توفيق جوزليت :الانتصار هو ما ينجز بعد التوقيع؟

توفيق جوزليت :الانتصار هو ما ينجز بعد التوقيع؟

كتب //
توفيق جزوليت
كبير مراسلي محطة MBC سابقا
أستاذ القانون و العلاقات الدولية حاليا بكلية الحقووق
هل فعلا بدأت مسيرة الانعتاق و استعادة الجنوبيين لدولتهم؟..إلى أي مدى السعودية مصرة على تطبيق بنود اتفاق جدة بحذافيره؟. ..وًما هو موقع محافظة حضرموت في المعادلةالسياسية الجديدة  للحفاظ على وحدة الصف الجنوبي؟....و ما هي الخطوات و المراحل الأساسية التي يجب على المجلس الانتقالي اتخادها لتحقيق  الاستقلال المنشود؟
لا شك أن الفرح  عم أرجاء المحافظات الجنوبية الستة، إذ أن توقيع اتفاق الرياض أعاد الأمل إلى نفوس الجنوبيين التواقين الى السلم و السلام و إعادة ترتيب بيتهم الذي أصابه الدمار و الإهانه لعقود من الزمن .غير أن هاته الأجواء المفعمة بالتفاؤل تضم في طياتهاأسئلة مشروعة  يطرحها الرأي العام في جنوب اليمن ،(الجنوب العربي كما يحلو للجنوبيين تسمية منطقتهم)في ضوء اتفاق الرياض بأبعاده الأمنية المتمثلة في حضور عسكري سعودي واضح المعالم،و البعد القانوني الذي يتميز به  هذا الاتفاق ،والتخوف من عدم الإلتزام بتطبيق هذا الاتفاق من قبل أطراف محسوبة على الشرعية .إضافة إلى الدور الذي يجب أن يضطلع به المجلس الإنتقالي الجنوبي في تعزيزالجبهة الداخلية الجنوبية و تقويتها،.
تقوية الجبهة الداخلية  عامل حاسم للمضي قدما نحو الإستقلال ، لأنها تدعم موقف فك الإرتباط من وجهة القانون الدولي، الذي لا  محالة، سيلجأ إليه الجنوبيون لاحقا للمطالبة باستعادة دولتهم بعد فشل الوحدة الإندماجية مع  صنعاء....ثم المرور من عقلية الحراك  إلى مفهوم الدولة و مايتطلب ذلك من إعادة  صياغة سياسة وطنية جنوبيةيساهم في بلورتهاأبناء الجنوب من كفاءات في مختلف مناحي الحياة المعيشية  و الاقتصادية والإعلامية والجيوسياسية خصوصا مع محيطها الخليجي  .
إن المسؤولية التاريخية الملقاة على المجلس الانتقالي الجنوبي صعبة للغاية و لكنها قطعا غير مستحيلة،لذلك  فهي تتطلب من وجهة نظري المتواضعة التركيز على المثلث التالي :
- تقوية الجبهة الداخلية من خلال إشراك القوى السياسية الجنوبية في صياغة العمل الوطني الجنوبي و متطلباته الأساسية بهدف تحقيق الهدف الاستراتيجي ألا و هو الاعلان عن دولة مستقلة في المحافظات الجنوبية الستة ،مع كل ما يتطلبه من إعادة الإعتبار الى الجماهير الجنوبية، و إشراك محافظة حضرموت في القرارات لمنع المؤامرات التي بدأت ملامحها تطفو في الافق 
-صياغة سياسة إعلامية  تتماشى مع توجهات القيادة السياسية الجنوبية التي تهدف الى  الاستقلال ...سياسة تعطي لهذا الاعلام بعدا يتجاوز حدودالجنوب ليصل إلى أنحاء المعمور ، و الهدف منه التعريف بالجنوب و قضيته.
-بجب اعتبار المرحلتين الأولى و الثانية بمثابة مرحلة انتقالية تؤسس للمرحلة الثالثةو الحاسمة يجب تناولها بعد نجاح المرحلتين المذكورتين أعلاه، و استباب الامن في ربوع الجنوب ككل ، و من ثم الاستعداد للمطالبة بفك الإرتباط و دعم إ قليمي من  خلال دول الجوار و آخر دولي من خلال الأمم المتحدة. 
على الشعب الجنوبي و قيادته السياسية أن يدركان معا أن القانون الدولي سوف يدعم مساعيه في الإستقلال ،لأن الجنوب له جميع مكونات الدولة التي يقرها القانون الدولي و تمارسها الأمم المتحدة....هذا الموضوع سابق لأوانه   حاليا سوف أتناوله بالتحليل في الوقت المناسب بإذن الله.