نص كلمة محافظ حضرموت اللواء البحسني بمناسبة ذكرى ثورة ١٤ أكتوبر

نص كلمة محافظ حضرموت اللواء البحسني بمناسبة ذكرى ثورة ١٤ أكتوبر

نص كلمة محافظ حضرموت اللواء البحسني بمناسبة ذكرى ثورة ١٤ أكتوبر
2018-10-17 17:41:49
صوت المقاومة الجنوبية - متابعات

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبة أجمين.

الأخ/ وكيل أول محافظة حضرموت 

الإخوة/ أعضاء مجلس النواب والشورى

الإخوة/ الوكلاء والوكلاء المساعدون

الإخوة/ مدراء عموم المكاتب والهيئات والمصالح 

الإخوة/ مناضلي حرب التحرير

الإخوة/ العلماء والشخصيات الاجتماعية

الحاضرون جميعاً كلٍ باسمه وصفته 

الحفل الكريم ..

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اسمحوا لي في البدء أن أتوجه إليكم بأسمى شخصياً وباسم قيادة السلطة المحلية محافظة حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية لأزف لكم خالص التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الثورة المجيدة 14 أكتوبر 1963م في ذكراها الخامسة والخمسين والتي نحتفي اليوم بذكرى اندلاعاها من على قمم جبال ردفان الشماء لتسجل في ذلك اليوم مرحلة جديدة من نضال شعبنا ضد الاستعمار البريطاني وأعوانه والذي ظل جاثم على صدر شعبنا قرابة 129 عام عانى فيها شعبنا كل صنوف العسف والاضطهاد والاستبداد والجهل والفقر والمرض .. لقد سجل شعبنا في الجنوب في يوم 14/أكتوبر/1963م عنواناً بارزاً في تاريخه الكفاحي والنضالي عنوانه ثورة حتى النصر وطرد الغاصب المستعمر من أرضنا ... ثورة من أجل التحرير والانعتاق واللحاق بركب العالم المتحرر وبناء الإنسان الجديد على هذه الرقعة من الأرض التي عزلتها السياسة الاستعمارية عن العالم لتظل بعيدة على مستوى التطور الذي شهده كوكبنا في تلك المرحلة في عصر إزدهار وإنتصار التوازن في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية..

إننا ونحن نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والخمسين لثورة 14 أكتوبر المجيد لا يفوتنا هنا أن نتوجه بخالص وأحر التهاني وأصدق الأماني إلى فخامة الأخ/ المشير الركن / عبد ربه منصور هادي – رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وإلى كافة جماهير شعبنا العظيم بهذه المناسبة الخالدة .

الإخوة الحاضرون جميعاً ..

لقد كان الأمل يحدونا في أن يأتي إحتفالنا بهذه المناسبة ونحن في ظروف أفضل من تلك الظروف التي تمر بها بلادنا عموماً بفعل تلك الهجمة الشرسة للقوى الظلامية الانقلابية لعصابات ومليشيات الحوثي المدعومة من إيران والتي أبت إلا أن تعيد التاريخ بما يحمله من تضحيات ونجاحات إلى عهود ما قبل الثورة .. إلى عهود الإمامة والكهنوت والتخلف والجهل .. إلى عهود ما قبل إنتصار الثورة المجيدة وقيام هذه المليشيات الحوثية بالانقلاب على الدولة في مسعى لتحقيق وتنفيذ أجندة خارجية تظمن إحكام سيطرة نظام الملالي الإيرانية على شعبنا ووطننا ومقدراتهما وبالتالي زج بلادنا ودول المحيط في ذلك المستنقع النتن الذي تسعى إيران إلى تحقيقه بكل الطرق والوسائل والسبل لكن شعبنا العظيم وقيادتنا السياسية وأشقائنا في دول التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية وكل القوى الخيرة والمحبة للسلام كانت لها كلمتها وموقفها تجاه هذه العصابات الحوثية المارغة وإتجاه كل من كان ولا زال يدعمها .

أن التآمر والمؤامرة قوية على وطننا وشعبنا وثورتنا بحيث تمر اليوم بمنعطف يستوجب على الجميع شحذ الهمم ورص الصفوف دفاعاً عن أهداف ومبادئ ثورة 14 أكتوبر التي قدم شعبنا من أجل انتصارها قوافل الشهداء ..

علينا أن نتذكر تلك الأرواح الطاهرة التي سقطت لتروي شجرة الحرية ولينعم شعبنا بحياة حرة كريمة برغم كل الصعوبات والمنعطفات التي واكبت مسيرة نضال شعبنا الأبي وتلك المشكلات التي تسببت فيها العديد من الظروف الذاتية والموضوعية وجملة الصراعات التي عانى منها الوطن خلال مختلف المراحل والتي نشعر بانها تجر نفسها حتى اليوم بسبب ذلك الشحن السياسي وعدم التوحد في المواقف والرؤى حول القضايا المصيرية والتي يراها كل من وجهة نظرة ومن الزاوية والاتجاه الذي يقتنع به .

لعلكم تدركون الوضع الذي آلت إليه محافظتنا والذي يعتبر إنعكاس حقيقي لما تشهده الساحة الوطنية إذ نعتبر حضرموت جزء من هذا الوطن نؤثر ونتأثر بما يصير ويعتمل بشكل عام ومع ذلك وبرغم كافة الصعوبات والنواقص التي يعاني منها أبناء المحافظة والتي فرضتها ظروف الحرب الظالمة الإنقلابية وأثرت على كل شيء وبشكل رئيسي على مستوى حياة ومعيشة الناس بسبب انهيار العملة وتدهور الوضع الإقتصادي بل وانهياره في صورة لم نشهد لها مثيل منذ فجر الثورة حتى الإنقلاب الحوثي .. فقد عانت حضرموت ولا زالت كثير من الصعوبات والنواقص في مجال الكهرباء برغم كافة المعالجات التي تقوم عليها في إطار السلطة وتسخيرنا لكافة الإمكانيات لمعالجتها لكن وللأسف الشديد تظل هذه الإشكالية قائمة بسبب عدم الدعم المركزي لمعالجتها . ولكون احتياجاتها تفوق قدرة و إمكانية السلطة المحلية لكن تظل مسئولياتنا في السلطة المتابعة الجادة دون كلل حتى نحل هذه الإشكالية .. كما تأثرت محافظتنا جراء انهيار العملة وما نجم عنه من ارتفاع جنوني للأسعار وبدورنا فقد قمنا باتخاذ جملة من التدابير التي تصب في صالح المواطن وذلك بتوجيه التجار بعدم المغالاة في أسعار السلع وبالذات منها الغذائية حتى يسهل حصولها لكل مواطن من أبناء محافظتنا .. بالإضافة إلى النقص في المشتقات النفطية وارتفاع اسعارها بسبب انهيار العملة وعزوف البعض عن استيراد هذه المشتقات .

الاخوة الحاضرون جميعاً ..

ان مرور 55 عاماً من عمر ثورة 14/أكتوبر /1963م المجيدة وصمودها في وجه كافة المؤامرات والدسائس لدلاله واضحة على عظمة هذه الثورة وانجازاتها وقوة تأثيرها على الحياة العامة لشعبنا عموماً ومواطني محافظتنا التي شهدت هي الأخرى العديد من المنجزات التي لامست حياة الناس مباشرة مثل انتشار التعليم ووصول المدارس إلى كل رقعة في حضرموت وكذا في مجال الصحة العامة وخدماتها والطرقات وشبكات ومشاريع المياه ... انجازات يحق لنا أن نفتخر بها برغم من كل الظروف القهرية التي نمر بها ونسعى دوماً لإيجاد المعالجات لها ... وليثق الجميع من أبناء محافظتنا بأننا لسنا غافلين عن تلك المعاناة التي يواجهونها اليوم بقدر ما نؤكد لهم بأننا نقف في مقدمة الصفوف للمطالبة بتحقيق كافة متطلبات واحتياجات أبناء المحافظة الضرورية .. وما يهمنا هنا هو وحدة صف أبناء هذه المحافظة المعطاء وعدم الإنجراف خلف تلك الأفكار المضللة والأعمال التخريبية التي لا تخدم غير أعداء حضرموت والمتربصين بها .

حضرموت التي تنعم اليوم بحالة من الأمن والإستقرار وتحسن ملموس في أوضاعها مقارنة مع الوضع العام الذي تعيشه جميع المحافظات سواءً المحررة منها أو تلك التي لا زالت تحت سيطرة الانقلابين .

و أكد أبناء حضرموت ساحلاُ ووادياً وصحراء وهضبة بأنهم الأقوى من كل تلك المؤامرات والدسائس والتي تحاول تمزيق وحدة أبناء المحافظة أو الداعية إلى تقسيم حضرموت منذ الأزل وستظل كذلك حتى قيام الساعة ولن نسمح لتلك الإشاعات الضالة أن تخترق صفوفنا أو تؤثر في نسيجنا الاجتماعي الحضرمي الواحد .

الأخوة الحاضرون جميعاً ..

ونحن نشارك أبناء الوطن فرحتهم بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لانطلاقة ثورة 14/اكتوبر المجيدة فإنه لا يسعنا هذا إلا أن ابناء محافظة حضرموت من ذلك الرحيل الأول قد أسهم مساهمة فعالة في احداث متغيرات وانتصارات هذه الثورة وانخراط عدد ليس قليل منهم في صفوف مناضلي جيش التحرير أبان مرحلة الكفاح المسلح وأبلوا بلاءً مشهود له إلى جانب رفاق السلاح في تلك المرحلة وبرزت الكثير من الأسماء المناضلة في هذا الجانب منهم من توفاه الأجل ومنهم لا يزالون على قيد الحياة كشهود عيان على عظمة تلك الفترة الزمنية الممتدة من 63-وحتى 1967م أطال الله في أعمارهم .. و أبناء حضرموت كما عهدناكم مناضلين ومكافحين ضد الاستعمار البريطاني فإن ثقتنا فيهم تزداد يوماً عن يوم بأنهم سيواصلون مشوار نضالهم في التصدي لمشوهي الثورة وانجازاتها ومساهمين مساهمة فعالة اليوم ووقوفهم إلى جانب قيادة السلطة المحلية في معالجة الإشكاليات والصعوبات التي فرضتها فترة الحرب الظالمة على الدولة .

ان ما يميز احتفالاتنا بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لثورة الرابع عشرة من اكتوبر المجيدة هو أنها تأتي اليوم بالتزامن مع الانتصارات الكبيرة التي حققتها أجهزتنا الأمنية والعسكرية قوات النخبة الحضرمية في إحباط تلك المؤامرة الدنية التي كانت تحفر لها خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة والمستهدفة القيام بعمليات التفجيرات والإغتيالات لقيادات أمنية وعسكرية وكوادر مدنية وتهدف أيضاً إلى زعزعة الأمن والإستقرار الذي تنعم به حضرموت دون سواها من المحافظات بحيث تم وبعون الله وجهود أجهزتنا الأمنية والعسكرية والإستخباراتية وبتعاون المواطنين إلقاء القبض على عدد من عناصر هذه الخلية وتجري متابعة ورصد باقي هذه العناصر لإلقاء القبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاؤهم الرادع لقاء ما اقترفوه وارتكبوه من جرم بحق عدد من أبناء المحافظة .. ونجدها هنا مناسبة بأننا سنظل نتابع هذه العناصر وستظل معركتنا مفتوحة مع عناصر تنظيم القاعدة حتى يتم القضاء على هذه العناصر الإرهابية وتصفية ساحة حضرموت من شرورها .

ونحب بهذه المناسبة أن نتوجه بكلمة شكر وتقدير لمواطني المحافظة الذين يلعبوا دور هام في مساعدة الأجهزة الأمنية والعسكرية في الكشف عن عناصر الشر والإرهاب تنظيم القاعدة .

الإخوة المواطنون جميعاً ...

نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة والخمسون لثورة 14 اكتوبر المجيدة ومحافظة حضرموت حققت انجازات كبيرة لا يمكن نكرانها وفي مختلف الميادين برغم كل الصعوبات والعراقيل التي تواجهنا من حيث توفر الإمكانيات لإنجاز وتحقيق ما نأمل تحقيقه ويلبي طموحات و آمال أبناء محافظتنا لكن ما ينبغي التأكيد عليه هنا وفي هذه المناسبة الوطنية الهامة ان ما تم تحقيقه يجب أن تتظافر الجهود وتتشابك الأيدي والاصطفاف للحفاظ عليها وخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب تغليب المصلحة العامة على كل المصالح الضيقة والأمامية وفي مقدمتها هذه الاهتمامات والحفاض على حالة الأمن والاستقرار والتي نعتبرها في مقدمة المهام التي لا بد أن يلتف حولها الجميع باعتبارها قضية مجتمعية تهم كل أبناء حضرموت دون استثناء ومن الأهمية بمكان التأكيد بأننا قادمون على تنمية واسعة يمكن أن تشهدها المحافظة بإذن الله وهو الأمر الذي يتطلب منا جميعاً أن نكون الحزام الأمني والواقي لاستقرار الحالة الأمنية لأنه لا تنمية بدون أمن واستقرار .

و إذا كان لنا من كلمة بهذه المناسبة أيضاً فإننا نتوجه بالشكر والتقدير والإمتنان لأشقائنا دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة علة وقوفهم ومساندتهم لنا في عملية التحرير وحفظ الأمن والاستقرار والتنمية .

ختاماً نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار .

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...