تحدث عضو هيئة رئاسة المجلس الإنتقالي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي عن بيان المجلس الأخير الذي أصدره في 3 أكتوبر ، واصفاً أياه بخارطة الطريق التي لن يتم التراجع عنها .
وقال الخبجي في منشور مطول على صفحته في فيس بوك قبل قليل : "في حیاة الشعوب محطات عدیدة والشعوب الحیة ھي من تنتصر بالوعي وتحمي مكتسباتھا التي یتربص بھا الخصوم ، فالسیاسة مصالح وأخذ وعطاء ومتغیرة لیس ثابتة غالباً ولیس كل ما یرغب الانسان فیھ یمكن تحقیقھ بشكل عاجل، فالرغبة شيء والواقع والمحیط شيء آخر والغایة تتعدد الطرق لبلوغھا".
وأضاف : "وفي السیاسة أیضا محطات ھبوط وصعود تتأرجح ضمن المتغیرات، لكن الثابت ھي الثوابت الوطنیة، فالجنوب الیوم لم یعد ذاك الجنوب ما قبل 2015 ،ومكتسباتھ الوطنیة كثیرة، وبیده أوراق متعددة، والواقع تغیر ولا یمكن العودة به الى النقطة التي یتوھمھا الواھمین".
وتابع الخبجي: "وعظمة الشعوب الواعیة تكمن في تقدیر الموقف وإدراك المتغیرات وخطورة المرحلة التي تمر فیھا من ظروف قاسیة وقدرتھا على تجاوزھا وتحویلھا إلى عملیة كفاحیة ضد الخصوم ولیس لمزید من الضغوط وأرباك القیادة".
وأوضح أن : "القیادة مسؤولیة ولیس فقط اتخاذ قرار والاندفاع نحو مآلات ما یخطط لھ الخصوم لإیقاعھا في الشراك المنصوبة، خاصة بعد أن أضحى الخصوم متخبطون ویسعون للعبث والفوضى، والأھم ھو إن تعرف كیف تبطل مخططات خصومك ولو بتراجعك خطوة، فالسھم یتراجع لكي یكون إندفاعه أقوى".
وأردف الخبجي : "وأي عمل سیاسي لابد ان یمر بتأرجح وفیھ نوعاً من الضغوطات وھنا تكمن حنكة القیادة في التعاطي مع الأمور لتحقیق بعض المكاسب الوطنیة الاضافیة وتفویت الفرصة على الخصوم ".
وأكد أن : "قیادة المجلس الانتقالي الجنوبي تملك قدرة على التعاطي مع الأمور، وما ذلك النواح الذي یبدیھ الخصوم إلا دلیل على ذلك، وتراھن قیادة المجلس على وعي جماھیر الحراك الجنوبي والشعب الجنوبي عامة، في إدراك ظروف المرحلة المعقدة، وأھمیة الخروج الآمن الى بر الأمن، وعادة من السھل التنظیر لدى الكثیرین، لكن الأھم ھو التطبیق القائم وفق معطیات مضمونة".
وأشار قائلاً : "وطالما أعطینا الثقة للقیادة لابد من منحھا الوقت الكافي في التصرف ونقیم نتائج عملھا وقراراتھا، ولابد أن تكون ھناك عقبات یتوجب معھا مراعاة تقدیر الموقف والظروف المحیطة على المستویات المحلیة والإقلیمیة والدولیة ولا یمكن تكون ھناك حلول بمعزل عنھ ھذه الأمور".
وبشأن بيان المجلس الإنتقالي الاخير ، قال الخبجي أن : "بیان 3 أكتوبر یعتبر خارطة عمل للانتقالي لا یمكن التراجع عنھ، لكن القیادة ھي من تحدد الوقت المناسب لتنفیذه والشعب الجنوبي یجب أن یكون سنداً لھذه القیادة التي تدرك حجم المسؤولیة التاریخیة وما یحاك من مؤامرات على مستوى رفیع من التكتیك لإدخال الجنوب في مستنقع الفوضى الخلاقة وتدمیر ما تبقى من مقومات الحیاة".
ولفت أنه : "من الممكن بل والمسؤولیة أن تؤجل خطوة بحدود الممكن لأجل حقن الدماء التي یسعى إلى إراقتھا الخصوم، وحمایة أھلنا وناسنا طالما نبحث عن وطن یكون الجمیع شركاء فیه".
وأختتم الخبجي حديثه بالقول : "ومن المھم أیضاً أن نحافظ على حلیفنا طالما ھو الآخر یتعرض لضغوطات قد لا یستطیع تجاوزھا، طالما ونحن في سفینة واحدة والمتربصین كثر لیس بالجنوب فقط بل بالتحالف العربي وبالمنطقة العربیة عامة".
وجاء حديث الخبجي في الوقت الذي تنامت فيه التهافتات حول بيان الإنتقالي الأخير وعدم تنفيذ ما حمله من بنود رغم مرور أكثر من 10 أيام على صدوره ، وهو الأمر الذي حاولت إستغلاله بعض الأطراف المعادية لصالحها لضرب أسفين بين المجلس وشعبيته الكبيرة في الجنوب.