرماد على العيون لابد أن تستمر وتدرج ضمن قائمة أعمال الأمن في عدن وإلا لن تؤتي ثمارها".
خطوة موفقة لإنهاء العبث بأمن العاصمة
يؤيد المواطن إبراهيم عبد الرب الحملة الأمنية قائلا: "نحن نؤيد هذه الحملة والحملات السابقة فجميعها تصب في خدمة ومصلحة المواطن في القضاء على الجريمة وتسهم في استباب الأمن والقضاء على الخلايا الارهابية التي تعبث في امن عدن فنتمنى استمرار هذه الحملات".
قائد الحزام الأمني: الحملة مستمرة بتوجيهات من الرئيس الزبيدي
وفي الحديث عن الحملة الأمنية أكد قائد الحزام الأمني وضاح عبد العزيز "أن الحملة الأمنية لمنع حركة الدراجات النارية والمركبات غير المرقمة ومصادرة السلاح غير المرخص مستمرة بوتيرة عالية وبنجاح كبير على مستوى جميع مديريات العاصمة عدن الثمان".
وأوضح قائد الحزام بعدن أن أعدادًا كبيرة من الدراجات النارية تم احتجازها خلال الحملة، مؤكدا أن الإحصائية الدقيقة والنهائية بإجمالي ما تم ضبطه واحتجازه من الدراجات المخالفة سوف يُعلن عنها في وقت لاحق، لافتا إلى أن هناك تنسيقا بين قيادة الحزام ومدير شرطة السير بعدن لتسليمه الدراجات النارية التي جرى احتجازها، وذلك لاتخاذها الإجراءات اللازمة لترقيمها وتنظيم آلية خطوط سيرها وتحديد أوقات حركتها. وأعلن القائد الأمني وضاح عمر "أنه يجري حاليا الترتيب والاستعداد لعقد اجتماع تحضره جميع الجهات والأجهزة المشاركة بالحملة الأمنية إضافة إلى السلطتين المحلية والقضائية وإدارة السير بعدن ".لافتا إلى أن الاجتماع المرتقب لتلك الجهات سوف يكرس لتقييم سير الحملة الأمنية ووضع المقترحات الأمنية بشأن عدد الدراجات النارية التي سيتم السماح لها بالحركة داخل مدينة عدن والجهات المستخدمة لها وكذا اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوقيف استيراد الدراجات النارية نهائيا عبر المنافذ البرية والبحرية. وأشار القائد عمر "أن الحملة الأمنية الجاري القيام بها تنفيذاً لقرار قيادتي التحالف العربي والدعم والإسناد ومتابعة وتوجيه من سيادة الرئيس عيدروس الزبيدي وقائد معسكر الشعب محسن الوالي ومدير أمن عدن اللواء شلال علي شائع، كما لقيت أيضا موافقة ودعم السلطتين المحلية والقضائية بعدن".