"الإمارات" تقود معركة دامية في الحديدة .. وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية

"الإمارات" تقود معركة دامية في الحديدة .. وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية

 "الإمارات" تقود معركة دامية في الحديدة .. وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية
2018-09-20 13:00:45
خاص

تقود القوات الإماراتية في اليمن، عملية عسكرية للسيطرة على مدينة الحديدة ومينائها الواقعة تحت قبضة الحوثيين، في وقت تثير المعارك الدائرة مخاوف من تفاقم المأساة الإنسانية في البلاد التي تعاني من النزاع. وخلال الأسبوع الأول من المعارك التي اشتعلت في منطقة كيلو 16، المنفذ الشرقي للمدينة، شهدت الحديدة هجمات دامية نفذتها مقاتلات التحالف السعودي الإماراتي، ودخلت المدينة في حالة من الحصار الكلي والخانق، وارتفعت الأسعار بشكل جنوني. وسقط خلال تلك المعارك أكثر من ألف مقاتل من الطرفين، بين قتيل وجريح، وسط دفع التحالف والحوثيين المزيد من الحشود العسكرية. ضربات كارثية ..

 

 

ونفذ الطيران ضربات جوية سقط فيها عشرات المدنيين كان أبرزها سقوط أكثر من خمسة عشر مدنيا في ضربة واحدة، بمنطقة كيلو 16، بحسب أحد المسعفين لـ”المهرة بوست”، وبرر التحالف الهجوم على موقف للمسافرين من الحديدة إلى صنعاء بأنه استهدف مشرف الحوثيين، على منطقة كيلو 16 ويدعى "أبو تمام". وفي هجوم ثاني قال صيادون في بلدة الخوخة لـ”المهرة بوست” إن 18 صياداً قُتل بضربة لبوارج التحالف استهدفت قاربهم، بينما كانوا يصطادون في منطقة للصيد في البحر الأحمر، لكن التحالف عاود نفي التهم عليه، وقال إن سفينة مجهولة هاجمت الصيادين. ومنع التحالف العربي منح تراخيص السفن التجارية المتجه إلى ميناء الحديدة، المسؤول عن 80% من واردات اليمن، وقال مصدر حكومي لـ “المهرة بوست” إن التحالف العربي أوقف التصاريح الخاصة بالسفن التجارية، المتجه إلى ميناء الحديدة غربي اليمن، ولم يبقى في الميناء سوى سفينتين فقط ستكمل إفراغ حمولتها وتغادر. وتدخل عبر ميناء الحديدة الحيوي غالبية المواد التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ 2014، وتخشى منظمات دولية من إغلاق “ميناء الحديدة” أمام الواردات والمساعدات الإنسانية، ما سيتسبب بأكبر أزمة إنسانية عرفتها اليمن وسيضيف 8 ملايين يمني إلى قائمة المجاعة. أزمة وحصار خانق ..

 

 

وشهدت الحديدة أزمة خانقة في المشتقات النفطية وارتفاع كبير للأسعار، حيث تجاوز سعر الجالون الواحد 20 لتر من البنزين، بالسوق مبلغ 17000 الى 20000 ألف ريال يمني. كما أن من أهم عوامل أزمة المشتقات بحسب مصدر في شركة النفط تحدث لـ”المهرة بوست”، هو امتناع التجار عن استيراد المشتقات النفطية، نتيجة التهدور المستمر لأسعار العملة، حيث يقوم التجار باستيراد المواد النفطية بالعملة الصعبة، ويبيعونها لشركة النفط والسوق المحلية بالريال اليمن، مايسبب لهم خسائر مادية. وتضررت عدد من مخازن الإغاثة الدولية، والمصانع المحلية في مناطق كيلو 10 وشارع الخمسين، وكيلو 7، وكلها مناطق ملتهبة، خصوصا المستودعات التابعة لمنظمة الغذاء العالمي الواقعة في مطاحن البحر الأحمر والتي تعرضت لقصف قالت المنظمة إنه بقذيفة أطلقها مجهولون، بينما اتهم التحالف الحوثيين بإحراقه، وحذرت المنظمة من أن المعارك واستهداف عمال ومستودعات الإغاثة، ستحرم مئات الآلاف من اليمنيين من الغذاء الذي تقدمه المنظمة. وتأتي هذه الأزمة الإنسانية والحصار الذي تعيشه الحديدة، وسط موجة من النزوح هي الأكبر من المدينة ومن الأرياف الجنوبية والشرقية، في ظل انتشار الحوثيين وسط التجمعات السكنية ونصبهم للأسلحة الثقيلة والمدفعية، لمهاجمة القوات الحكومية من داخل تلك الأحياء، كما اتخذوا منازل السكان مقرات ومساكن لهم يختبئون فيها، وهو ما يعرضها لغارات التحالف العربي، والقصف المدفعي المتبادل. فشل سياسي يشعل الصراع العسكري .. وفي يونيو/حزيران أعلنت الإمارات بدء عملية عسكرية لتحرير الحديدة، لكنها وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت تعليق الهجوم البري على مدينة الحديدة نفسها لإفساح المجال أمام وساطة للأمم المتحدة، مطالبةً بانسحاب الحوثيين من المدينة والميناء. وفشلت الأمم المتحدة في عقد مشاورات سياسية غير مباشرة بين الحوثيين والحكومة اليمنية في جنيف مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري والذي أدى إلى اشتداد الحرب مرة أخرى. وتتواصل الحشود العسكرية من المقاتلين والأسلحة الثقيلة من الطرفين، استعدادا للمعركة الأخيرة التي تقودها الإمارات، وتحدثت عنها وسائل إعلام إماراتية، حيث قالت صحيفة البيان إن التحالف يستعد لمعركة برية وجوية وبحرية لانتزاع المدينة ومينائها من قبضة الحوثيين، بعد رسالة وجهتها لمجلس الأمن تؤكد على ضرورة السيطرة على الحديدة.