تقرير/ نوال باقطيان
في الآونة الأخيرة انتشرت بين الأوساط الشبابية تناول شمة الحوت (المسمى بالهندي فلتردخيني) وأدمن عليها الكثير من الشباب والأطفال، حيث تباع هذة المادة في أكشاك التنبل والبقالات وأسواق القات وبعض الصيدليات دون حسيب أو رقيب ومتابعة جادة من السلطات المحلية لمنعها ومحاولة معرفة مكوناتها؛ لاستصغار شررها من الجهات المختصة وأولياء الأمور، فما هي مادة الحوت؟ وما مخاطرها الصحية على الأطفال والشباب؟!.
تعد شمة الحوت بعبوتها الخضراء الجذابة الأوسع انتشارا بين أوساط الشباب اليفع، وذلك لسهولة شرائها ورخص ثمنها مقارنة بالسجائر، كما أنها سهلة الإخفاء لضآلة حجمها تصل إلى أقل من حجم الكف، ويحتوي المغلف الواحد على عشرة أكياس صغيرة مغلفة معدة للمضغ.
يصل نسبة بيعها في مديرية واحدة فقط في عدن مافوق ٣٠٠ باكت ويحتوي كل باكت على ٣٥ مغلفًا وتباع في البقالات بمعدل ما بين ثلاثة بقالات بقالة واحدة تسعى إلى الربح والمكسب السريع.
*لا بد من توعية*
بينما أقوم بزيارة بعض البقالات التقيت بشاب يدعى محمد بمقتبل العمر، أفصح عن تعاطيه شمة الحوت خلال مرحلة سابقة من مراحل عمره، حيث تحدث عن بداية تعاطية قائلا: (بينما كنت مجتمعًا مع الأصدقاء في بعض التجمعات عرض علينا أحدهم تعاطي شمة الحوت، ولأن هذا الشيء جديد علينا وفي فترة المراهقة بالإضافة إلى جهلنا بأضراره بدأنا بتعاطيه جميعنا، ومنذ ذلك اليوم وأنا أدمنت عليه).
ظل محمد يتعاطى شمة الحوت لمدة أربعة أشهر فقط إلى أن لاحظ تغييرات في لون اللثة وانحسارها فقرر محمد التوقف عن التعاطي.
وخلال حديثي معه دعا محمد المجتمع المدني بضرورة إقامة محاضرات ونصائح توعوية للشباب بمخاطر شمة الحوت وآثارها على الصحة.
*الإصابة بالإغماء*
شاب آخر رفض ذكر اسمه تحدث أيضا عن تعاطيه لشمة الحوت منذ سنوات قائلا: ( تعاطيت هذه المادة لأول مرة في إحدى جلسات القات، حيث كان الشباب يتداولونها ومنذ ذلك الحين وأنا أتعاطها ولا أستطيع الإقلاع عنها). ثم يواصل: (بالنسبة للشباب لا تؤثر كثيرا أما الأطفال في حال تعاطيها فإنهم يصابون بالدوار).
*والدي وبخني*
روى لي أحد المراهقين بداية تعاطيه شمة الحوت قائلا: (تعرفت على شمة الحوت عن طريق أحد زملائي وبدأت بتعاطيه، فكان يسبب لي خمولًا ودوارًا إلا أن والدي اكتشف تناولي لهذة الشمة فوبخني وضربني وحرمني للمصروف لأقلع عن تعاطيه، وبفضل الله ثم والدي أقلعت عنه).
*من هي الجهة المستوردة؟*
يتساءل الأخ جمال عدنان قائلا: ( السؤال المهم: من هي الجهة التي تستورد شمة الحوت وتوزعها؟؛ فهي تباع بكميات كبيرة في البقالات وعلى بوابة أسواق القات، وعندما تسأل أحد مالكي البقالات: لماذا تقومون ببيع هذة المواد المخدرة؟ أجابني: لأن الربح فيها يفوق المواد الغذائية!). ثم يضيف بعصبية: (المصيبة أن الشباب يضعوها في أفواههم هي والكيس!).
*مكونات مرعبة!*
يباغتني محمد علي قائلا: ( شمة الحوت مصيبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فهي تحتوي على مواد مسرطنة ... لو اطلعتي عليها سيصيبك الرعب!).
*إدمانها مخيف*
يقول أكرم، أحد الشباب: ( الحوت شمة هندية تباع في البقالات بأعداد ضخمة، وهي تختلف عن الشمة الحرصي من ناحية إضافة المواد العطرية، وهي مرغوبة من قبل الشباب خصوصا من ١٣ إلى ٢٥ سنة).
أسأله: هل هي بتأثير المخدرات؟ يجيبني: (هي نوع من أنواع المخدرات ولكنها ليست بنفس تأثير الحشيش والحبوب للأسف تباع في البقالات بدون حسيب أو رقيب، إدمانها مخيف جدا، من الصعوبة الإقلاع عنه؛ المشكلة الكبرى تعاطي الأطفال دون علم ذويهم).
*احذروا منه*
لخص الأخ لبيب توفيق رأيه بعبارتين قائلا: ( شمة الحوت نوع من أنواع المخدرات، انتبهوا على أطفالكم منه).
*معظم النار من مستصغر الشرر*
يستصغر الناس، وخاصة الشباب، مخاطر الشمة مقارنة بأنواع المخدرات الأخرى فيستسهل تعاطيها دون الالتفات إلى مخاطرها وآثارها على الصحة، وكما يقال "معظم النار من مستصغر الشرر" فإن من الممكن أن نتخذ الدراسة الآتية نموذجاً للحذر والتورع وعدم الاستهانة بمخاطر الشمة مقارنة بالأنواع الأخرى، حيث كشفت نتائج دراسة جديدة أن استهلاك الشباب خاصة من عمر الـ ٢٠ مشروبات الطاقة بانتظام يجعلهم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات لاحقا".
*أعراض شمة الحوت*
حذرت الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس من انتشار منتج تبغ الحوت (فلتردخيني) في الأسواق اليمنية، وذلك لما يحتويه من مواد مسرطنة تؤدي إلى أمراض السرطان؛ كما وجهت الهيئة اليمنية للمواصفات تحذيرًا وعدة رسائل للجهات من ذوي الاختصاص بسرعة سحب المنتج من السوق وإتلافه.
*إجراءات صارمة*
وجهت النيابة العامة بمحافظة تعز الأجهزة الأمنية بالنزول بحملة أمنية موسعة لمصادرة مادة الحوت الشمة الهندية وضبطها ومنع المحلات من بيعها، وبناءً على ذلك تحركت إدارة مكافحة المخدرات بتعز بالتعاون مع إدارة البحث الجنائي وقامت بالنزول لضبط المادة.
كما حذر مسؤول في مكتب التربية في محافظة لحج الجهات المختصة ومكاتب الصناعة والتجارة مسؤولية وجود منتج يحمل اسم (حوت) وهو مادة مخدرة منتشرة بالأسواق وبين طلاب المدارس، منبهًا أولياء الأمور من شرائها لاحتوائها على مواد مخدرة.
