عكفت ميليشيا الحوثي الانقلابية على نهب مرتبات الموظفين في الحكومة التي تسيطر عليها في صنعاء بالقوة، إثر الانقلاب التي قمت به في اليمن، في الوقت الذي تصرف فيه المبالغ الطائلة للمنتمين لجماعتها الإرهابية الموالية لإيران، خارج إطار المؤسسات الرسمية.
وتتعمد جماعة الحوثي تدمير كل ما هو مرتبط بالدولة ومؤسساتها الرسمية، مستخدمة في ذلك شتى طرق الامتهان والإذلال والتعسف بحق الموظفين في القطاع العسكري والمدني، وكأنها تُريد إيصال رسالة مفادها ما دمتم أبناء "الدولة" فلا أهمية لكم في ظل الفكر المليشياوي الذي تنتهجه الجماعة، فيما ذكَر موقع "نيوزيمن"، أنه مضى ما يقارب شهراً على وعد المشاط للموظفيين، بصرف "نصف" راتب لكل القطاعات المدنية والعسكرية، إلا أنه لم يتم الصرف حتى اليوم، إلا بشكل محدود ووفق سياسة مزاجيه وحاقدة تتبعها الجماعة الكهنوتية.
وفي استطلاع أجراه الموقع، حول آراء عدد من الموظفين مدنيين وعسكرين، قال عبدالرحيم أحمد، جندي أمن مركزي، إن الحوثيين يتلكؤون في صرف نصف مرتب الأمن المركزي متعذرين بأسباب واهية، بينما السبب الأول والأخير، هو حقد الحوثيين على هذه الوحدة بحجة أنهم شاركوا في قتالهم سابقاً".
ومن جانبه، قال "هـ ، م"، مساعد في الأمن المركزي، يرفض الحوثيون صرف نصف مرتباتنا بسبب أنهم يريدون إرسال الجنود إلى "دورات ثقافية وعسكرية" وإرسالهم لجبهة الساحل، واصفاً تلك الدورات بالعنصرية.
وأكد مصدر مطلع في الأمن المركزي، أن الحوثيين قاموا بتغيير مدير شؤون الأفراد وتعيين شخص موال لهم من بيت المؤيد، وتعيين الدمشقي نائبا للقائد رغم شكاوى الجميع من التعامل العنصري والسيئ للدمشقي منذ كان في وزارة الداخلية، قبل أن يتم استبعاده منها عقب تفاقهم الصراع بينه وبين عبد الكريم الخيواني، والطالبي.
وفي سياق متصل، ما زالت الجماعة الحوثية تماطل في صرف نصف مرتب المعلمين العاملين في الميدان، وقالت الأستاذة سوسن علي، طلب الحوثييون برفع كشوف بالحاضرين والمنقطعين والغياب، من أجل صرف الرواتب، ورغم تجاوبت المدارس بكل ما تم طلبه، إلا أنه ولليوم لم يصرف الـ"نصف الراتب".
وأضافت "لا يريدون علماً ولا تعليماً، هؤلاء يريدون فقط قتالاً وجبهات، أما المدرس تحرق ما عليهم، هؤلاء تتار العصر، بلا رحمة".
من جانبه، قال مدير إحدى مدارس أمانة العاصمة، هناك رغبة كبيرة لدى قيادة هذه الجماعة ومسؤوليها لتطفيش المعلمين، يريدون إيصال رسالة، أن يشعر الموظف الحكومي بالإهانة لانتسابه للمؤسسة الحكومية، وخلق الرغبة للانضمام لميليشياتهم، للحصول على الفوائد التي يتحصل عليها منتسبو الميليشيات.
ويعاني اليمنيون، منذ انقلاب جماعة الحوثي، من أوضاع مأساوية تفاقمت حدتها مع استحواذ الحوثييون على إيرادات الدولة، ورفضها صرف مرتبات الموظفين، الأمر الذي أدى إلى اتساع دائرة الفقر والمجاعة مما جعل الأمم المتحدة تصنف اليمن كأسوأ مشكلة إنسانية يعرفها التاريخ، بسبب سياسة الإفقار والتفقير المتبعة من ميليشيا الحوثي الانقلابية.