استطلاع ميداني..من بتار إلى مشارف الحشا.. السيوف البتارة تقطع دابر الغزاة وتردّ كيدهم في نحورهم

استطلاع ميداني..من بتار إلى مشارف الحشا.. السيوف البتارة تقطع دابر الغزاة وتردّ كيدهم في نحورهم

استطلاع ميداني..من بتار إلى مشارف الحشا.. السيوف البتارة تقطع دابر الغزاة وتردّ كيدهم في نحورهم
2019-12-02 15:25:32
صوت المقاومة/خاص_فؤادي جباري
 
 في قمم الجبال الشاهقة، وفي السهول والوديان على امتداد الحد الشمالي لمحافظة الضالع الأبية، يواصل الأبطال ملاحم الصمود ذودًا عن حياض الأرض والعرض والدين، يتحدون وعورة التضاريس وقسوة البرد القارس، وينسجون من جراحاتهم وأوجاعهم أسباب الصمود في وجه الغزاة.
في منطقة الحرة على امتداد السهول البعيدة شمال شرق الحشا غرب منطقة بتار - شمال الضالع - حيث تتواجد كتيبة من مقاومة المشاريح بقيادة البطل مروان العشوي.
"صوت المقاومة الجنوبية" واصلت زياراتها الميدانية لتقتفي خطى الوحوش الكاسرة في القفار العنيدة غرب بتار، هناك اقتربت كاميرا الصحيفة من مرابض الأسود لتنقل لمحة من تفاصيل ملاحم الكرّ في ميادين الشرف والبطولة شمال الضالع.
في جولتنا الاستطلاعية توغلنا بين الأبطال بحذر، فالعدو الجبان يتمترس على قمم الجبال المحاذية للحشا بعد أن تراجع إليها يجر أذيال الهزيمة التي ألحقها الأبطال بمليشياته مطلع أكتوبر الماضي ولازالوا يلاحقون فلولها قدمًا باتجاه إب.
اقتربنا من صناديد الفداء وتحدثنا إليهم وسط أزيز الرصاص ولعلعة البنادق، ومن على مشارف خط النار الأول في "الحرة" نقلنا رسائلهم. وفي مستهل جولتنا تحدثنا إلى الجندي عثمان محمد حسن والذي كان مشغولا يفحص سلاحه ويتفقد جاهزيته.
البطل عثمان قال: "هذه الأرض غالية على قلوبنا، وسنفتديها بأرواحنا وبدمائنا، نعشق ترابها حتى النخاع، ولن تهون يوما ونحن على قيد الحياة". وأضاف: "لم نكن يوما ممن يبحث عن الرتب والمراتب، ولكننا جيل تربينا على العزة والكرامة وجُبِلنا على حب الأرض التي وُلِدنا وترعرعنا على ترابها، ومثلما ذاد آباؤنا عنها وافتدوها بأرواحهم سنكون على خطاهم".
الجندي البطل عثمان أرسل رسالة شكر إلى الرئيس القائد عيدروس الزبيدي تعبيرًا عن تقديره وزملائه للاهتمام والرعاية التي يوليها الرئيس القائد بأبنائه المقاتلين.
صامدون صمود الجبال ومن يراهن على كسر صمودنا فهو واهم
حديثنا التالي كان مع الجندي البطل أحمد محمد صالح عبدول، وهو قيادي ميداني في جبهة بتار المشاريح، تحدث إلينا بينما كان مشغولا يراقب تحركات العدو من مترسه الشبيه ببرج المراقبة، قائلا: "صامدون.. صامدون، ومن يراهن على كسر صمودنا فهو واهم، نحن نقاتل دفاعا عن أرضنا وأعراضنا وديننا، وهل هناك ما هو أغلى من الأرض والعرض والدين؟ كلا"..
وأضاف: "سنذود عن وطننا، وسنضحي بكل ما نملك لنعيش بكرامة، والله لن نسمح للمجوس أن يدنسوا تراب أرضنا ولو أن نُفنى جميعا". وأردف البطل عبدول بالقول: "من هنا، من خطوط الاشتباك شمال الضالع أقول للغزاة المعتدين من المجوس والإخونج: راجعوا حساباتكم، واعلموا أن الجنوب ملك الشعب الجنوبي، عودوا إلى بلادكم واحكموها كيف شئتم، أما الجنوب فلن يكون لكم فيها موطئ قدم بعد اليوم".
الجندي البطل أحمد علي محمود، أحد أبطال كتيبة العشوي في موقع "الحرة" بتار المشاريح، تحدث إلينا مستهلا حديثه بتهنئة القيادة السياسية للجنوب ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي بمناسبة الذكرى الـ52 ليوم الاستقلال.
البطل أحمد قال: "من هنا من موقع الحرة على خطوط التماس نهنئ قيادتنا السياسية البطلة بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، ونقول له: امضِ ونحن جنودك، نعاهدك على مواصلة المسير على خطى الشهداء، ولن نكون إلا حيث يريدنا الوطن وقيادته". 
وأردف بالقول: "رسالتي لجرذان الحوثي، أقول لهم: كفاكم عنادًا ومغامرةً، انظروا إلى جبال الضالع الشامخة وستخبركم أننا ولِدنا من صلب صخورها القاسية، ولن نلين ولن نتزحزح وسنواصل ملاحقتكم حتى نعيد من تبقى منكم إلى جحوركم في كهوف صعدة".
في جبهة بتار آليات العدو حوّلها الأبطال إلى حطام
في موقع الحمرة غرب بتار يتناثر حطام مجنزرات الغزاة ومدرعاتهم، مدافع وعربات بي إم بي مجندلة هنا وهناك بعد أن أحرقها صناديد الجنوب وحوّلوها إلى حطام سيظل شاهدا على حجم الهزائم التي تجرعتها المليشيات على تخوم مناطق حجر والفاخر.
المثير للإعجاب أن تجد بقايا تلك الترسانة التي كانت تُحرق الأرض بحممها وتقتل الأبرياء من سكان المناطق المحاذية لخطوط النار في حجر وقد حولها الأبطال إلى متارس ومخازن للزاد والعتاد.
واصلنا التوغل بين متارس الأبطال للحديث معهم، حيث كان المتحدث هذه المرة الجندي البطل عبدالحكيم محمد صالح، قائد موقع الحرة، عبّر عن شكره وتقديره لموفد صحيفة "صوت المقاومة الجنوبية" الذي خاطر بحياته ووصل إلى موقع الحرة المواجه لمتارس العدو. 
القائد البطل عبدالحكيم قال: "نحن هنا صامدون صمود هذه الجبال التي تحيط بنا، قدرنا في هذه الحياة أن نعيش ثوارًا أحرارًا لا نقبل الذل والمهانة وسنواصل تقدمنا لنجتث هذه الفئة الباغية التي أهلكت الحرث والنسل وعاثت في الأرض فساداً". 
أبطال موقع الحرة: عقدنا العزم على التقدم صوب إب لنخلص أهلها من ذلك الظلم والبطش
المقاوم البطل الجندي سعيد محمد أحمد تحدث هو الآخر عن جبهة شمال الضالع التي لازالت مشتعلة في الوقت الذي توقفت فيه المعارك في مختلف الجبهات.
سعيد قال: "في البداية نتوجه بالشكر الجزيل للرئيس القائد عيدروس الزبيدي على دعمه المستمر لكل الجبهات، ونؤكد أننا عازمون على مواصلة معركة العزة والكرامة حتى نحرر المناطق المجاورة للضالع من دنس المجوس". وأضاف: "هؤلاء القتلة يواصلون جرائمهم ضد الأبرياء، يقتلون الأطفال والنساء والكهول، يهدمون منازل البسطاء على رؤوس ساكنيها، ولذلك نحن عقدنا العزم على التقدم صوب إب لنخلّص أهالي المناطق المجاورة من ذلك الظلم والبطش الذي يتعرضون له على أيدي تلك العصابة".
رضعنا الكرامة مع حليب الأمهات وهيهات للضالع أن تذل وفينا عرق ينبض
محمد ناجي عبيد، أحد الجنود الأبطال المرابطين في موقع الحرة، وجدناه وهو يقوم ببناء مترسه الذي قال إنه أصبح منزله ومأواه - حسب قوله.
البطل محمد قال: "يعتقد الواهمون بأن طول الحرب وخبث الاستهداف الذي تتعرض له الضالع يهزم أبناءها ويجبرهم على التراجع، متناسين بأن الحرب نزهة بالنسبة لأبناء هذه المحافظة التي تزخر بالأبطال". 
وأضاف: "رضعنا الكرامة مع حليب الأمهات، وهيهات للضالع أن تُذل وفينا عرق ينبض، أرواحنا ودماؤنا وهبناها لله خالقها وحيا لداعي الموت في درب الجهاد".
نهنئ قائدنا الرمز "الزبيدي" ونحن جيشك الذي لا يُهزم بإذن الله وسنكون رهن إشارتكم.. وللحوثيين نقول: والله لن نترككم وسنلاحقكم إلى جحوركم في كهوف مران
تحدثنا إلى الجندي عبدالله صالح ناجي، وبروح معنوية تناطح السحاب تحدث عبدالله قائلا: "اليوم هنا وغدا في إب، ونعاهد شعبنا أننا لن نعود إلا بعد تحرير إب، فهؤلاء الروافض قد طغوا وتجبّروا وآن الأوان لنقطع دابرهم ونريح البلاد والعباد من شرورهم". 
العقيد عبدالله صالح قاسم من اللواء سادس صاعقة تحدث هو الآخر مؤكدا أن جبهات الضالع تحرسها وحوش كاسرة لا يوجد في قاموسها غير النصر.
العقيد عبدالله قال: "وصلنا إلى هنا لتعزيز القوات المتقدمة ونتأهب للتقدم صوب مناطق العود لتخليص إخوتنا سكان مناطق العود من دنس الغزاة، وعبر صحيفتكم نهنئ قائدنا الرمز البطل/ عيدروس الزبيدي ونقول له: نحن جيشك الذي لا يهزم بإذن الله، ونحن ذراعك اليمنى وسنكون رهن إشارتكم دوما وأبداً.. وللحوثيين نرسل رسالة ونقول لهم: والله إننا لن نترككم وسنلاحقكم إلى جحوركم في كهوف مران". 
متارسنا بيوتنا ولن نتراجع ولن نتزحزح بل سنواصل التقدم صوب العود وإب نصرة للمستضعفين ممن سلبتهم المليشيات الرافضية حق الحياة ولن نكون إلا دعاة حق 
الجندي ماجد أحمد ناجي، أحد أشاوس اللواء السادس صاعقة، اقتربنا منه بينما كان مشغولا ببناء بعض التأمينات لتحصين الموقع الذي يتواجد فيه.
البطل ماجد قال: "متارسنا بيوتنا، ولن نتراجع ولن نتزحزح؛ بل سنواصل التقدم صوب العود وإب نصرة للمستضعفين ممن سلبتهم المليشيات الرافضية حق الحياة". ويضيف: "حربنا طويلة مع الغزاة وسنخوضها بكل بسالة دفاعا عن الأرض والدين والعرض ونصرة للمستضعفين، ولن نكون إلا دعاة حق سننتصر لأرضنا وقيمنا وسنقاتل من يحاول المساس بأرضنا حتى آخر قطرة من دمائنا".
الجندي محمود محمد عبدالله، بطل آخر من أبطال اللواء السادس صاعقة، قابلناه في مترسه في موقع الحرة غرب بتار، محمود كان مشغولا بمراقبة تحركات العدو والرد على مصدر النيران التي يطلقها الغزاة على مواقع الأبطال في موقع الحرة بين الفينة والأخرى.
البطل محمود قال: "إننا خرجنا جهادا في سبيل الله دفاعًا عن الأرض والعرض والدين، ومن يُقتل منا فهو شهيد بإذن الله، لم نعتدِ على أحد، هؤلاء أتوا بكل حقدهم وبغيهم من أقاصي شمال الشمال إلى الجنوب ليقتلوا الأبرياء ويهجّروا الآمنين من بيوتهم، فقتالهم واجب". 
سنكون الصخرة التي تتحطم عليها فلول المليشيات بإذن الله وقد رأوا كيف تكدست جثث كلابهم في شعاب مناطق شمال الضالع والأيام القادمة أشد وبالاً عليهم وسيرون ذلك بأم أعينهم قريبا بإذن الله
الجندي البطل عبدالرقيب محسن صالح، من مترسه المتقدم تحدث لموفد الصحيفة قائلا: "نحن جنود الله في أرضه، خرجنا لردع الروافض البغاة دفاعًا عن أرضنا، وسنكون الصخرة التي تتحطم عليها فلول المليشيات بإذن الله، وقد رأوا كيف تكدست جثث كلابهم في شعاب مناطق شمال الضالع، والأيام القادمة أشد وبالاً عليهم، وسيرون ذلك بأم أعينهم قريبا بإذن الله".
في ختام جولتنا الاستطلاعية التقينا بالبطل عمار مقبل عبدالله العبيدي، ضابط في اللواء السادس صاعقة، والذي قال إن الأيام القادمة ستكون حاسمة.
"نحن في أتم الجاهزية وستكون لنا كلمة الفصل في القريب العاجل بإذن الله". وأضاف: "هاجَموا حدود الضالع بكل قوتهم معتقدين بأنهم سيثأرون لهزيمتهم النكراء في 2015؛ لكنهم تاهوا في شعابها ولم يعد منهم إلا القليل من الجرحى والأسرى".