احيى ابناء الجالية الجنوبية في بريطانيا ذكرى الاستقلال الاول ٣٠ نوفمبر بندوة خطابية في مدينة شفيلد البريطانية السبت الاول من ديسمبر 2018م بقاعة Hadfield Institut ، دعا لها مكتب دائرة العلاقات الخارجية في بريطانيا وحضرها مجموعة من الأكاديمين والسياسين والمناضلين والمواطنين الجنوبيين، اضافة الى قيادات تنسيقات المجلس الانتقالي في بريطانيا وعدد من الشخصيات الاجتماعية.
واستهلت الندوة بالنشيد الوطني الجنوبي ثم وقف الجميع دقيقة حداد لقراءة الفاتحة لأرواح الشهداء الجنوبيين في الثورة الاولى والثانية، تلى ذلك الكلمة المباشرة لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي عبر الهاتف حيّى فيها ابناء الجالية الجنوبية في بريطانيا مؤكداً ثبات المجلس الانتقالي الجنوبي على طريق تحقيق الهدف المنشود لشعب الجنوب والمتمثل بالتحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية المدنية المستقبلية المستقلة مضيفاً: "أهدافنا وتطلعاتنا المشروعة التي فوضنا الشعب من أجلها، نؤكد اليوم مجدداً انه لا تراجع عنها ابداً مهما كانت الصعوبات، ولا تنازل عنها مهما استفحل الشرّ وأهله".
ووجهه اللواء الزبيدي في كلمتة رسالة الى الشعب الجنوبي بالقول " ثقوا ثقة كاملة ان ثمن تجاوز الجنوب لن يكون هيناً، ولن يدفعه طرف دون طرف، بل سيدفعه كل من شارك فيه، خاصة من احتضناه وأعدنا له اعتباره بدمائنا وجراحنا وبنادقنا وما أسهل ان تهدم جداراً هشاً يمنعك عن حريتك ويحرمك من حقوقك وتطلعاتك المشروعة".
وقدم رئيس دائرة العلاقات الخارجية د. عيدروس النقيب ورقة عن نضال الشعب الجنوبي منذُ ثورة ١٤ اكتوبر والإرهاصات التاريخية التي سبقتها بعقود من المواجهات السلمية والمسلحة مع النظام الاستعماري، حتى نيل الاستقلال الاول في ٣٠ نوفمبر ١٩٦٧م وتشكيل الدولة الجنوبية الواحدة، مؤكداً ان الاستقلال الثاني للجنوب سيكون قريباً، وبجنوب جديد لا هو جنوب ما قبل ٩٠ ولا جنوب ما قبل ٦٧، وبالتأكيد ليس جنوب ما بعد 1990 و 1994م، بل إنه سيكون جنوبا جديدا مختلفا، وبمستقبل أفضل ودولة ديمقراطية مدنية تعددية لامركزية تقوم على التداول السلمي للسلطة، تتسع لكل الجنوبيين بأطيافهم السياسية المختلفة وطبقاتهم وشرائحهم الاجتماعية المتعددة.
وأشار إلى إن المؤمرات والمكائد التي واجهها الجنوب وتعرضه للغزو في العام 1994م قد دفع إلى حالة من الإحباط، وظهور بعض الاصوات التي تترحم على زمن الاستعمار او تلك التي تصور استقلال الجنوب في العام 1967م على إنه استعمار جديد، معتبرا ذلك نوعا من ازدراء التاريخ ومحاكمة غير عادلة لواحدة من اكثر مراحل التاريخ الجنوبي إشراقا، مؤكدا أن على من يريد ان يكون جزء من المستقبل ان يضع الماضي وراء ظهره، أما من يتطلع إلى المستقبل بعقلية الماضي فلن يعيش إلا في الماضي ولن يكون إلا معول هدم لا اداة بناء.
وفِي كلمة رئيس مكتب دائرة العلاقات الخارجية للمجلس في بريطانيا د. صالح محسن الحاج تحدث عن الضرورة التاريخية لقيام ثورة ١٤ اكتوبر والتي توجت بالاستقلال في ٣٠ نوفمبر مشداً بنضال الشعب الجنوبي ورفضه للظلم والاستبداد على مدار التاريخ وخير شاهد على ذلك الثورة الجنوبية الثانية التي هي مستمرة حتى اللحظة والروح المعنوية العالية للشعب الجنوبي والاصرار والعزيمة على نيل حريته وكرامته. بعد ذلك قدم نائب رئيس المكتب م. محمد الساحمي عرض موجز لإنجازات مكتب دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي في بريطانيا، ثم فتح باب النقاش للحضور حيث شارك عدداً من الحضور بمقترحات ورؤى حول العمل النضالي والسياسي والدفع بالقضية الجنوبية الى الإمام في الداخل والخارج حيث اكد الجميع على ضرورة تحقيق كل أهداف الثورة الثانية الجنوبية والمتمثلة بالاستقلال وبناء الدولة الجنوبية المدنية المستقلة.