كلمة الرئيس عيدروس الزُبيدي في ذكرى 7 يوليو، والتي القاها في حفل أربعينية الفقيد الحدي

كلمة الرئيس عيدروس الزُبيدي في ذكرى 7 يوليو، والتي القاها في حفل أربعينية الفقيد الحدي

كلمة الرئيس عيدروس الزُبيدي في ذكرى 7 يوليو، والتي القاها في حفل أربعينية الفقيد الحدي
2018-07-07 10:09:55
صوت المقاومة/خاص-عدن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، اما بعد:
يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم
أيها الجنوبيون في الداخل والخارج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني اليوم وانا اتحدث اليكم ان أتذكر بكل فخر تضحياتكم الكبيرة، ونضالاتكم العظيمة واصراركم على المضي قدماً نحو هدفنا الوطني الذي طالما كافحنا من أجله، وضحّينا سويّاً من أجله. ودون كلل أو ملل يمضي الجنوبيون بكل ثقة واقتدار سائرين على درب الدفاع عن الحقوق وحماية المستقبل وصناعة التاريخ بنكهة جنوبية خاصة لا تقبل عنواناً غير الاستقلال والحرية كاملة الأركان.
 
وامتدادا لإرادة النصر وعزيمة الصبر، فان ذكرى هذا اليوم السابع من يوليو تحمل بين سطورها ذكرى أليمة عنونها ضياع الوطن ظلماً وتجبّراً دون وجه حق، حين تكالبت علينا الأعداء تحت راية نظام صنعاء الظالم سنة 1994م النظام الذي أطلق حربه آنذاك ونجح في احتلال الأرض وهدم المنجزات وتشويه صورة الوطن وأهله، لكنه فشل في تكبيل عزائم الثوار الأحرار الذين قاوموه بكل وسائل المقاومة حتى سجلوا بعد أكثر من عشرون عاماً نصراً لن ينساه التاريخ.
 
في مثل هذا اليوم، قررت عصابة 7/7 ان تقتل الوطن، قرر هؤلاء ان يسجلوا جرماً جديداً في صفحاتهم المليئة بالسواد، وعلى الرغم من فشلهم الذريع الا انهم تركوا في هامة الوطن الذي رفض ان ينحني، تركوا جُرحاً سيحتاج منا الكثير حتى يندمل، لا بد انهم دفعوا وسيدفعون ثمن فعلتهم وجرمهم، ولن ينسى الوطن ما قاموا به، ولن يسامحهم الشعب ولا التاريخ.
 
ومن أعماق ذكرى هذا الألم وهذا اليوم الأسود، أطلق الجنوبيون في نفس التاريخ عام 2007م حراكهم السلمي ليصنعون من ضعفهم قوة ومن انكسارهم ثورة تمسح وجع سنين من الظلم والقهر والاستبداد. ولا غرابة، فهذا الشعب حيٌّ لا تموت فيه الكرامة ولا يسقط فيه الأمل حتى يرسم خارطة جديدة للمستقبل المشرق.
 
وامتدادا لهذا التاريخ المشرّف فان المجلس الانتقالي الجنوبي يؤكد مجددا على مسألة الثبات على اهداف الثورة الجنوبية التحررية وعلى اهداف قوات المقاومة الجنوبية المتمثلة في استكمال مهام تحرير القرار السياسي وتحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة، ذات الأسس المدنية والديموقراطية الضامنة للحريات العامة وحقوق الإنسان والمواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.
اننا نؤكد في هذه الذكرى على تمسكنا بمبدأ التصالح والتسامح الجنوبي كمبدأ لا حياد عنه، المبدأ المقدس الذي ينبذ كافة أشكال التنازع، والذي يؤكد على ضرورة إفشال أي محاولات لإعادة صراعات الماضي التي أصبحت من التاريخ ولن تعود أبداً.
يا أبناء شعبنا الجنوبي العظيم
اننا ونحن نستذكر هذا التاريخ الكبير الذي شهد تحولات مهمة، أوصلتنا الى ما نحن عليه، نستذكر وبكل فخر كل من صنعت أيديهم مستقبلنا، وكل من أفنوا ارواحهم الطاهرة من اجل الوطن. واليوم يمر علينا في هذا التأبين ظِلال رجلاً من رجالات هذا الوطن وسيفاً جنوبياً من سيوفه المجربة، التي طالما ضربنا بها الظالمين وكسرنا بها قيودنا نحو الحرية والاستقلال.
لقد كان اللواء احمد علي الحدي – رحمه الله تعالى – نبراساً مشعاً طالما بددنا به ظلام الاحتلال، ورأينا به طريقنا وهدفنا بوضوح. ان أبا محمد لم يرحل لان من يترك ارثاً كبيراً من البطولة والشجاعة والتضحية من اجل الوطن لن ينساه الوطن ولن تغيّبه الأيام ولن يغادر من قلوبنا التي اشتاقت له كثيراً.
وكما قيل فإن العظماء لا يموتون بل يخلدهم التاريخ، وفقيدنا جزء من تاريخنا الناصع وسبباً في ما حققناه من انتصارات جنوبية طالما فاخرنا بها امام الاخرين. لقد كان نعم الأخ ونعم الرفيق ونعم النصير، وسنبقى أوفياء له ولتاريخه ولإنجازاته ما حيينا.
يا جماهير شعبنا العظيم
 
ان الجنوبيون والجنوبيات الذين صاغوا تفاصيل هذه المراحل، وشاركوا فيها، واجتازوا هذه التحولات الصعبة والمعقدة بكل اقتدار ليستحقون ان نخلدهم في كل صفحات تاريخنا، وان الوفاء الحقيقي لهم هو الحفاظ على منجزاتهم والسير على دربهم حتى تحقيق اهدافنا الوطنية، ولا خيارً آخر.
نستحضر جمعياً ذكرى هذا اليوم، متمسكين بواقعنا السياسي الجديد ومحافظين على منجزاتنا التي دافعنا كثيراً من أجلها، وضحينا كثيرا من اجلها. مجددين عهدنا لله والوطن والشعب على المضي قدماً حتى تحقيق اهدافنا الوطنية وصناعة مستقبلنا الآمن.
الرحمة والغفران لشهدائنا الابرار، والشفاء العاجل لجرحانا الأبطال، والحرية للأسرى المغاوير


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته