انشغلت وسائل إعلام إيرانية خلال الأيام الماضية بالحديث عن «مباحاثات تجريها طهران مع دول اوروبية بغية التوصل لحل ينهي الصراع في اليمن».
وحيث لا يمكن فصل هذا التحرك الإيراني مع تلقين مليشياتهم الحوثيين هزائم موجعة في جبهة الساحل الغربي, فإن محللين يمنيين اشاروا إلى«وجود مخطط إيراني خطير ومخادع»
ويهدف المخطط -بحسب المحللين- إلى «انقاذ الحوثيين من السقوط المرتقب والمدوي في الحديدة والعمل على توقيف العمليات العسكرية الدائرة هناك حتى يتسنى للمليشيات ترتيب صفوفها من جديد».
وأوضح المحللون إلى إن «إيران مارست نفس الاستراتيجية قبل كل معركة خسر فيها الحوثي إحدى المناطق او المحافظات ,حدث ذلك في الجنوب حين روجت إيران بانها ستضغط على الحوثيين للقبول بهدن لوقف اطلاق النار والدخول في مفاوضات».
في هذا الصدد نقلت وكالة رويترز «أن مسؤولين إيرانيين وأوروبيين وصلوا لمراحل متقدمة في محادثات لإنهاء الصراع الدائر في اليمن، بعد إبداء طهران استعدادها للضغط من أجل وقف إطلاق النار وتخفيف الأزمة الإنسانية».
ونقلت الوكالة عن مصدر إيراني قوله «إن طهران وافقت على العمل مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا لإنهاء الصراع في اليمن، بسبب ما وصفها بالكارثة الإنسانية، مضيفا أن الهدف هو "التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمساعدة المدنيين، سنستخدم نفوذنا لإحضار حلفائنا إلى مائدة التفاوض».
وقال مسؤول أوروبي «إن المحادثات مع الإيرانيين تجري بشكل جيد جدا، وإنهم أبدوا استعدادهم لتقديم خدماتهم في الاتصال بالحوثيين من أجل المضي قدما لإنهاء الصراع في اليمن».
اما كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين عباس عراقجي فقال «إن المحادثات بشأن الصراع الدائر في اليمن تمضي بالتوازي مع المحادثات بشأن النووي مع الموقعين الأوروبيين على الاتفاق الذي قبلت إيران بموجبه تقليص أنشطتها النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية».
وأضاف «أن اجتماعا سيعقد بين إيران والقوى الأوروبية في منتصف يونيو/حزيران في بروكسل لبحث الصراع الدائر في اليمن».
وأقرت إيران لأول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بضلوعها في الصراع الدائر في اليمن عندما قال قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري إن بلاده قدمت المساعدات في صورة المشورة لحلفائها في اليمن.
ولحماية إيران من عقوبات أميركية جديدة، تضغط القوى الأوروبية على طهران لتخفيف نشاطها الإقليمي، بما في ذلك دورها في الحرب الدائرة في اليمن.