صالح أبو عوذل
حزب التجمع اليمني للإصلاح (النسخة المحلية من تنظيم الإخوان الدولي)، أسسه الرئيس صالح في مطلع تسعينات القرن الماضي، من عناصر جهاز المخابرات والعائدين من أفغانستان، لمهمة وحيدة، وهي ضرب الجنوب (أو ضرب الحزب الاشتراكي اليمني كما قال صالح)، بعد أن انتهت مهمة الحزب من تصفية أبرز كوادر الجنوب، قال لهم صالح باقي معكم مهمة أخيرة وهي "إصدار فتوى لتكفير الجنوبيين"، يومها خرج كل الإخوان يخطبون في المساجد والشوارع، وظهر الزنداني في خطبة جهاد "يحث اليمنيين على الجهاد ضد المرتدين والماركسيين"، ورفع شعار من جهز غازياً فقد غزا.
وحين بدأ صالح يتخلص منهم، ذهبوا للتحالف مع من أسموهم بـ"الكفرة والماركسيين" وشكلوا اللقاء المشترك، وبدأوا في التخطيط للانقلاب على صالح، وذهبوا للتحالف مع الحوثيين، وسلموا صنعاء للحوثيين دون قتال، ورفعوا شعار لن ننجر، وبرروا أن تحالفهم مع الحوثي، جاء رداً على تصنيف السعودية لهم بأنهم جماعة إرهابية.
بعد أن شعر الإخوان أن السعودية في طريقها إلى ضربهم خرجوا في تظاهرات في صنعاء، يشكرون السعودية ويقبلون صور قادتها.
حين وصل الحوثي صنعاء، بدأ يتخلص منهم، على أمل أن يكسب ود القوى الدولية التي ترى في الإخوان تنظيماً إرهابياً متطرفاً، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية تضع التنظيم الإخواني في اليمن على قوائم الإرهاب المتطرفة.
بعد السيطرة على صنعاء، دعا الحوثيون الإخوان، وقالوا لهم انتوا اختاروا الرئيس البديل لهادي، قال لهم حميد الأحمر "محمد سالم باسندوه أحسن رئيس"، طبعاً هذا الاتفاق تم بعد أن جلد الحوثيون مؤخرات الكثير من قادة الإخوان وأخرجوهم من منازلهم وشردوهم في كل بقاع الدنيا، بمن فيهم توكل كرمان وخالد الآنسي وغيرهما.
طبعاً هادي نجح في الخروج من صنعاء إلى عدن، وكان الإخوان أول اللحاقين معه، تتذكرون ماذا كانت تصف توكل كرمان هادي، بعد أن سيطر الحوثيون على صنعاء، "كانت تصفه بمدير مكتب عبدالملك الحوثي"، وحين وصل عدن، طالبته بإعلان عدن عاصمة مؤقتة.
كما خرج حزب الإصلاح في تظاهرات بـ2014م، تؤكد "حق تقرير المصير للجنوب"، وقبل عام، هدد الكثير من قادة الإخوان بإحراق عدن والجنوب إن أصر الجنوبيون على المضي في خيار الاستقلال.
بعد انطلاق عاصفة الحزم، انتظر الإخوان أسبوعاً كاملاً، حتى أصدروا بياناً أعلنوا فيه تأييدهم الصوري لعاصفة الحزم، وبعدها مارسوا هوايتهم في تخزين الأسلحة وإعداد الجيوش لمرحلة ما بعد الحرب.
يومها خرج الإعلام القطري يقول "إخوان اليمن يتحالفون مع السعودية لمحاربة الحوثيين".
كان قادة الإخوان يرفعون شعار قادمون يا صنعاء، والسعودية تضخ إلى مأرب، وقدم لهم كل وسائل الدعم المالي والعسكري، على أمل أن يحرروا صرواح، ولكن دون فائدة.
بعد المقاطعة العربية والخليجية للدوحة المتورطة بالتحالف مع إيران ودعم التنظيمات الإرهابية بما في ذلك مليشيات الحوثي، حينها "شغل الإصلاح الصامت"، وبدلاً من أن يصدر بياناً يعلن فيه تأييده للقرار العربي والخليج، أصدر بياناً ينفي فيه أن يكون إخوان اليمن إخواناً.
وبعد جرائمهم البشعة التي ارتكبوها في تعز، أصدروا بياناً ينفون فيه علاقتهم بمليشيات الحشد الشعبي التي قتلت وعاثت في تعز فسادا وإرهاباً، مع أن الأحزاب اليمنية أصدرت بيانات تدين فيه ما حصل من إرهاب للمدنيين، خرج الإصلاح يقول "ما لناش دخل في الحشد الشعبي، مع أن الحشد الشعبي ذاته أعلن عنه في وسائل إعلام الإصلاح والصورة منشورة تؤكد ذلك.
اليوم يرفع الإصلاح في تعز صور قادة دولة الإمارات، في تصرف لا يعبر عن ذكاء هذا الحزب، بل يؤكد أنه حزب انتهازي، يمكن يقتل وسيلب وينهب ويعمل كل شيء، ويقول "ما لناش دخل".
يمكن يبيع اليمن والسيادة والوحدة اليمنية، في سبيل البقاء، هو حزب انتهازي وصولي، يجيد أصحابه الكذب المفضوح فقط.
لا شيء يجيده الإخوان سوى الكذب المفضوح، لكن سيظل الحزب عدواً بالنسبة للجنوب، إلى أن يكف عن أذاه ويلغي الفتوى التكفيرية الشهيرة التي أصدرها قادة الإخوان، وكما قال عبدالقادر محمد القاضي أبو الليم، "يسلموا ما أخذوا من الجنوب ويتوكلوا على الله".