منذ إعلان الجنوبيين ثورتهم التحررية السلمية في السابع من يوليو عام 2007م، ضد الاحتلال اليمني الشمالي الغاشم الجاثم على أرضه من صيف 1994م، والذي دمر دولته وأذاق شعبه الويلات قتلاً وتنكيلاً وتشريداً واغتيالاً ، ممارساً ضد شعب الجنوب أبشع صنوف الظلم والإرهاب والطغيان .
رغم تلك المآسي والويلات التي تجرعها شعبنا ظل ثائراً صامداً صابراً ينشد الحرية والانعتاق من طغيان صنعاء وتحالف 7/7، ليأتي بعد ذلك غزو آخر في مارس 2015م، تحالف شر شمالي جديد ممثلا بقوات المقبور علي عبدالله صالح وميليشيات الحوثي بدعم إيراني ليأتي ترسيخاً لاحتلال صيف 94م، واستهدافا لأمن واستقرار الجنوب ودول الجوار والمنطقة بأسرها .
بعد كل تلك الأحداث الأليمة التي استهدفت الجنوب العربي وشعبه وأرضه وقضيته إلا أن شعبنا الحي الثائر ظل صامدا وانتصر على الغزو الجديد عام 2015م، بفضل صمود شعبنا وتضحيات أبنائه لاسيما المقاومة الجنوبية الباسلة ودعم وإسناد الأشقاء بالتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وبمشاركة فاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة .
فمنذ ثورة شعبنا التحررية السلمية وما تلاها من تطورات وما انبثق منها من مكونات وحركات ومجالس ، عمل حينها نظام صنعاء جاهدا على تفريخ مكونات الثورة الجنوبية والتي بلغت أكثر من 200 مكون وكيان وحركة ومجلس وغيرها، وهو ما أثر سلباً على قضية شعب الجنوب وثورته أمام الإقليم والعالم الذي لم يجد ممثلاً شرعياً واحداً يحمل راية شعبنا وثورته وقضيته.
صوت المقاومة الجنوبية : خاص
*الإعلان الذي أعاد الأمل لشعب الجنوب*
عقب الانتصار العظيم الذي حققه شعبنا الجنوبي ومقاومته الباسلة على غزو 2015م، ومشاركة التحالف العربي الفاعلة بالحرب على المليشيات الانقلابية شمالاً والغازية جنوباً، وكذا الحرب على الإرهاب الذي مولته بعض القوى الشمالية لاسيما حزب الإصلاح الشيطاني فرع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في اليمن.
ووسط تعنت الشرعية التي باتت رهينة لحزب الإصلاح الإرهابي، وإقصاء وتهميش قيادات الجنوب ومقاومته الباسلة من صناعة القرار وحكم أرضهم باعتبارهم من صنع النصر وأعاد الشرعية التي انقلب عليها الشمال كله، وظهور الحقيقة المرة التي حاولت بعض القوى إخفائها وتمرير المشاريع المنتقصة على شعبنا الجنوبي وقضيته لدفن قضيته، محاولات باءت بالفشل كالتي سبقتها من مؤامرات كالحوار اليمني الذي رفضه شعبنا لعدم اعترافه بحق شعبنا وحل قضيته حلاً عادلاً يرضيه.
بعد كل تلك الأحداث والتطورات انتفض شعبنا الأبيّ ليقول كلمته لخلق قيادة تمثله، فأعلن بحشد مليوني لاسيما في إعلان عدن التاريخي يوم الرابع من مايو 2017م، تفويضا للواء/ عيدروس قاسم الزُبيدي القائد الأعلى للمقاومة الجنوبية تشكيل قيادة تمثل شعبنا داخليا وخارجيا لانتزاع حقه الكامل والمشروع، ليكلل هذا التفويض بالإعلان يوم الحادي عشر من نفس الشهر عن هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء/ عيدروس الزبُيدي ، ونيابة الشيخ/ هاني بن بريك وعضوية شخصيات لها ثقلها شعبيا وسياسيا من كل مكونات وأطياف المجتمع الجنوبي.
فحين تم إعلان تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة اللواء/ عيدروس قاسم الزبيدي، جن جنون القوى اليمنية وأصحاب المصالح من أبناء جلدتنا الذين لا همّ لهم ولا هدف سوى مصالحهم الذاتية ولو كانت على حساب دماء الشهداء والجرحى ومعاناة شعبهم الذي يعاني منذ يوليو 1994م .
فكان لإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي والخطوات التي اتخذتها قيادته الحكيمة وفقاً لسياسة تتوافق مع الوضع على الأرض والمنطقة ولا تنتقص من حق شعبنا المنشود باستعادة وبناء دولته الجنوبية وعاصمتها عدن، خطوات جبارة أعادت الأمل لشعبنا ولقيت إشادة كبيرة داخلياً وخارجياً.
*ثروات الجنوب والحرب التي وحّدت القوى اليمنية من جديد*
منذ إعلان الانتصار العظيم في يوليو 2015م، والذي كلف شعبنا الجنوبي تضحيات كبيرة مقدما آلاف الشهداء والجرحى والمشردين في سبيل تطهير الأرض من الغزاة ودفن المشروع الإيراني الذي استهدف أرضنا وأمن المنطقة.
عقب الانتصار لم تخف معاناة شعبنا ولم يجف نزيف الدم، فظل غارقا بالمعاناة والأزمات المصطنعة من قبل قوى الشر والفساد والإفساد بالشرعية، حرب شعواء هدفها بقاء مصالحهم سارية ونهبهم لخيرات وثروات الجنوب مستمرا، وورقة ضغط على شعبنا للقبول بالمشاريع والحلول التي فُصلت على مقاس قوى تحالف 7/7 .
خلال الحرب الأخيرة والتي لازالت نيرانها مشتعلة ورجال مقاومتنا الباسلة يقاتلون على الحدود وخارجها إلى جانب الأشقاء في التحالف العربي، تجرع شعبنا الويلات ودمر ما تبقى على أرضه من بنية تحتية، على أمل أن ترفع عنه هذه المآسي ويعوض ولو قليلا جزاء تضحياته ودفنه للمشروع الإيراني في تراب العاصمة عدن الطاهرة.
على عكس الأماني كان الواقع مراً ومؤلما ، فرغم تحمل عدد من قيادات المقاومة الجنوبية والكوادر المسؤولية بالعاصمة عدن وبعض المحافظات المحررة استجابة لنداء الوطن والواقع التي أفرزته الحرب كشريك فاعل على الأرض بعد صناعة النصر العظيم .كانت قوى الشر وتحالف 7/7 بالشرعية يحيكون المؤامرات ويختلقون الأزمات فجرعوا شعبنا الويلات، حيث شنت ولا زالت حرباً خدماتية شعواء على شعبنا الجنوبي ، فلا كهرباء ولا ماء ولا مشتقات نفطية ولا مرتبات، حتى المساعدات الإنسانية والإغاثية المقدمة من الأشقاء تم الاستيلاء عليها من قبل المنظمات والجمعيات المحسوبة على حزب الإصلاح المسيطر على القرار في الشرعية.
حرب شعواء خدماتية وإعلامية شنت من قبل قوى الفساد والهيمنة في مفاصل الدولة على كل مسؤول مؤمنا بالتحرير والاستقلال وعلى كل مسؤول نزيه أن لا يقبل بأن يكون رهينة لقوى الشر والفساد ليتسنى لها الاستمرار في النهب والسرقة وإبقاء الجنوب وخيراته تحت سيطرتهم.
لم يكتفوا بذلك بل عملوا على زراعة وتمويل الخلايا الإرهابية للتخلص من كوادر الجنوب وإغراق العاصمة عدن وأخواتها بمشاريعهم التهديمية الشيطانية وتصوير الجنوب بأنه مرتعاً للجماعات الإرهابية، لكنهم فشلوا بفضل تضحيات شعبنا وصمود قيادة الأمن والحزام والمقاومة الأشاوس بحربهم على التنظيمات الإرهابية وتطهير العاصمة عدن وما جاورها بدعم وإسناد من الأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة.
فبعد تطهير العاصمة عدن والجنوب من مليشيات الغزو والعدوان والتنظيمات الإرهابية وتطبيع الحياة فيها، ظهرت نوايا قيادة الشرعية تجاه القيادات الجنوبية التي تحملوا المسؤولية وقت فرار الجميع ؛ فبدلاً من إعطاء الجنوب حقه في القرار على أرضه التي حررها أبناؤه، حدث العكس حيث تم فض تلك الشراكة التي أنتجتها الحرب بين المقاومة الجنوبية والشرعية بإعلان إقالتهم بقرارات إخونجية من حزب الإصلاح المسيطر على القرار بمكتب الرئاسة وبليلة صادفت ذكرى يوم إعلان الحرب على الجنوب من قبل تحالف 7/7 الشيطاني في العام 1994م .
تلك الحرب الشرسة الشعواء المستمرة حتى اليوم ضد شعب الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي التي فوضه شعبنا كانت الحدث الوحيد الذي وحد أطراف الشرعية والأحزاب والقوى اليمنية رغم اختلافهم وتخلفهم، مثلما وحدهم بقاء الجنوب تحت سيطرة تحالف 7/7 بأي ثمن ولو على حساب الدين ومعاناة الناس وعلى جثث الأبرياء.
حيث اجتمعت تلك القوى المتحاربة على السلطة والهيمنة والنهب وتوحدت من جديد بطرفة عين بحربهم على الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي وخلق الأكاذيب وبث الشائعات وتشويه صورته واستهداف قياداته، نفس المنطق ونفس الحديث على لسان نشطائهم وقنواتهم ووسائل الإعلام المحسوبة على الحوثي والمؤتمر والإصلاح والنهضة، شرعية وانقلاب وحدهم خطاب حربهم على الانتقالي والجنوب.
* ما أشبه اليوم بالبارحة!*
قبل أيام كان شعبنا مع ذكرى أليمة هي الذكرى الـ24 لاجتياح الجنوب من قبل نظام صنعاء في السابع من يوليو عام 1994م، هذه اليوم الأسود الذي استباح فيه نظام الاحتلال الجنوب شعباً وأرضاً دولة ثروة ومؤسسات، لازال باقياً حتى اليوم بالنسبة لشعب الجنوب الذي لما يحقق الهدف المنشود بعد.
فعلى الرغم من طرد القوات والمليشيات الشمالية الغاصبة لأرضنا في الحرب الأخيرة من قبل مقاومتنا الباسلة وما تلى ذلك من أحداث لصالح شعبنا حيث أضحت غالبية القوات المسلحة والأمنية على الأرض من أبناء جلتنا وقلة لا يمثلون شيئاً لازالوا رهن إشارة السفاح علي محسن الأحمر.
وكذا ما شهدته عاصمة الاحتلال "صنعاء" من أحداث أبرزها مقتل الطاغية علي عبدالله صالح علي يد الأفاعي التي رباها "مليشيات الحوثي" وانهيار حزبه "المؤتمر الشعبي العام" وغيرها من الأحداث والتطورات التي وبحسب الكثيرون فأنها لصالح الجنوب.
أحداث متسارعة على الساحة اليمنية وخطوات ثابتة يخطوها المجلس الانتقالي نحو ترتيب البيت الجنوبي من الداخل وإعادة تأسيس اللبنات الأولى لتشييد الدولة المنشودة، وأيضاً فتح آفاق وعلاقات خارجيا نحو تحقيق ما يعود بالنفع على شعبنا الجنوبي وقضيته العادلة، خطوات كبيرة وهامة لقيت ترحيباً واسعاً من أبناء شعبنا.
رغم هذا كله إلا أن الشعب في الجنوب لازال مستاءً من الوضع القائم والحرب الخدماتية المفروضة عليه من قبل حكومة الفساد وكأن شيئاً لم يكن بعد كل تلك التضحيات التي قدمها والمعاناة التي والويلات التي تجرعها.
حيث يرى الكثير من أبناء الجنوب وكذا العديد من المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني" أن الشرعية اليوم باتت رهينة حزب الإصلاح الإرهابي وكذا بقايا من مخلفات نظام عفاش " لهذا لم يتغير شيء بالنسبة للجنوب وقضيته لكون العداء التي تكنه قوى 7/7 للجنوب سيبقى ولن يتغير شيئاً فكل همها هو بقاء مصالحها واستمرار امد الحرب وليذهب الشعب في الجنوب وكذا في الشمال إلى الجحيم .
*تمخض الجبل فولد فأرًا!*
عملت بعض أطراف الشرعية جاهدة على إقصاء القيادات الجنوبية المؤمنين بالحرية والاستقلال والذين قادوا الانتصار ومن تلوى منصبا حاربته بشتى الوسائل ومن على شاشات الشرعية الرسمية، خوفاً على سحب البساط من تحتهم وخروج الجنوب من تحت سيطرتهم، لِمَ لا؟ وهم من خيراته وثرواته غارقون بالنعيم !.
لقد عملت تلك الأطراف في السلطة الشرعية اليمنية ممثلة بحزب الإصلاح عبر قياداتها على خلق الإشاعات واختلاق الأزمات والمشاكل وإثارة النعرات المناطقية في الجنوب ومحاربة أي تقارب جنوبي مع الرئيس/ عبدربه منصور هادي، حتى وصل الأمر إلى إصدار قرارات جمهورية تستهدف الجنوب "دون علمه"، ناهيك عن تورط بعض تلك الأطراف في الإرهاب واستهداف بعض الأشقاء بدول التحالف العربي .
عقب إعلان تشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي بقيادة اللواء/ عيدروس الزُبيدي تنفيذًا لنداء الشعب وتحقيقًا لإرادته التي أعلن عنها بإعلان عدن التاريخي، وبدلًا من إعادة الثقة بين الرئيس هادي وقيادة الانتقالي الذين جلهم قيادات كبيرة ورفيعة المستوى ولها ثقلها على الأرض، عملت تلك الأطراف على زيادة الفجوة وبناء جدار عازل على الرئيس هادي وحجبه عنها، حتى وصل الأمر وبكل وقاحة على تصوير الانتقالي انقلاباً على شرعيته، وعلى عكس ذلك أكد الانتقالي مرارًا وتكرارًا على احترام الرئيس هادي وتنديده بفساد حكومة بن دغر وممارساتها المستفزة لشعب الجنوب وقضيته .
فعندما أضحت الشرعية رهينة لطرف معين والكثير من رموزها من مخلفات النظام السابق والفاسدين الذين تم تدويرهم من مكان لآخر بدلًا من محاكمتهم جراء ما ارتكبوه من فساد وجرم بحق الشعب، عمدت الشرعية على انتهاج نهج عفاش ونظامه تجاه الجنوب وثورته وقضيته نهج الاستباحة والإجرام والتفريخ وتزوير إرادة شعب الجنوب.
حيث عملت الشرعية على تشكيل كيان ظنا منها بأنه سيكون نداً للمجلس الانتقالي الجنوبي المفوض من قبل الشعب والمكون من مختلف الأطياف الجنوبية، حيث أعلن في الثاني من مايو الفائت عن كيان بلا رئيس أطلق عليه "الائتلاف الوطني الجنوبي" تتكون هيئته التأسيسية من 63 شخصية جلهم من جنوبيي الشرعية ويمثلون الأحزاب السياسية لاسيما الإصلاح والمؤتمر والنهضة.
وأكد بيان الإشهار على أن أهداف الائتلاف هي دعم الشرعية والالتزام بالمرجعيات الثلاث (المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الدولية ذات الصلة) والعمل من أجل تحقيق مشروع الدولة الاتحادية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني الشامل، وكذا التمسك بما يخص الجنوب وقضيته الوطنية وفقاً لمخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ذات الصلة.
حيث رحب بهذا المولود الذي أنتجته الشرعية حتى قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، ومع ذلك أعلنت بعض القيادات التي ذكرت أسمائها في الائتلاف نفيها المشاركة فيه واستغربت وجود أسمائهم بدون استشارتهم.
ولقي الائتلاف انتقادات كثيرة وسخرية ليس من أشخاصه كقادة وشخصيات جنوبية بل من أهدافه التي أكد عليها بإعلانه والتي رفضها الشعب في الجنوب ومنها التمسك بمخرجات الحوار اليمني وكذا تحقيق مشروع الدولة الاتحادية وفقاً لمخرجاته، تلك المخرجات التي رفضها شعب الجنوب بأكثر من مليونية نظراً لتزويره للإرادة الشعبية الجنوبية ومحاولة فرض مشروع يرفضه الشعب، وعلى هذا الأساس انطبق عليه بحسب كثير من " الناشطين والنقاد " المثل القائل ( تمخض الجبل فولد فأرًا ) .
حيث قال الصحفي والكاتب الجنوبي "صلاح السقلدي " في مقال له مؤخرًا تحت عنوان ( الإمارات والشرعية .. عودة «الحرب الباردة» ): "من ضمن بنود ذلك الاتفاق المنهار( يقصد الاتفاق الذي حدث بين الشرعية ودولة الإمارات ) كان هناك بند غير معلن يخص الجانب الجنوبي، ينص على أن تنفتح «الشرعية» على «المجلس الانتقالي الجنوبي» وتجمّد أي نشاط لكيانات جنوبية أخرى مناوئة لهذا «الانتقالي»، ومنها ذلك الكيان الذي أوجدته «الشرعية» بالرياض قبل شهرين، والمعروف باسم «الائتلاف الوطني الجنوبي»، كذراع جنوبي لهذه السلطة ليقوم بمهام موازية لـ«الانتقالي»، ويعمل على تشتيت وتشويش أنظار العالم حيال القضية الجنوبية، في حال أن أصر المجتمع الدولي على إشراك الجانب الجنوبي في طاولة المفاوضات اليمينة المنتظرة، المطلب الذي اشترطه المبعوث الدولي مارتن جريفيث قبل شهرين لإنجاح أي مفاوضات يمنية".
ويضيف الكاتب : " لمّـا كان «الانتقالي» والمجالس الحراكية الجنوبية الثورية الأخرى بعيدة عن مشروع هذه السلطة «مشروع الستة الأقاليم»، خشيت «الشرعية» أن تتفرد هذه الكيانات الجنوبية المتبنية لمشروع استعادة الدولة الجنوبية بتمثيل القضية الجنوبية بالمفاوضات المنتظرة، وشرعت لإفشال ذلك المسعى من خلال إنشاء كيانها الجنوبي الموالي لها، والمكون من العناصر الجنوبية التواقة لمناصب ومكاسب في كنف هذه السلطة، وهي العناصر التي ما يزال كثير منها قابعاً بالرياض، حتى بعد عودة السلطة الداعمة لهم إلى عدن ومأرب".
*رفض اليمننة ومحاولة فرض المشاريع المنتقصة*
ثار الشعب في الجنوب وقاوم الاحتلال اليمني والغزو الثاني تحت راية الجنوب ونحو تحقيق الهدف الذي ضحى من أجله بعشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمشردين، ومع المتغيرات والأحداث المتسارعة نزل من ركب الحرية والاستقلال الكثير من القيادات التي فضّلت المناصب والمصالح على المبادئ والهدف الجنوبي المنشود.
وقد أكد شعبنا مرارًا وتكرارًا بأكثر من مليونية على رفضه أي حلول تنتقص من حق بالانعتاق واستعادة دولته الجنوبية كاملة السيادة بحدود مايو 1990م وعاصمتها عدن، ورفضه لليمننة وأي مشاريع أخرى دون الحرية والاستقلال .
وهنا نجد بأن المجلس الانتقالي الجنوبي أتى محققًا وممثلًا لهذه الإرادة الشعبية الجنوبية ورافعا ذلك الهدف، عكس الائتلاف الوطني الجنوبي الذي أكد على تحقيق مخرجات الحوار اليمني ومشروع الدولة الاتحادية من ستة أقاليم .
وبهذا الخصوص قال الدكتور/ حسين لقور: " عندما صنعت الشرعية الائتلاف الجنوبي رحبنا بهذا التشكيل كونه قد أوضح مواقف كثيرين كانوا يقفون في منطقة رمادية من القضية الجنوبية التي في جوهرها هي رفض ليمننة الجنوب ، وأضحى الائتلاف ممثلا لمن يريدون إبقاء الجنوب في اليمننة لذا وجد الرعاية من قوى اليمننة السياسية التي حاربت الانتقالي" .
*الحاضنة الشعبية والحضور السياسي والتواجد على الأرض*
لاشك بأن للحاضنة الشعبية لأي حزب أو كيان أو مشروع أهمية كبيرة وأساس متين، فحينما تكون حاضنته الشعبية أقوى وأكثر تكون الغلبة والنصر لمن له قاعدة صلبة وجمهور أكثر، والعالم لا يعترف إلا بالقوي على الأرض.
وعلى هذا الأساس نجد بأن المجلس الانتقالي الجنوبي له حاضنة شعبية كبيرة بالجنوب من أقصاه إلى أقصاه، وهذا أثبتته شواهد كثيرة سيما تلك المليونيات التي دعا لها والفعاليات التي أقامها والأنشطة التي دشنها في العاصمة عدن ومختلف المحافظات على سبيل المثال لا الحصر تدشين القيادات المحلية خلال الأشهر الماضية.
إلى جانب الحاضنة الشعبية ذات الأهمية فإن عامل القوة والتواجد على الأرض لا يقل أهمية عنها، وهذا ما للمجلس الانتقالي على الأرض من تواجد سياسيًا وعسكريًا، حيث أضحى له قيادات محلية في العاصمة عدن والمديريات والمحافظات الأخرى وكذا قوات المقاومة الجنوبية التي تسيطر على الأرض ورجال المقاومة في الجبهات إلى جانب قوات التحالف العربي ومشاركتها إلى جانب رجال الأمن في محاربة الإرهاب.
وقبل أيام اختتمت جلسات الدورة الأولى للجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، والتي احتضنتها العاصمة الجنوبية عدن خلال الفترة من 8 – 10 يوليو الحالي، وخرج بيانها الختامي بتوصيات هامة تخص القضية الجنوبية وشكل الدولة الجنوبية المنشودة.
هذا الحضور السياسي والميداني الكبير للمجلس الانتقالي الجنوبي داخليًا في العاصمة عدن وبقية المحافظات والأنشطة واللقاءات الهامة خارجيًا تضاف إلى رصيد المجلس، يقابله عدم تسجيل أي حضور سياسي للائتلاف الجنوبي المعلن من قبل الشرعية.
*تدخلات النهضة والإصلاح تفكك ائتلاف الشرعية*
قالت صحيفة "اليوم الثامن" في تقرير لها قبل أيام بأن قيادات جنوبية موالية لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وانضوت قبل شهرين في ائتلاف سياسي شكلته أحزاب يمنية بغية تمثيل الجنوب، انشقاقها عن الائتلاف بعدوى تدخلات بعض تيارات الإسلام السياسي في اليمن، وهي التيارات التي ترفض أي معالجة للقضية الجنوبية وتفضل أن يبقى الجنوب تحت سيطرة النفوذ اليمني في صنعاء.
وأضافت في تقريرها بعنوان (انشقاقات بفعل تدخلات النهضة والإصلاح.. تقرير: كيف فككت تدخلات الإخوان ائتلاف الشرعية؟) عن قيادي بالائتلاف "إن خلافات نشبت بين قادة الائتلاف الوليد على أموال قدمتها قطر والسعودية، وذهب جزء منها لقيادات النهضة والإصلاح الذين يتزعمون الائتلاف".
وقال المصدر ذاته "أن الائتلاف اعتمدت على إثارة الفوضى المناطقية في الجنوب لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن ذلك لم يحقق أي نتائج مما كان يرجوه قادة الائتلاف المزعوم"، وحمل قيادات النهضة والإصلاح مسؤولية الانشقاقات التي حدثت.. مشيرا إلى أن قادة الائتلاف همهم الأساسي جمع المال، وأكد أن السعودية قدمت أموالاً للائتلاف بناء على طلب قدم من مكتب الرئيس عبدربه منصور هادي.
*التقارب (الجنوبي – الجنوبي) مطلوب*
أضحى التقارب (الجنوبي - الجنوبي) مطلوبًا أكثر من أي وقت مضى نحو ترتيب البيت الجنوبي الداخلي، وهذا ما يؤكد عليه الكثير وينشده الشعب الذي مل وعانى كثيرًا من خلافات القيادات واختلاف وجهات النظر لاسيما قبل الحرب الأخيرة.
وقد عمل المجلس الانتقالي الجنوبي مؤخرًا على تحقيق التقارب الجنوبي ودعوة كل القيادات الجنوبية للحوار، وقامت رئاسة المجلس ممثلة بالرئيس اللواء/ عيدروس الزبُيدي باللقاء بالعديد من القيادات والرؤساء السابقين في الخارج لتقريب وجهات النظر لما من شأنه خدمة القضية الجنوبية وتحقيق طموحات شعبنا الجنوبي.
تلك التحركات الجادة للمجلس الانتقالي نحو التقارب الجنوبي لقيت ترحيبًا شعبيًا واسعا، ويتطلع الكثير من أبناء الجنوب المزيد من التقارب ووحدة الصف نحو انتزاع الحق المشروع والمشاركة بأي استحقاقات خلال الفترة القادمة.