لم يمت باصرة .. ! وما المرء الا ذكره ومأثره ** والذكر للإنسان عمر ثاني .
ثم نقول /
لئن حسنت فيك المراثي وذكرها ** لقد حسنت من قبل فيك المدائح.
انت اليوم معنا، وغدا معنا ،لا ،لا لم تفارقنا ،نعم انت معنا ، معنا في جامعة عدن ، معنا في جامعة صنعاء ، معنا في التعليم العالي .
ان فارقتنا بشخصك ، فانت لم تفارقنا بمأثرك. ومأثرك في صروح العلم اكثر، في جامعة عدن، وفي جامعة صنعاء. انها مراكز الاشعاع الحضاري .
لا نحتاج الي دليل ، ولا يصح في الاذهان شيء. اذا احتاج النهار الي دليل.
يا من يعز علينا ان نفارقهم ** وجداننا كل شيء بعدهم عدم .
ثم لا تعجب رحمك الله ، بل نحن نعجب كيف عشت غريبا في اخر ايامك ، وماكنت تقدر ان تعيش وحدك. وكأنك كما قال الشاعر.
اذا ذهب القرن الذي انت فيهم ** وخلفت في قرن فانت غريب .
نعم لقد عشت اخر ايامك غريبا بعيدا عن رجال السياسة ،لانهم لم يطيقوك ، صريحا ، وشجاعا لا ، ولا يريدون دليلا ، ورائدا .
واذا هم الان يرثونك فأنماهم كما قال الشاعر .
لا الفينك بعد الموت تندبني ** وفي حياتي ما زودتني زادي
جامعة عدن ، وجامعة صنعاء، والمؤتمرات، والندوات ، والقنوات، كانت كلها تعرفك واخراها ندوة مؤتمر الحوار، واخر القنوات قناة السعيدة ، ثم المشاهدون جميعهم يشهدون ومجلة الشاهد ، تشهد ان قضيتك الاولي الوطن اولا .
رحمك الله رحمة واسعة ، لقد تركت فراغا لا يجرؤ احد ان يملأه ، غير المرحوم الدكتور صالح علي باصرة .
يقول ابو العلاء المعري :-
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا ** تجاهلت حتي ظن اني جاهل .
فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص ** ووآسفا كم يظهر النقص فاضل .
فيا موت زر ان الحياة ذميمة ** ويا نفس جدي ان دهرك هازل .
لكن يكفيه فخرا انه ادي الرسالة وانتهي.
ليس من مات فاستراح بميت ، انما الميت ميت الاحياء
واخيرا لا يسعنا الا ان نقول :
ما كلام الانام في الشمس الا ** انها لشمس ليس فيها كلام .
الله يرحمك مع النبيين ، والصديقين ، والشهداء ، والصالحين .
بقلم / أ. د.محمد عبدالله صالح المحرابي