منذ تأسيسه شهد المجلس الانتقالي الجنوبي توسعا ملحوظا في علاقاته الداخلية والخارجية وحظي بالتفاف جماهيري واسع ، مما جعله محط أنظار الاقليم والعالم ، وتجلى ذلك من خلال الزيارات المتتابعة للمنظمات الاممية للإلقتاء بقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة عدن وخارجها، الامر الذي عده البعض اعترافا دوليا واقليميا بالانتقالي وبدوره الفعّال على ارض الواقع ، في حين رأى اخرون ان ذلك مؤشر على الدور المستقبلي للمجلس في الجنوب وفي المنطقة ، ومن ابرز تلك الزيارات لقاء منظمة أوكسفام البريطانية ولجنة الصليب الأحمر بالقائد عيدروس الزبيدي (رئيس المجلس) وهاني بن بريك (نائبه) في عدن ،ولقاء اللواء احمد سعيد بن بريك برئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمروبحثه معه تطورات الاوضاع في العاصمة عدن، وايضا لقاء الدكتور ناصر الخبجي القائم باعمال رئيس المجلس الانتقالي بالمستشار السياسي الخاص لمكتب المبعوث الخاص للأمم المتحدة باليمن السيد ” بيتر رايس، ثم اللقاء الذي جمع قادة المجلس بالمبعوث الاممي السابق اسماعيل ولد الشيخ في الرياض. تلك اللقاءات بقادة المجلس الانتقالي الجنوبي ، كشفت عن رغبة حقيقية لدى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية وتطلعهم للتعامل مع المجلس كشريك حقيقي في صناعة السلام ،والمساهمة في ايجاد تسوية للمشكلة اليمنية الراهنة وعقدتها الأساسية المتمثلة بقضية شعب الجنوب. بحسب سياسيون. وقد رصد "الإتحاد نيوز" عدد من الاراء حول دلالة تلك اللقاء فيما يلي اهمها: بداية يقول السياسي والكاتب الجنوبي منصور صالح تكشف تلك اللقاءات عن التعاطي والانفتاح الدولي على المجلس ونجاحه في تقديم نفسه كحامل وممثل للقضية الجنوبية ، اذ بات المجلس يعبر وبجدارة عن قضية شعب الجنوب الذي خرج في حشود جماهيرية عريضة لتفويض المجلس وقائده اللواء عيدروس الزُبيدي لقيادة المرحلة وتبني مطالب الجنوب في استعادة دولته. رافعة سياسية لا يمكن تجاوزها وأضاف في حديث خاص لـ "الاتحاد نيوز" : كما أن تلك اللقاءات تؤكد على النظرة الايجابية تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي ،وتطلع المجتمع الدولي للتعامل معه كشريك حقيقي في صنع السلام ،والمساهمة في ايجاد تسوية للمشكلة اليمنية الراهنة وعقدتها الأساسية المتمثلة بقضية شعب الجنوب. مشيرا إلى أن المجتمع الدولي ظل يرقب خلال الفترة الماضية الساحة الجنوبية وما يعتمل بها من حراك تحرري ويبدو واضحا انه قد اقتنع مؤخرا ومن خلال ما افرزته الفترة الماضية من معطيات بأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو المظلة والرافعة السياسية للقضية الجنوبية وهو الشريك الذي لا ينبغي تجاوزه في اي عملية تسوية تتعلق بالجنوب وان محاولة تجاوزه ستكون مؤشرا على ان اي تسويه بدونه ستلد ميته ولن يكتب لها اي نجاح. نتائج ايجابية وأكد منصور وهو نائب رئيس الدائرة الاعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي أيضا أن نتائج هذه اللقاءات هي عملية مسح ودراسة للمواقف وللحالات السياسية القائمة ومعرفة وجهات نظر القوى الفاعلة في الساحة اليمنية عموما والجنوب على وجه خاص ،وتقييم مدى تأثير هذه القوى على رسم الخارطة على الارض ، وبالتالي فإنها ومن دونها شك فانها ستكون ايجابية بالنسبة للمجلس الانتقالي الجنوبي اذا ما استوعبت مكانة وقدرات المجلس وحاضنته الشعبية وقدراته العسكرية وبكونه اصبح سلطة امر واقع سياسيا وعسكريا في عموم محافظات الجنوب الثمان ويحظى بثقة الشارع الذي يلتف حوله ويؤيدة بصورة لافته لا تحظى بها اي قوة ومنها السلطة الشرعية المعترف بها دوليا. قنوات تواصل وشراكة جادة وعن مستقبل العلاقات بين الانتقالي والمجتمع الدولي ، توقع "منصور" أن تشهد الايام القادمة انفتاحا كبيرا على المجتمع سيما مع التطورات الاخيرة التي شهدها الجنوب مع خواتم شهر يناير والتي دفعت بالقضية الجنوبية الى واجهة الاحداث وظهر خلالها المجلس مؤسسة سياسية ناضجة في ادارة الاحداث وتتمتع بحضور شعبي ونفوذ عسكري وقتالي كبير وهو ما ارسل رسائل اطمئنان للمجتمع الدولي على قدر كبير من الاهمية وهو ماسيعزز من الثقة بقيادة المجلس الانتقالي وسيفتح معه قنوات تواصل وشراكة جادة في صناعة السلام المنشود. حد قوله. لقاءات غير معلنة من جهته أوضح الاعلامي والناشط الجنوبي وضاح بن عطية أن في السياسة يقال ان القوي هو من يحافظ على شعبيته ويوطد علاقته بحلفاءه ويربك عدوه وعلى هذه الثلاثة الأعمدة يسير المجلس الإنتقالي منذ تأسيسه. كاشفا أن اللقاءات التي يجريها الإنتقالي مع المنظمات الدولية وسفراء الدول الكبرى ومع صناع القرار كثيرة جدا أغلبها لم ينشر في وسائل الإعلام وتأتي كأمر واقع وخريطة رسمها الجنوبيون كنتاج لثورة الحراك السلمية والمقاومة الباسلة . مؤكدا انه ومما لا شك فيه فإن وجود المجلس الإنتقالي أصبح ضرورة داخلية وخارجية بعد أن فشلت قوى الشرعية في حل القضية الجنوبية وعجزت في إدارة أبسط الملفات كتوفير الخدمات وحفظ الأمن في المناطق المحررة وأصبح الفساد داخل أروقة حكومة الشرعية يخدم الفوضى ويشجع على الإرهاب. تأييد شعبي لافتا إلى أن العالم يهمه الإستقرار ومكافحة الإرهاب وهذا الأمر لا يمكن يحصل في الجنوب ذات الموقع الإستراتيجي إلا بعمل مشترك مع القوى التابعة للمجلس الإنتقالي وقد أثبتت على الواقع أنها القوى الوحيدة الصادقة والقادرة على مواجهة مليشيات الحوثي والإرهاب ، إضافة إلى أن الإنتقالي يحضى بتأييد شعبي جنوبي وأي قوى أخرى ستفشل في ضبط الأمن والإستقرار لانها ستكون مرفوضة شعبيا. خطوات يجب القيام بها وعن الخطوات التي ينبغي على المجلس اتباعها لما من شأنه تعزيز وتقوية تلك العلاقة ، قال "وضاح بن عطية " أن امام الإنتقالي في المستقبل مهمات أكثر صعوبة بحكم الحملة التحريضية التي يتعرض من أطراف عدة ومتنفذة وتجار حروب يروق لهم إستمرار الحرب والفوضى وتلك القوى الفوضوية والفاسدة موجودة في حكومتي الانقلابيين والشرعية وتدعمهم دول مثل إيران وقطر وغيرها. واختتم "بن عطية" حديثه بالاشارة إلى تقرير الخبراء الدوليين الأخير عن اليمن والذي رأى انه اعترف بأن هناك عمل سياسي كبير قام به الإنتقالي وما اشارته إلى أن عودة دولة الجنوب أمر قادم الا دليل على ذلك ، لكن "بن عطية" نبه إلى ما وصفها بنقاط خطيرة ومغلوطة في التقرير على قيادة الإنتقالي أن تعمل عليها وتوضحها بكل الوسائل حتى لا يعتمد ويعمل المجتمع الدولي على فقرات من شأنها تشجع الفوضى وتعزز الإرهاب.