مدير المنطقة الأولى بكهرباء عدن: الطاقة المشتراة لا تسمن ولا تغني من جوع ومشاكلها الفنية كبيرة (حوار)

مدير المنطقة الأولى بكهرباء عدن: الطاقة المشتراة لا تسمن ولا تغني من جوع ومشاكلها الفنية كبيرة (حوار)

مدير المنطقة الأولى بكهرباء عدن: الطاقة المشتراة لا تسمن ولا تغني من جوع ومشاكلها الفنية كبيرة (حوار)
2018-05-30 21:45:33
صوت المقاومة الجنوبية - حاوره / عميد مساعد الحريري
تعتبر أزمة الكهرباء التي يمر بها اليمن حاليا واحدة من أكثر الأزمات التي أثرت بشكل كبير على التنمية ونمط الحياة اليومية للمواطن ولعل السبب المباشر لذلك هو امتداد الأزمة لفترة زمنية قاربت على العشرة اعوام دون ان تلوح في الأفق أي حلول في المستقبل القريب لا بل يلاحظ المتابع لهذه الأزمة إن أداء المنظومة الكهربائية (توليد شبكة نقل وتوزيع) ازداد سوءا في سنوات الحرب الاخيرة التي فرضها الانقلابيون على الرغم انهم هم المتسببين الرئيسيين في هذه الأزمة المستعصية التي لم تستطع الحكومة ان تجد لها حلاً ؟!
للتعريف بهذه الأزمة وأبعادها والحلول التي يمكن اعتمادها للخروج من هذه المعاناة اليومية اجرينا الحوار مع المدير العام للكهرباء في المنطقة الأولى عدن المهندس/ ياسين عبدالكريم.
وهاكم الحصيلة :
# ما المقصود بأزمة الكهرباء وما هي الأسباب الرئيسية وراء استمرارها طيلة هذه الفترة؟
تكون الكهرباء في حالة أزمة عندما تعجز المنظومة الوطنية عن التغذية الكهربائية للمستهلكين على مدى أربعة وعشرين ساعة في اليوم الواحد ويكون هذا العجز مستمر لفترة طويلة من الزمن اما أسباب هذه الأزمة فهي متعددة وتتعلق بطبيعة المنظومة الكهربائية في محافظة عدن وضواحيها او حيث تتكون هذه المنظومة من منظومة توليد والتي تشمل كافة محطات توليد الطاقة الكهربائية ومنظومة نقل الطاقة من محطات التوليد الى المستهلكين ومنظومة توزيع والتي تتولى توزيع الطاقة على المستهلكين وتعاني محطات التوليد من التقادم في معداتها مع نقص كبير في الطاقة المتولدة بالقياس إلى الطاقة المطلوبة حيث ان مجموع ما تتولد من كافة هذه المحطات اقل من % 50 من الطاقة المطلوبة حاليا اما منظومة النقل فهي ليست افضل حالا بالقياس الى محطات التوليد.. كما ان محطات النقل في هذه المنظومة تعاني من الاختناق حيث تعاني الغالبية منها من الزيادة في الاحمال.
وفيما يخص منظومة التوزيع, فهي الاسوأ حال في الشبكة الوطنية حيث تعاني من مشاكل كبيرة جدا وتتركز بشكل أساسي بقدمها وعدم توفر مراكز التدريب الحديثة التي توفر الأساليب العلمية والحديثة في إدارة هذه المنظومة والتي تطبق في معظم شبكات الكهرباء في عالمنا المعاصر كما أن عدم الاهتمام بقطاع الطاقة الكهربائية أدى بالنتيجة الى هذا التدهور الكبير في تأمين الطاقة الكهربائية للمستهلكين.
# إذا كان النقص في الطاقة هو أحد الأسباب الرئيسية للازمة فلماذا لا يتم اتخاذ الخطوات المطلوبة في سد النقص؟ وما دور الطاقة المؤجرة او المشتراة؟
ان سد النقص في الطاقة الكهربائية يتطلب انشاء محطات توليد تعمل بالوقود الرخيص غاز أو فحم (محطات توليد غازية ) بهدف زيادة الكفاءة لهذا النوع من المحطات, الا ان المسؤولين عن ملف الكهرباء وللأسف الشديد لم يقوموا بالخطوات الصحيحة في هذا الجانب, فقد تم التركيز على اعادة اعمار المحطات العاملة في المنظومة دون الالتفات الجاد الى انشاء محطات جديدة .. و لكون مدن الجنوب المتميزة بمنابع النفط والامن النسبي هي المعول عليها في بناء محطات توليد تصل قدرتها الى 1000ميجا وات مثلا تكون الاساس في التغذية الكهربائية لمحافظة عدن او والمحافظات القريبة منها والمرتبطة بمنظومة عدن .
الطاقة المشتراة عبارة عن وحدات بقدرة واحد ميجا لا تسمن ولا تغني من جوع ..عبارة عن حلول مؤقتة وغير مناسبة لمنظومة عدن حيث ان مشاكلها الفنية كبيرة.
# إذا كانت منظومة التوزيع هي احد أسباب هذه الأزمة فما هي التوصيات الملائمة لتجاوز مشاكل هذه المنظومة؟
من الملاحظ ان مشاكل منظومة التوزيع كثيرة ومتنوعة وتتعلق بأسلوب عمل وتنظيم المنظومة ونعتقد ان هذا الموضوع يحتاج الى دراسة شاملة بهدف النهوض بأداء منظومة التوزيع والتي بتماس مباشر مع المواطن لكون جزء كبير من المشاكل والمعوقات تتعلق بحالات التجاوز من قبل المواطنين سواء على الشبكة او على مقاييس الكهرباء والتي أدت الى زيادة الاستهلاك وبالمقابل ضياع اكثر من60%من الطاقة مفقودة.
ويفترض ان تكون مؤسسة الكهرباء ذات استقلالية بحيث يكون لديها شرطة خاصة ونيابة ومحكمة مثلها مثل المرور مثلا او كما هو معمول به في كثير من البلدان العربية والاجنبية
# لماذا لا تتم دعوة الشركات العالمية الى الاستثمار في الكهرباء؟
ان ارتفاع نسبة الضائعات (والتي تمثل الفرق بين الطاقة المستلمة والمباعة) في الطاقة الكهربائية في دوائر التوزيع ادى الى تدني في إيرادات المؤسسة بحيث أصبحت لا تسد رواتب والموازنة التشغيلية ولذلك تعتمد كافة مشاريع المؤسسة تعتمد على الدولة في حين ان منظومات الكهرباء في معظم دول العالم تعتبر ذات مردود اقتصادي.
ان هذا الأمر قد تسبب في غلق فرص الاستثمار في قطاع الكهرباء بسبب العجز عن تسديد قيمة الطاقة المجهزة من قبل المستثمرين. وبذلك حرم المواطن من فرصة زيادة الطاقة الكهربائية بالاعتماد على الاستثمار, ولا نعتقد ان هنالك استثمار في قطاع الكهرباء دون اصلاح البنية الاساسية للكهرباء.. أن الطاقة تعد الركيزة الأساسية لإحداث التنمية الشاملة في اي بلد ولن ينجح الاستثمار الصناعي ادا لم تتوفر الكهرباء
# كلمه أخيرة
حل مشكله الكهرباء تحتاج إلى تكاتف كل الجهود من قبل الجميع .
أخيرا لنا تواصل ان شاء الله معكم ومع كافة المسؤولين في هذه المؤسسة الخدمية الهامة نشكر الاخ المهندس مدير عام المنطقة الأولى على هذا الحديث الشيق ونأمل من الجهات المسؤولة اخذ المفيد والعمل بنصائح هذا الرجل المهندس الرائع الذي يودي واجبه بصمت بعيدا عن الضجيج والكيمرات الاعلامية وقد كانت لنا فرصة سعيدة ان نتحاور معه.