كتب سعيد عبد الله
لماذا فشل علي محسن والإخوان في الشمال وعجزوا عن إحداث أي إختراق للمجتمع الذي حكموه عشرات السنين وكانوا هم قياداته قبلية ودينية وعسكرية وأمنية؟
الأسباب متعددة لكن أهمها هو غياب المشروع المختلف والمضاد لمشروع الحوثيين..
مشروع الحوثي هو مشروع إيران إذ يحكم المرشد على الحقيقة شكل الجمهورية والرذاسة المنتخبة للدولة
جمهورية ورذيس وانتخابات ووزراء وجيش لكن الحكم الحقيقي لرجال الدين من خلف هذا الستار الشكلي
ولدي المرشد ورجال الدين قوات عسكرية هي الأهم والاقوي تتمثل بالحرس الثوري كما أن سلطتهم كاملة على الهياكل الرسمية للقوات العسكرية المتمثلة في الجيش الإيراني..
هذا المشروع السياسي الديني هو نفسه مشروع جبهة علي محسن وتنظيم الإخوان وليس جديداً فهو شكل الحكم منذ عشرات السنين في الشمال
كل الناس في الشمال تعرف هذه الحقيقة وتفهم سطوة وسيطرة علماء ودعاة الجماعة على معسكرات وقوات مسلحة وسيطرتهم على مفاصل مهمه في الدولة ونظامها التشريعي وزارات مهمه كالتربية والتعليم والأوقاف وقدرتهم الكبيرة على فرض مايريدون تحليلاً وتحريماً..
لاجديد بين مضمون المشروعين الحوثي والإخواني فالمضمون السياسي الديني المسيطر على الدولة واجهزتها والحياه العامة هو نفسه..
مع ملاحظة ان مشروع الحوثيين يمتلك قوة دينية سياسية اهم من مشروع الإخوان وهو العصبة الهاشمية وماتضفي عليها نصوص دينية قداسة دينية اهم من العصبة التنظيمية الحركية للإخوان والخطاب الديني السياسي للإخوان يقف مشلولاً أمام نصوص الدين السياسي الهاشمي..
وإما ان يتحول التنظيم من العصبة الحركية الي الهاشمية السياسية
وينافس المشروع الحوثي القداسة السياسية وهذا صعب حتى وان كان للهاشميين مكانه مهمه في مضمون التنظيم
وأما ان يتمسك بالغصبوية الحركية الدينية للجماعة وبهذا يكون الإختيار للمجتمع الذي كان محكوماً بخطابه الديني هو الإسلام السياسي الهاشمي لأنه في الخطاب الديني أولى من العصبة الحركية للجماعة..
الفراغ في المشروع الدافع للمجتمع شمالاَ للتحرك ضد مشروع الحوثي الأكثر قوة دينياً من أجل نفس المشروع في طرف الإخوان الاقل رتبة..هو أساس الفشل الشعبي للإخوان شمالاَ..
ثم يمكن إضافة أسباب اخرى مهمه وهي في الأصل ليست عارضة وإنما مرتبطة بشكل ذاتي بالمشروع الديني السياسي للإخوان الذين كانوا هم السلطة التي سقطت واصبحت ماضي
الفساد المالي والقبلي والإجتماعي والفشل في إقامة دولة مؤسسات وقانون حديث..
طيلة العقود الماضية ظلت قيادات ودعاة الجماعة وعلمائها تعيش كطبقة حكم وسلطة منعمة بأموالها ونفوذها ومزاياها وتمتلك الشركات والمنازل الفخمة والمخصصات والكشوفات..
ومن الأسباب المهمه ارتباط الجماعة بالقبيلة السياسية الفاسدة ذات النفوذ التي حولت الدولة ومواردها لغنيمة فيد
وبتشريع وتغطية علمائية إخوانية جعلت البلاد في ذيل قائمة الدول في كل اتجاه ومجال..
لايمكن أن ينتصر مشروع مرشد قديم في سلوكة ورموزة وأقل قداسة دينية على مشروع مرشد جديد اكثر قداسة وبوجوه جديدة وشكل جديد..
الشمال يحتاج مشروع وطني جديد جذرياً ليندفع الناس نحوه املاً في حياة جديدة ورموز جديدة وهذا المشروع لن يكون جديدا الا اذا أعلن الحرب على حكم المرشد هاشمياً كان او حركياً..