بقلم/علي الهدياني
لم يكن الرابع من مايو 2017 يوما فريدا في حياة الجنوبيين فحسب بل كان منعطفا تاريخيا انتقل فيه شعبنا الجبار من مرحلة الثورة الى مرحلة البناء في مسار الوصول الى اللحظة التاريخية التي ناضل من اجلها الجنوبيون طويلا الا وهي لحظة اعلان الاستقلال الثاني.
يوم الرابع من مايو 2017 يوم تجلت فيه الإرادة الجنوبية الحرة في ابها صورها، ملايين الجنوبيين احتشدوا على صعيد واحد يعبرون عن ارادتهم وتطلعاتهم بعيدا ان الاملاءات والاغراءات والتجاذبات وبعيدا عن ضغوطات السياسة في استفتاء شعبي ابهر العالم ولفت انظار صناع القرار الدولي الذين اجبرهم الحشد المليوني على وضع الجنوب ومتغيراته السياسية تحت مجهر المراقبة والتقييم المستمر.
ذلك اليوم الاغر اتى تتويجا لسنوات من النضال السلمي ليشكل نقلة نوعية اختصرت مسافات طويلة من عمر الثورة لاسيما وقد اتى ليخرجها من شرنقة الضياع والشتات الذي لازمها لسنوات ولينهي سنوات من التشظي العبثي الذي ظل ينخر جسد الثورة الجنوبية وحولها الى قضية للمتاجرة والتكسب.
لقد مثل اعلان عدن التاريخي حلم انتظره شعبنا الجنوبي طويلا، بل كان سحابة غيث ماطرة أتت بعد يأس وقنوط كادت ان تقضي على امال شعبنا الجبار بالولوج الى مرحلة متقدمة في مسار ثورته.
اعلان عدن التاريخي لم يكن مجرد نقلة او منعطف في مسار ثورتنا بل كان يوما استثنائيا ولدت من خلاله قيادة جنوبية تاريخية نالت ثقة السواد الأعظم من الجنوبيين، قيادة فريدة صوت لها شعبنا في أعظم استفتاء جماهيري في تاريخ الجنوب.
تأتي اليوم الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي والقيادة التي فوضها الشعب الجنوبي محل احتفاء إقليمي ودولي، تأتي اليوم الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي ورئيسنا يفتح أبواب الدول العظمى ويضع قضيتنا على طاولة صناع القرار الدولي في بريطانيا وروسيا وأمريكا وألمانيا وفرنسا، قيادة استطاعت بظرف عامين ان تحقق ما عجزنا عن تحقيقه في عشرات السنين من النضال في الساحات.
تأتي اليوم الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي وقواتنا المسلحة الباسلة تذود عن حمى الجنوب وتسطر أروع صور البطولة في معارك تأمين الحدود في الضالع ويافع وشبوة وأبين وحضرموت.
تأتي الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي والجنوب لديه قيادة موحدة وبرلمان يعملان على إرساء مداميك الدولة المنتظرة، بل نحتفل بالذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي ودبلوماسيتنا تغزو العالم وتضع صوتنا المنادي بالاستقلال واستعادة الدولة في جميع المحافل والفعاليات الدولية والإقليمية.
تأتي الذكرى الثانية لإعلان عدن التاريخي والعالم والاقليم يحسب للجنوب ألف حساب، فالجنوب بعد اعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي أصبح وبفضل حنكة القيادة الجنوبية حجر الزاوية لكل الرؤى الدولية الهادفة لإنهاء الصراع في اليمن.
اعلان عدن التاريخي كان وسيظل اليوم الذي تمكن فيه شعبنا من هزيمة المحتل وانهاء أحلامه في العودة لاحتلال الجنوب عبر صناعة المتناقضات واللعب على أوتار الشتات والتمزق الذي ظل حجر عثرة في طريق ثورتنا لعشرات السنين.