((البيان عمَّا أُشيع من البهتان))
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد طلب مني بعض الإخوة المقربين الردَّ عما أشيع في بعض الوسائل الإعلامية المغرضة التي تسعى إلى تزييف الحقائق والتشويش على الناس من خلال بث الأخبار الكاذبة، واتهام الأبرياء الشرفاء الحريصين على نفع البلاد والعباد، وأنَّى لهم ذلك!
وفي الحقيقة أنا لا أحب مثل هذه الردود لأنها مضيعة للوقت وللجهد فيما لا طائل تحته، ولأنه من المعلوم أن واثق الخطوة يمشي ملكاً، فلا يضر السحاب نباح الكلاب، ويدٌ لا تسرق فأنى لها أن تخاف؟!
وهؤلاء التافهون امتروا هذه الوظيفة واعتادوا على هذا الصنيع، والالتفات لأمثالهم تعظيماً لهم وهم أتفه من ذلك، وحقيقة صنيعهم كقول القائل:
كَناطِحٍ صَخْرَةً يَوْماً ليِوُهِنَها *** فَلَمْ يَضِرّْها وأوْهى قَرْنَه الوعِلُ
ولذا فإنني رأيت - كغيري ممن رأى- في الوسائل الإعلامية إشعارا خاصا باستدعائي للنيابة للتحقيق في بلاغ ما ذُكر في الاستدعاء، وتفاجأت أشد المفاجأة كيف ينشر استدعاء في الوسائل الإعلامية دون أن يكون عندي أدنى معرفة بالموضوع (وهذا يعد مخالفة لابد من التحقيق فيها وفعلا رفعت في ذلك بلاغا في التشهير والتشويه تجاه من سرّب ونشر وأحيل هذا البلاغ للتحقيق ) وهذا يؤكد أن هذا بلاغ كيدي الغرض منه التشهير والتشويش الإعلامي ليس إلا، وإن كانوا محقين فليبرزوا أدلتهم ومستنداتهم فليس كل ادعاء يكون حقا، وكما قال القائل:
والدعاوى ما لم تقم عليها بينات أصحابها أدعياء
ثم تفنن هؤلاء المغرضون بتأليف القصص واصطناع الأحداث، فذكروا كلاماً غريباً من أنني أخذت سيارة نوع هيلوكس من مكتب الأوقاف ! وهذا أمر لا يلتفت له؛ وذلك لأن المكتب لا يملك سيارة من الأساس.
فإن قيل: إننا قد اشترينا سيارة من حساب الأوقاف كما ذكر الأخ/ فائز نصر – نائبي السابق الذي أوقفته النيابة لارتكابه مخالفات مالية صريحة – . فهذا لا يمكن أن يخفى على أحد ؛ وذلك لأن كشف البنك واستمارات الصرف ممكن أن يطّلع عليها الجميع، ولا يوجد من هذا ألبتة.
ومع ذلك كله سأرفق للجميع إفادة من المختصين في المكتب بعدم شراء المكتب أي سيارة ولم تدخل في أصوله أي شيء من هذا القبيل.
وإنني أتعجب أشد العجب من صنيع هؤلاء المغرضين وجرأتهم في نشر الأخبار الكاذبة بلا خوف من الله سبحانه وتعالى ولا رادع ديني يردعهم عن هذا الصنيع، متناسين في ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبا أن يُحدِّث بكل ما سمع".
فكيف إذا كان في نشر هذا أذيةً للمؤمنين وتشويهاً لأعراضهم فإنه أعظم وأعظم، وقد قال الله سبحانه: ((والَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا)) (الأحزاب:58). ولكننا في زمن قال فيه نبينا صلى الله عليه وسلم: "سيَأتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خُدَّاعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا الكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الخَائِنُ, وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ". قِيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ، قَال: "الرَّجُلُ التَّافِهُ يَنْطِقُ فِي أَمْرِ الْعَامَةِ". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم فنحن نعيش هذا الزمن، فالكاذب مصدَّق، والصادق يُكذَّب، والخائن يؤتمن، والأمين يخوَّن، وأصبح التافه يشار إليه بالبنان، والله المستعان.
هذا ما أردت بيانه وتبيينه تلبية لمن لا أستطيع رد طلبه، والله أسأل أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه/ د. محمد حسين محمد الوالي
مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد م/عدن