أكد مصدر مطلع أن ميناء الحديدة تم تلغيمه منذ وقت مبكر، فيما شملت العمليات تفخيخ منازل ومواقع حيوية وإستراتيجية غير الميناء، وأن الميليشيات الحوثية بدأت في هذا التوجه منذ إطلاق أول تهديد صريح على لسان صالح الصماد في يناير الماضي، عند لقائه نائب المبعوث الأممي معن بن شريم.
وأوضح المصدر في سياق حديثه لـ»الوطن»، أن هذا التوجه تم العمل عليه في جميع الاتجاهات، وتم تهديد ثاني رجل في الأمم المتحدة بقطع الملاحة الدولية دون أي تحرك من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
استقالات جماعية
آ من جانب آخر، كشف مصدر مقرب من الميليشيات الحوثية لـ»الوطن»،أن عملية تفخيخ الميناء تمت من شهر مايو الماضي وقامت حينها المليشيات بمنع توزيع المشتقات النفطية الموجودة بالخزانات وفرضت على إثر ذلك منع خروج ناقلات توزيع النفط، مشيرا إلى أن خبراء من المليشيات الحوثية مدعومين بخبراء إيرانيين قاموا بتفخيخ شركة النفط. وأكد المصدر أن عددا كبيرا من موظفي الشركة تقدموا بالاستقالة الجماعية في حينه بعد معرفتهم بتفخيخ الخزانات وكلف حينها المدعو حسن الصعدي بلقاء قيادات الشركة وإجبار الموظفين على العودة للعمل ومن يرفض يتم معاقبته بتهمة الخيانة.
تفخيخ المنشآت
من جانبه، قال الخبير والمحلل الإستراتيجي، عبدالكريم المدي لـ»الوطن»، إن «العملية التي ينوي الحوثيون القيام بها هي عملية إرهابية بكل المقاييس، وهناك معلومات مؤكدة أن الميناء ملغم ومفخخ وجاهز للتفجير، وأيضا خزان النفط العائم في منطقة «صابر» الذي يتسع لمليون ومائة وستة وسبعين ألف برميل نفط».
ولفت إلى أن القيادات الحوثية أعلنت منذ وقت سابق فيما بينها أن المنشآت الحكومية ملغمة وهذا العمل ليس بجديد على هذه العصابة، حيث إنها تمارس الإرهاب بكل الوسائل والطرق التي يرون أنها تطيل من أعمارهم.
وأكد المدي أن الثقة في التحالف العربي كبيرة، باعتبار أن لديه إستراتيجية لتجاوز ذلك مثلما نجح في عملية «الضبة» في حضرموت وتم تحريرها دون تجاوز، متهما المنظمات العالمية بالتواطؤ مع الانقلابيين وعلى رأسها الأمم المتحدة.
وأشار المدي إلى أن اليمنيين باتوا لا يعولون على الأمم المتحدة ومنظماتها وإنما على الشرف العالمي والناشطين والحقوقيين الذين لا يعملون تحت عباءات شركة بيع الأسلحة والصفقات التجارية، التي تسلع المبادئ الإنسانية.
مراوغة الميليشيات
أضاف المدي «الحوثيون اليوم يهددون حياة المدنيين الأبرياء وقاموا بزراعة الألغام في ممرات وطرق حيوية دون أي رادع للإنسانية واحترام المدنيين، بهدف إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية خصوصا في صفوف المدنيين من أجل إيجاد ورقة ضغط على المجتمع الدولي»، مشيرا إلى قيامهم باحتجاز عدد من اللاجئين ووضعهم في ثكنات عسكرية وتعريضهم لضربات التحالف العربي لاتهامه.
وأشار إلى أن الحوثيين يقومون بالتحصن في المنازل والمدارس وفوق المباني ووضع معداتهم في مواقع مدنية عرضة لضربات التحالف بشكل متعمد، من أجل تحقيق مكاسب إعلامية.